تعرف على التاريخ الإجرامي العثماني الذي يمجده أردوغان
أثبتت الوقائع التاريخية، أن الجيوش العثمانية اجتاحت الشرق الأوسط وحتى أوروبا، بغرض إخضاع وضم أراضى متخذة من نشر الدين ستار لتوسع النفوذ، وخبرتنا كتب التاريخ عن صراعات البلاط العثمانى والقتل وقطع الرؤوس التى ورثها آل عثمان إلى أنظمة العصور الحديثة والمعاصرة للدولة التركية.
ويسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لإعادة
روح السلطان سليم الأول الذى عرف بغلظة القلب والدموية، ومساعيه التوسعية فى البلدان،
مثلما وصل سليم الأول إلى السلطة بسفك دماء أخيه وإقصاء معارضيه.
وبلغت فظة القلب إلى قتل أخوه بايزيد الثانى نجح
سليم فى الإطاحة بوالده وطارد إخوته فقتلهم ليقضى على أى فرصة لهم لمنافسته أو تهديد
عرشه.
وطارد أردوغان المعارضة التركية ولاحقها فى أقصى
نقاط العالم وقام بتصفية عددا كبيرا منها، وهو ما أفصح عنه سفيره لدى النظام القطرى
فكرت أوزر، فى مقابلة مع وسائل إعلام قطرية قال فيها،"السلطات القطرية قدمت لنا
دعماً وتعاوناً كبيراً فى ملاحقة المعارضة التركية تمخض عنه موافقة الدوحة على طلب
أنقرة بمطاردة المعارضة التركية على أراضيها".
ويذكر أن سليم الأول خاض حروب توسعية ففى
25 رجب 922 هجرياً الموافق عام 1516م، عندما رفض المماليك - الذين كانوا يخضعون لحكمهم
منطقة الشام وحلب السورية وشهدت ازدهار فى عهدهم - التعاون مع العثمانيين فى حروبهم
ضد الصفويين الشيعة، الذى كان يحكمهم الشاه إسماعيل الصفوى حاكم بلاد فارس (إيران الآن)،
حارب السلطان سليم الأول العثمانى المماليك فى معركة "مرج دابق" بالقرب من
حلب، ومنها استطاع الاستيلاء على سوريا، خشية أن يسيطر عليها الصفويين (الشيعة).
ويأخذنا التاريخ إلى مجازر الأرمن على يد العثمانيين
عام 1915، بحجة عمالتهم لروسيا ومحاولاتهم اغتيال السلطان عبد الحميد الثانى فى عام
1905، وهو ما اتخذ فى ذلك الحين ذريعة لإبادة عرقية لشباب من الأرمن المسيحيين تلقوا
تعليمهم فى الجامعات الأوروبية وجاءوا يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية، فأصبحوا
يؤرقون الباب العالى، وأثاروا غضب السلطان عبد الحميد. وقامت تركيا بين عامى 1915-1917 بتهجير نحو 600
ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل
القسرى بطرق بدائية جدا فمات من هؤلاء عدد كبير، فى ظل ظروف قاسية لتؤدى إلى وفاة عشرات
الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، وقدر الباحثون أعداد ضحايا الأرمن بين 1 مليون
و 1.5 مليون شخص، وارتكبت الدولة العثمانية مجازر بحق الأرمن وقامت بإعدام المثقفين
والسياسيين الأرمن والتحريض ضدهم بشكل عام وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجى لهم خلال
وبعد الحرب العالمية الأولى.
وبالأسلوب نفسه مارس العثمانيون سلوكهم
الدموى فى العصر الحديث حيث استخدمت الدولة التركية التى تحتضن الجماعات الإرهابية،
وترتع على أراضيها المئات من عناصر التنظيمات المسلحة، جيوشها النظامية فى السنوات
الماضية خارج الحدود، للقيام بعمليات من شأنها بسط النفوذ التركى، واتخذت طابعا مذهبيا
فى بعض الأحيان، ففى العراق دارت حرب باردة بينها وبين إيران عندما حاول نشر قواتها
فى الشمال لمناصرة السنة وعدم تهجيرهم من قبل الحشد الشعبى الشيعى الموال لإيران، وفى
سوريا خرجت جيوش أردوغان على حدود التماس معها، من أجل تحقيق أحلام النظام فى التخلص
من بعض الفئات العرقية التى تؤرق صانع القرار التركى، ويرى فيها تهديدا لوحدة أراضيها،
تحت ستار محاربة الارهاب، وكانت فى مقدمتها "الأكراد " اللقب الذى اطلق على
الدولة العثمانية بعد انهيارها.