ارتفاع ضحايا جنود أرمينيا لـ158.. هل يتخذ أردوغان مسارا جديدا لإبادة الأرمن؟
لا يزال الصراع والقتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان قائما، إذ يتقاتل البلدان حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.
وعلى الرغم من موقف المجتمع الدولى المطالب بضرورة تخلى أرمينيا وأذربيجان عن التصعيد، وحل الأزمة القائمة بينهما دبلوماسيا، عن طريق اللجوء إلى طاولة المفاوضات، تصر تركيا على تأجيج الصراع، أكثر مما هو عليه الآن، من خلال إعلان دعمها لأذربيجان، إلى جانب الدفع بمرتزقة سوريين موالين لأنقرة للقتال مع أذربيجان، وهو ما كشف عنه المرصد السورى لحقوق الإنسان.
ارتفاع عدد قتلى أرمينيا إلى 158 جنديا
ونقلت "سكاى نيوز عربية" عن وسائل إعلام روسية، أن 54 جنديا أرمينيا قتلوا فى المواجهات، لترتفع بذلك أعداد القتلى في صفوف القوات الأرمينية،إلى 158 جنديا منذ بدء المواجهات يوم الأحد الماضى.
مسار تركى جديد لأبادة الأرمن
من جهته، اتهم رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، تركيا باتخاذ مسار جديد لإبادة الأرمن، من خلال التقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية.
وقال رئيس وزراء أرمينيا إن الجيش التركى يقود بشكل مباشر هجوما لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية في إقليم ناجورنو كاراباخ.
وبحسب "سكاى نيوز عربية"، نقلت صحيفة "لو فيفارو"، عن باشينيان، قوله: "الوضع أخطر بكثير من الاشتباكات السابقة في عام 2016.. سيكون من الأنسب مقارنته بما حدث في عام 1915 عندما قُتل أكثر من 1.5 مليون من الأرمن في أول إبادة جماعية في القرن العشرين".
وأضاف رئيس وزراء أرمينيا: "الدولة التركية التي تواصل إنكار الماضي تغامر مرة أخرى بالسير في طريق الإبادة الجماعية".
واتهم باشينيان تركيا بإرسال آلاف المرتزقة السوريين إلى المنطقة، مضيفا أن ضباط الجيش التركى متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم في أذربيجان، كما اتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى إقليم ناجورني كاراباخ، مؤكدا أن لديهم أدلة على ذلك، وقال: "إنهم يستخدمون طائرات مسيرة وطائرات مقاتلة من طراز إف 16 تركية، لقصف مناطق مدنية في كاراباخ العليا".
وتابع رئيس وزراء أرمينيا: "يجب أن يعلم المجتمع الدولي، وخصوصا الشعب الأمريكي، أن طائرات إف-16 الأمريكية الصنع تُستخدم حاليًا لقتل أرمن في هذا الصراع، وأن هناك أدلة على أن قادة عسكريين أتراكا متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم، إذ زودت تركيا أذربيجان بمركبات عسكرية وأسلحة وأرسلت مستشارين عسكريين".
وأردف رئيس وزراء ارمينيا: "نعلم أن تركيا قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا، وأن هؤلاء المرتزقة والإرهابيين يقاتلون اليوم ضد الأرمن".
تركيا وتهديد الأمن الدولى
وتواجه تركيا اتهامات عدة بتهديد الأمن الدولى، إذ إن رئيس الوزراء الأرمينى، نيكول باشينيان، قال إن تركيا دأبت على خلق حالة من عدم الاستقرار فى محيطها، فتارة تؤجج الصراع فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتارة تتدخل فى شئون الدول بمنطقة الشرق الأوسط، والآن تسعى جاهدة لتأجيج الصراع فى جنوب القوقاز.
واتهم رئيس الوزراء الأرمينى تركيا بأنها تشكل تهديدا متزايدا للأمن الدولى، كما اتهمها بمساعدة أذربيجان فى الاعتداء على بلاده، من خلال إمدادها بطائرات بدون طيار، وأخرى من طراز F-16، إلى جانب نقل المرتزقة من سوريا لدعم أذربيجان.
ووصف رئيس الوزرء الأرمينى ما يحدث اليوم من اقتتال، بأنه إعلان للحرب ضد الشعب الأرمينى، موضحا أن بلاده تواجه تهديدا نتيجة الصراع التاريخى بينها وبين تركيا، لذلك تقوم بدعم أذربيجان فى هجومها على أرمينيا، وقصفها منطقة فاردينيز، الواقعة شرق العاصمة يريفان.
وأشار رئيس الوزراء الأرمينى، إلى أن وقوع عشرات القتلى من الأرمن ونحو 200 مصاب، منذ بدء القتال يوم الأحد الماضى، كما أن أذربيجان فقدت مئات القتلى وأكثر من 100 دبابة، ومروحيات ومعدات عسكرية أخرى، موضحا أن قوات بلاده نجحت فى صد الهجوم الأرمنى، والآن على أذربيجان أن تفهم أن الأزمة لن يتم حلها بالطرق العسكرية.
وأكد رئيس الوزراء الأرمينى أنه اتصل بمسئولين فى الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا، لكنه حتى الآن لم يتم وضع تصور واضح لوقف إطلاق النار، واللجوء إلى طاولة المفاوضات.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن رئيس الوزراء الأرمينى، قوله: "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فيما لا تزال معارك عنيفة جارية"، مضيفا أن المفاوضات تحتاج إلى أجواء منايبة.
وبحسب وسائل إعلام روسية، قال رئيس الوزراء الأرمينى، إن بلاده لا تدرس نشر قوات حفظ سلام فى إقليم ناجورنو كاراباخ، لكنها تدرس إمكانية تشكيل تحالف عسكرى سياسى مع الإقليم، بعد الاعتراف الرسمى باستقلاله.