ماكرون يتهم حزب الله والساسة.. لماذا تعثر لبنان في تشكيل الحكومة الجديدة؟
لا يزال الوضع السياسى فى لبنان مضطربا، لا سيما بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد مساعٍ كثيرة مع الأطراف المختلفة فى البلاد، ووسط خلافات على توزيع حقائب وزارية.
وقبل الرئيس اللبنانى ميشال عون، اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، الذى يعود إلى تراجع عدد من القوى السياسية عن التزاماتها وتعهداتها الخاصة بمبادرة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بتسهيل تشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين عن الأحزاب والقوى السياسية للقيام بالإصلاحات اللازمة لإنقاذ لبنان، بالإضافة إلى إصرار حركة أمل وحزب الله على الاحتفاظ بوزارة المالية فى الحكومة الجديدة.
اتهامات فرنسية لحزب الله والساسة
وعقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، مؤتمرا صحفيا، اليوم الأحد، تطرق فيه إلى الحديث عن أسباب تعثر لبنان فى تشكيل الحكومة الجديدة.
واتهم الرئيس الفرنسى حزب الله، وحركة أمل بأنهما أحد أهم أسباب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية.
وفى كلمته، قال ماكرون إن حزب الله لا يمكنه أن يكون جيشا محاربا لإسرائيل، وميليشيا إلى جانب سوريا، وحزبا محترما فى لبنان، وقد أظهر العكس خلال الأيام الأخيرة، إذ إنه لم يكن على قدر الالتزامات، ولم يحترم الوعد الذى قطعه على نفسه، فرفض مع حركة أمل تقديم تنازلات.
وأكد ماكرون أن ميليشيات حزب الله هى من تقرر كل شىء فى لبنان، وأنه وحركة أمل سبب تعثر تشكيل الحكومة، مضيفا: "على حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو".
ولفت الرئيس الفرنسى إلى خطورة المرحلة الجديدة ليس بالنسبة للبنان فقط، ولكن لبقية دول المنطقة، فالوضع فى لبنان لا مثيل له منذ الحرب الأهلية.
وحمل ماكرون الساسة اللبنانيين مسئولية الفشل في تشكيل الحكومة الجديدة، وقال إن هناك قوى سياسية أعلت مصالحها على المصلحة الوطنية للبنان، فجاءت أفعالهم على عكس ما تعهدوا به، إذ دأبت تلك القوى على نصب الكمائن والفخاخ التى أدت إلى تعثر تشكيل الحكومة، ومن ثم فهم قد انسلخوا من التزاماتهم التى تعهدوا بها أمام فرنسا.
وأمهل الرئيس الفرنسى زعماء لبنان من 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة، مؤكدا أن مساعدات بلاده للشعب اللبنانى لن تمر عبر جهات حكومية، وأن فرنسا لن تتخلى عن الشعب اللبنانى، وأن خارطة الطريق ستستمر، وستستمر هذه المبادرة على المستوى الدولى.
مصطفى أديب يعتذر عن تشكيل الحكومة
كان مصطفى أديب، سفير لبنان لدى ألمانيا، قد كُلف بتشكيل الحكومة الجديدة، فى 31 أغسطس الماضى، بعدما برز اسمه فى مشاورات رسمية، حصل خلالها على تأييد الأحزاب الرئيسية لتشكيل حكومة جديدة.
وجاء ترشيح أديب، بعد اتصالات أجراها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، للضغط على القادة اللبنانيين للاتفاق على مرشح.
لكن أديب اعتذر عن تشكيل الحكومة بسبب تراجع عدد من القوى السياسية اللبنانية عن تعهداتها السابقة له والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بتسهيل تشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين عن الأحزاب والقوى السياسية للقيام بالإصلاحات اللازمة لإنقاذ لبنان.