منال لاشين تكتب: أسرار السياسة والفلوس والإعلام
اقتراح على مكتب الرئيس بحوار مع المعارضة
البنوك ترفض مد وقف دفع أقساط القروض.. ومطالبات للمركزى بتحمل فاتورة الإجراءات
على عبد العال وراء رحيل مذيع.. والأهرام تمنع مقالاً لجودة يمتدح مكرم
18 جهة وجمعية تقدم ترشيحات للتعيين بمجلس الشيوخ
ذات يوم اشتعلت خناقة عربية بسبب تصريح لعمرو موسى حينما وصف الأردنيين بالهرولة للتطبيع مع إسرائيل، وغضب الملك الراحل حسين، وعندما ذهب موسى لمصالحته قال للملك: جئت إليك مهرولا، ولكن الهرولة الحقيقية تحدث الآن على قدم وساق، ويجب على الجامعة العربية أن تعلق لافتة على بابها مكتوب عليها (التطبيع مسئولية كل مطبع، والجامعة العربية تحذرك من مخاطر التطبيع)، وكما توقعنا منذ أسبوعين انضمت البحرين إلى قائمة الدول العربية المطبعة مع إسرائيل، وفى الطريق ثلاث دول أخرى، ولاشك أن من حق كل دولة عربية أن تقرر دون تدخل قراراتها بناءً على مصالحها، ومصالح شعبها، ولكن السؤال الملح الآن هو التسريع ولا أقول الهرولة فى التطبيع الآن لمصلحة الشعوب العربية أم لمصلحة إسرائيل وحدها؟ لأن موجة التطبيع الجديدة تقوم على أسس يبدو اليأس من أهمها، اليأس من وحدة العرب، اليأس من عودة فلسطين، اليأس من العدالة الأمريكية، اليأس من قدرتنا على المقاومة حكاما ومحكومين.
هذا اليأس يدفع فى الأغلب إلى تصرفات وإجراءات متسرعة تضر أكثر ما تنفع هذه الدول نفسها، وخاصة فى المجال الاقتصادى حيث ستتحقق أضرار للعديد من الدول العربية، وستزيد التجارة مع إسرائيل على حساب التجارة البينية بين العرب، وأخشى أن اليأس الذى ملأ قلوب وعقول كثير من الشعوب العربية سيدفعهم إلى الهرولة إلى إسرائيل، وأن المقاطعة تبدو لهم موضة بالية، وأن المستقبل يجب أن يمر بإيلات وتل أبيب.
ولكل المهرولين ولكل أصحاب المصالح ولكل الدول العربية أحب أن أذكرهم بمقولة للكاتب الكبير الراحل محمود عوض، مقولة بدأ بها كتابه المهم (وعليكم السلام)، والكتاب يتنقد بمنتهى المنطقية والعلمية التطبيع مع إسرائيل.
قال محمود عوض: (إذا لم نستطع أن نكون أسود الغابة، فلا يجب أن نكون فيرانها)
1- مبادرة حوار
وسط اشتعال معركة انتخابات مجلس النواب القادم وإعداد القوائم وتحالفات الأحزاب، وسط هذه الأجواء تولدت مخاوف من غياب المعارضة عن البرلمان القادم، خاصة فى ظل هيمنة مستقبل وطن على القوائم، وشكاوى من أحزاب من عرقلة مساعيها لخوض الانتخابات، وسط كل ذلك طالب بعض كبار المسئولين عن العملية الانتخابية بفتح حوار مع أحزاب المعارضة والاستماع إلى آرائهم وشكواهم من أجل تحسين مناخ الانتخابات القادمة، وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت حوارات مكثفة للسياسيين من المعارضة انتقدوا فيها المناخ السياسى، واحتكار جبهة سياسية واحدة لعملية الانتخابات، والأخطر هى النظرة للمعارضين المدنيين والاتهامات المتكررة بأنهم إخوان وخونة، وهو الأمر الذى أبعد شخصيات محترمة عن مجال العمل السياسى والانتخابات من ناحية، ودفع بآخرين إلى رفض الترشح للانتخابات أو الانضمام للأحزاب والعمل السياسى، وقد عكس هذا المناخ نفسه على انتخابات مجلس الشيوخ، حيث فازت قائمة مستقبل وطن أو القائمة الوطنية بالتزكية فى سابقة لم تحدث من قبل.
2- تأجيل مرفوض
عاشت البنوك المصرية الأسبوعين الماضيين على صفيح ساخن وقلق شديد، وذلك بسبب مخاوف من قرار لمحافظ البنك المركزى طارق عامر، القرار كان يتعلق بمد وقف سداد أقساط القروض لأشهر أخرى، وهو القرار الذى رفضته معظم البنوك، وتعتبر معظم البنوك المصرية أنها دفعت ثمنا فادحا خلال فترة كورونا، وفقدت فرص عمل ودخلاً كبيرًا، وخاصة أن قرار إصدار شهادة بفائدة 15% أدى إلى نزيف خسائر لهذه البنوك، لأن الكثير من المودعين بهذه البنوك قاموا بتحويل ودائعهم للبنوك الحكومية المصدرة للشهادة، كما أن البنوك المتوسطة والصغيرة تضررت من قرار المركزى بالغاء رسوم السحب والإيداع فى ماكينات الصرف الآلى أو التعامل الإلكترونى، حيث كانت هذه الرسوم تمثل عائدا لهذه البنوك، وبعد حالة الرفض قرر طارق عامر التراجع عن إصدار قرار بمد وقف تحصيل الأقساط والرسوم، وطالب بعض كبار المصرفيين المركزى بتحمل الأموال التى ستخسرها البنوك فى حالة مد إلغاء الرسوم، وتماشيا مع عودة الأمور لطبيعتها فى البنوك أوقف البنك الأهلى العمل بشهادة الـ15%.
3- إعلام وصحافة
من كواليس الإعلام والصحافة الساخنة حدثين، الأول يخص رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، فقد كان رئيس البرلمان وراء رحيل مذيع فى قناة فضائية من الشاشة، وكان المذيع قد وجه انتقادات إلى رئيس البرلمان وبعض تصريحاته، فغضب رئيس البرلمان وأجرى اتصالاته، وكانت النتيجة الفورية رحيل المذيع، فقد رأى رؤساؤه أنه أخطأ خطأ مهنيًا.
وعلى صعيد الصحافة فؤجى الشاعر والكاتب الكبير فاروق جويدة برفض إدارة الأهرام لنشر أحد مقالاته، وطلبوا منه كتابة مقال آخر، مما أصاب جويدة بالغضب والحيرة، لأن المقال كان يتناول المجلس الأعلى للإعلام ويمتدح رئيسه السابق الأستاذ مكرم محمد أحمد، ولم توضح إدارة جريدة الأهرام سبب منع المقال من النشر.
4- مرشحون للتعيين
بالإعلان عن قائمة أسماء النواب المعينين فى مجلس الشيوح يكتمل المجلس العائد للحياة النيابية بعد أكثر من 60 عاما، ويصدر الرئيس السيسى قرارًا بالمعينين، وقد قدمت نحو 18 مؤسسة وجمعية أهلية ترشيحاتها للنواب والنائبات المعينين، وذلك بناء على طلب من مؤسسة الرئاسة، وتشمل هذه الجهات مجالس قومية مثل المجلس القومى للمرأة، ومؤسسات دينية مختلفة وعدد من الجامعات والمجالس الرئاسية المتخصصة وعلى رأسها المجلس الرئاسى لكبار علماء مصر، وكان بعض أعضاء المجلس الرئاسى قد طالبوا بضرورة تعديل قانون مجلس الشيوخ، وذلك لرفع سن الترشح والتعيين إلى 40 عاما بدلا من 35 عاما، وذلك لضمان الخبرة المطلوبة فى نائب مجلس الشيوخ، ومع ذلك فقد شملت ترشيحات بعض الجهات لمرشيحين تحت سن الأربعين للرئيس ليكونوا ضمن قائمة النواب المعنيين، وبحسب مصادرنا فإن قائمة التعيين ستشمل عددًا كبيرًا من النائبات والعلماء والنشطاء فى مجال التنمية البشرية ونجوم العمل الأهلى الاجتماعى، وأن نسبة الشباب ستكون أقل فى القائمة.
المثير أن بعض الجهات رشحت رجال أعمال يقومون بالتبرع لهذه الجهات، ولكن الاختيار الأخير سيكون بالطبع للرئيس بعد فحص أمنى لكل المرشحين.