كيف نجحت مصر وفرنسا في كبح جماح أوهام أردوغان بالمنطقة والمتوسط؟
لعل مصر وفرنسا، نجحت في كبح جماح أوهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المنطقة وشرق المتوسط، بعد تهديده المتواصل لليونان وليبيا، ومحاولة التعدي على أراضيهم.
أطماع أردوغان
البداية، حينما أعلنت البحرية التركية عن إجراء أعمال مسح سيزمي في منطقة بحرية بين قبرص وجزيرة كريت، حيث اعتبرتها اليونان، محاولة للتعدي على رصيفها.
فرنسا تتصدى لأردوغان
على الفور، دعمت فرنسا بشدة اليونان في أزمتها مع تركيا، حيث قدمت سفننًا ومقاتلات حربية إلى اليونان، وذلك بعد قيام أنقرة بتهديد أثينا علنًا في المناطق المتنازع عليها بشرق المتوسط.
وأرسلت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول، في مهمة في شرق البحر المتوسط، منطلقة من ميناء طولون، في مسعى لردع الأطماع التركية بالمنطقة.
كما نشرت فرنسا بشكل مؤقت مقاتلتي "رافال" وسفينتين حربيتين، للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية في شرق المتوسط.
تودد أردوغان لمصر
وحينما أدرك أردوغان الخطر، حاول التودد إلى مصر، معلنًا استعداد بلاده للحوار معها حول القضايا الخلافية، إلا أن وزارة الخارجية أعربت عن عدم ارتياحها لنوايا تركيا، وذلك بسبب تناقض أفعالها مع تصريحاتها.
وتابع "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر، وإجراء محادثات مع القاهرة أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك".
وسبقها، إشادة ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالجيش المصري، ووصفه بأنه "عظيم" ويحظى باحترام تركيا.
وقال أقطاي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية الرسمية، "لا نتمنى ولا ننتظر من الجيش المصري أن يعادي تركيا، وهذا لا يعني أننا خائفون منه".
وأكد أقطاي أن التواصل بين تركيا ومصر ضروري رغم الخلافات بين رئيسي البلدين، وقال إن لا معلومات دقيقة لديه حول تفاهمات بين أنقرة والقاهرة حول ليبيا لكنه أضاف: "حسبما أسمع وأرى فإن هناك تقاربا وتواصلا بين الأطراف".
ولكن سامح شكري، وزير الخارجية، علق على حديث ياسين اقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان، قائلا: نحن نرصد الأفعال، إذا لم يكن هذا الحديث متفق مع السياسات لا يصبح له وقع أو أهمية، خاصة أن السياسات التي نراها بالتواجد على الأراضي السورية والعراقية والليبية، بالإضافة إلى التوتر القائم في شرق المتوسط، جميعها تنبأ بسياسات لزعزعة استقرار المنطقة.
وتابع وزير الخارجية، "جميع ما يحدث لا يقود إلى حوار أو تفاهم لبدء صفحة جديدة، فالأمر ليس بما يصرح به، وإنما بأفعال وسياسات تعزز من الاستقرار وتتسق مع العلاقات والشرعية الدولية وهذا ما يهمنا في تلك المرحلة".
تودد أردوغان لفرنسا
وأجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالًا هاتفيًا بنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وذلك لأول مرة بعد تصريحات حادة أطلقها الطرفان على إثر الخلافات بينهم في منطقة شرق المتوسط.
وأكد ماكرون، على الموقف الفرنسي الثابت تجاه التوترات بين اليونان وتركيا العضوتين في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد دفع أنقرة بسفينتها الاستكشافية في المناطق المتنازع عليها مع أثينا.
ودعا أردوغان الذي تغيرت لهجته في الحديث عن الدول التي يختلف معها ماكرون لتبني موقف بناء حول النزاع بشأن مصادر الطاقة في منطقة شرق المتوسط.