خبير يكشف أسباب التدخل التركي بالحرب الأرمينية الأذربيجانية ويفضح الأذرع الإسرائيلية (حوار)
تم الكشف بالأمس عن تدخل إسرائيل في الحرب الدائرة ما بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك في أعقاب أن وضح أن الكيان المحتل قد مد أذربيجان بالأسلحة في حين استدعت أرمينيا سفيرها في إسرائيل للكشف عن المزيد من التفاصيل.
ويتزامن أمر الإعلان عن مد إسرائيل لأذربيجان بالأسلحة مع كشف الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري عن دور مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونقلهم من سوريا إلى أذربيجان.
وعلى الرغم من أن الحكومة التركية قد تبرأت من إرسال المرتزقة واستخدامهم كسلاح جديد في الحرب الدائرة مقابل 2000 دولار، كان يجب الوقوف على أهداف كل من إسرائيل وأنقرة من هذه الحرب ومكاسبهم والتعاون الثنائي بينهم.
وأجرت بوابة "الفجر" حوارا مع محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن التركي للوقوف على حقيقة الدور التركي في الحرب وكذلك تحالفهم مع الكيان المحتل.
هل ترى أن هناك تعاون ثنائي بين إسرائيل وتركيا في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان؟
"لا شك في أن تركيا يربطها بإسرائيل العديد من المصالح والعلاقات الثنائية خاصة في المجال العسكري حيث تعد أنقرة هي ثاني أكبر دولة مصنع للاسلحة الاسرائيلية فضلا عن التعاون العسكري في مجال التدريب العسكري، ومن هنا فليس مستغرب اطلاقا إعلان اسرائيل دعمها لاذربيجان وخاصة خاصة وأن مصالح البلدين اتفقت على ضرورة نقل الصراع إلى جنوب القوقاز".
لماذا اتفق كل من إسرائيل وتركيا لنقل الصراع إلى جنوب القوقاز؟
"لعدة اهداف أولها هو إزعاج روسيا التي ساهمت بصورة كبيرة في تدمير المخطط التركي في سوريا فضلا عن الرغبة الإسرائيلية في إطاله أمد الازمة السورية ويضاف إلى ذلك سعي الحلفين (تركيا واسرائيل) إلى مغازلة ترامب والولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ظل اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية ومحاولة الدولتين في إبراز أي نجاحت الولايات المتحدة ضد روسيا بهدف دعم بقاء ترامب في السلطه فكلا البلدين يعتبران بقاء ترامب في السلطة مكسبة لهم".
ما هو السر وراء النفي التركي لإرسال مرتزقة لأذربيجان؟
"أما حول فكرة نفي تركيا إرسال مرتزقة فهذا الاسلوب اعتاد عليه النظام التركي بهدف إبعاد الاتهامات والمسائلات الدولية عن أنقرة فضلا عن أن النظام التركي لا يرغب في أن يكون على خط المواجه مع موسكو، لأنه يعرف جيدا أن استمراره في دعم الصراع بين أذربيجان وأرمينيا يعني تهديد مباشر لروسيا خاصة وأن روسيا تربطها علاقات قوية بالبلدين فضلا عن أن روسيا سوف تعمل من أجل الدفاع عن أرمينيا نظرا لوجود اتفاقية دفاع متبادل عن الحدود وهو الأمر الذي يعني أن اعتراف تركيا بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان بأن روسيا هي التى سوف تكون في المواجه لمعاقبة تركيا على ذلك وهو الأمر الذي يخشاه أردوغان بشدة".
ما هي الأسباب والدوافع للتدخل التركي ودعم أذربيجان؟
"تتنوع أسباب ودوافع التدخل التركي في أذربيجان فبعيدا عن العلاقات التاريخية وحجم التبادل التجاري والعداء التركي للأرمن إلا أن هناك مجموعة أخرى كانت الدافع خلف دعم أردوغان لأذربيجان؛ لعل الهدف الأول يتمثل في محاولة إزعاج تركيا من خلال نقل الصراع لجنوب القوقاز منطقة النفوذ التركي بعيدا عن الشرق الأوسط التي تكبدت فيه تركيا العديد من الخسائر المالية والعسكرية بسبب الاستراتجية الروسية التي حدد من الدور التركي، أما السبب الثاني فيأتي في إطار محاولة أنقرة مغازلة ترامب وأمريكا بالا تتم نقل القواعد العسكرية الأمريكية إلى خارج تركيا بينما يأتي الهدف الثالث في الطموح التركي للاستيلاء على النفط والطاقة في أذربيجان التي تعد ثاني مصدر للطاقة في تركيا بعد روسيا ويأتي السبب الاخير في إطار محاولة تركيا لتشتيت الراي العام الدولي عن الأزمة الحقيقية في شرق المتوسط وتخفيف الضغوط الأوروبية عن أنقرة خاصة والاتحاد الاوربي بصدد فرض عقوبات على تركيا في أكتوبر".