العميد خالد النسي لـ "الفجر": الوحدة اليمنية انتهت.. وهذه تفاصيل خيانة الإخوان للتحالف وتنسيقهم مع قطر وتركيا (حوار )

تقارير وحوارات

 العميد خالد النسي
العميد خالد النسي


◄بالنسبة للوحدة اليمنية انتهت ومن لحظاتها الأولى 
◄إتفاق الرياض يعتبر مخرج لجميع الأطراف وتوحيد جهودها نحو المشكلة الحقيقية
◄ التدخلات الايرانية تتواجد في الشمال قبل قيام الوحدة 
◄الأزمه اليمنية تتعقد أكثر وأكثر لان المتسببين فيها هم أنفسهم
◄في حالة نجاح اتفاق الرياض سنتجاوز كثير من الإخفاقات التي استمرت سنوات
◄الوضع في عدن صعب جداً وعلى كافة الأصعدة 
◄دور الأمم المتحده في التعامل مع الملف اليمني دور سلبي


قال الخبير والمحلل العسكري الاستراتيجي العميد خالد النسي، بالنسبة للوحدة اليمنية انتهت ومن لحظاتها الأولى للاختلاف الجذري في كل شي بين شطري الوحدة الشمال والجنوب اختلاف في العادات والتقاليد وطبيعة نظام الحكم والعقيدة العسكرية لكل جيش.

وأضاف النسي في حوار خاص لـ"الفجر" لهذا بدأ الخلاف مباشرة والذي زاد التعقد أكثر هو ظهور حزب الاصلاح الاخواني الذي ظهر في سبتمبر ١٩٩٠ وهو عام قيام الوحده اليمنية.

وإليكم نص الحوار:-

◄كيف ترى وضع القضية الجنوبية وهل ستعود اليمن موحدة؟

بالنسبة للوحدة اليمنية انتهت ومن لحظاتها الاولى للاختلاف الجذري في كل شي بين شطري الوحدة الشمال والجنوب اختلاف في العادات والتقاليد وطبيعة نظام الحكم والعقيدة العسكرية لكل جيش لهذا بدا الخلاف مباشره والذي زاد التعقد أكثر هو ظهور حزب الاصلاح الاخواني الذي ظهر في سبتمبر ١٩٩٠ وهو عام قيام الوحدة اليمنيه وعندما ظهر هذا الحزب الارهابي وبتعاون مع نظام صنعاء بدأت الحرب ضد القيادات السياسية والعسكريه الجنوبية الذين تركوا عدن وانتقلوا للعيش في صنعاء بحكم أنها العاصمهة السياسية لدولة الوحدة وفي العام الثاني لقيام بدأت العمليات الارهابيه تنفذ ضد قيادات جنوبيه وتم اغتيال كثير من الكوادر الجنوبية مدنية وعسكرية وبدا التصعيد الشمالي يستهدف الجنوب بشكل عام الارض والإنسان حتى صيف ١٩٩٤.
حيث قامت حرب شامله ضد الجنوب نتج عنها قتل الآلاف من الجنوبيين وتشريد قياداته وسيطر الشماليين على كل الجنوبيين ومارسوا فيه كل انواع الانتهاكات وتقاسموا أرض الجنوب وخاصه منابع النفط والغاز في شبوه وحضرموت وعملوا على انشاء معسكرات ارهابيه في الجنوب من اجل إشغال الجنوبيين وإرهابهم واستهداف أي كوادر جنوبية تعمل على رفع الظلم الذي لحق بالجنوبيين لهذا نقول أن الوحده انتهت وحرب ١٩٩٤ هي تأكيد لهذا واستمر الجنوبيين في الدفاع عن وطنهم وتعرضوا لقمع من نظام صنعاء شمل الاعتقال والتعذيب والقتل في المعتقلات والشوارع.

وتحت هذا التهديد استمر الجنوبيين في نظالهم حتى عام ٢٠٠٧ عندما ظهر الحراك الجنوبي كمكون يمثل الجنوبيين وتحت هذا المكون نشط الجنوبيين سياسياً وعسكرياً حتى عام ٢٠١١ عندما انقسم نظام صنعاء استغل الجنوبيين هذا الانقسام ولكن ليس بالصورة المطلوبه ولكن بداء الصوت الجنوبي يظهر بقوه وفي عام ٢٠١٥ عندما وصلت قوات الحوثي إلى عدن ظهر الجنوبيين كقوة عسكرية وبتنسيق مع دول التحالف تشكلت المقاومة الجنوبيه المسلحه لمواجهة جماعة الحوثي وهذا ما حصل وتم تحرير المحافظات الجنوبيه خلال شهور وتحررت كل المحافظات الجنوبيه من أي تواجد شمالي في عام ٢٠١٥ باستثناء معسكرات إخوانية في صحراء حضرموت وكان المتوقع ان يستغل الجنوبيين هذا ولكن سيطر الاخوان على الشرعيه وبالتالي سيطروا على القرار السياسي والعسكري للشرعية وعملوا على تفاهمات مع الحوثي ، وفعلاً سيطر الاخوان على صحراء حضرموت ومحافظة شبوة ومحافظة أبين باستثناء مركز المحافظة زنجبار وعملوا على خلخلة المقاومه الجنوبيه ونجحوا الى حد كبير والشي الإيجابي بالنسبة للجنوبيين هو ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لابناء الجنوب حظي بدعم وتأييد مطلق من أبناء وعليه توحيد الجهود الجنوبيه لمواجهة معسكرات الاخوان على ارض الجنوب او سيخسر الجنوبيين وسيسطر الاخوان على كل الجنوب.

◄ماذا عن اتفاق الرياض وكيف ترى الوضع ؟

الجميع تفائل باتفاق الرياض لأنه يعتبر مخرج لجميع الأطراف وتوحيد جهودها نحو المشكلة الحقيقية وهي جماعة الحوثي وتحرير المحافظات الشماليه والعاصمة صنعاء ولان الاخوان مسيطرون على الشرعية فقد عملوا على إفشاله لأنه ضد أهدافه والتي أصبحت اليوم واضحة وهي السيطرة على الجنوب وليس تحرير الشمال وهذا وفق التعليمات القطريه التركيه ووفق اهدافهم وبالتالي اي حديث اليوم عن اتفاق الرياض هو ضياع للوقت وتمكين الحوثيين مم الشمال وتمكين الاخوان من الجنوب وبالتالي ستتواجد تركيا في الجنوب مثلما تواجدت ايران في الشمال.

◄أسباب التباطؤ في تنفيذ اتفاق الرياض ؟

سبب التأخير في تنفيذ اتفاق الرياض لأن طرفي الاتفاق هم المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل عن الجنوبيين والطرف الاخر هي الشرعية ولان الشرعية مسيطر عليها من قبل الاخوان ولان الاخوان يعملون وفق تعليمات قطريه تركية فقد أعطوا  توجيهاتهم للاخوان ممثل في حزب الاصلاح بالموافقه على الاتفاق بالظاهر وإفشاله عملياً على الارض وهذا الحاصل اليوم ولن ينجح الاتفاق طالما والاخوان مسيطرون على الشرعية.

◄ ماذا عن التدخلات التركية والإيرانية في اليمن؟

بدأت التدخلات الايرانية تتواجد في الشمال قبل قيام الوحدة مستغله تواجد مناطق شيعية في شمال الشمال وخاصة صعدة المتواجدة على الحدود مع السعوديه وعملت على انشاء ذراع عسكري موالي لها وهو الحوثي ومن خلال سياسة النفس الطويل الذي تمتاز به السياسه الايرانية ظهر جماعة الحوثي في البدايه كأفراد خارجين عن القاونون في جبال صعده حتى اصبحوا اليوم قوة عسكريه وسياسة تسيطر على كل الشمال ومع ظهور حزب الاصلاح الاخواني بدأت تركيا تتواجد في اليمن وتوسعت أكثر مع ما يسمى الثوره الشبابيه في عام ٢٠١١ ونشطت من خلال عمل المنظمات الانسانيه التركيه التي ظاهرها العمل الإنساني وحقيتها عمل استخباراتي واليوم تركيا تتواجد في مناطق الشرعيه وخاصه مارب وشبوة.

 
◄ماذا عن ناقلة صافر المحتجزة لدى الحوثي؟

جماعة الحوثي جماعة إرهابية مثلها مثل القاعده وداعش دمرت كل شي في اليمن وهي من أجل البقاء على استعداد ان ترهن كل شي ومن ظمن الملفات التي تهدد بها جماعة الحوثي المجتمع الدولي والدول المطله على البحر الاحمر هي الناقلة صافر لانها تعمل أن نتائجها ستكون كارثيه على البيئة في البحر الاحمر وسيصل ضررها الى كل الدول الشاطئيه عليه لانها تحتوي على كميه كبيره جداً من المشتقات النفطيه وهي ناقله متهالكه جداً وانتهى عمرها الافتراضي ولم تسمح بصيانتها وهي قنبلة موقوته ممكن تنفجر في اي لحظه وستسبب خسائر فوق اي تصور.

◄ كيف ترى الوضع في حالة إتمام نجاح اتفاق الرياض؟

في حالة نجاح اتفاق الرياض سنتجاوز كثير من الإخفاقات التي استمرت سنوات وتحديداً منذ عاصفة الحزم في مارس ٢٠١٥ وسيتم القضاء على جماعة الحوثي وتحرير الشمال لان الحوثي لا يشكل عقبه على المستوى العسكري واستمراره حتى اليوم هو بسبب انقسام الاطراف المناهضه له فاذا اتفقت الاطرافعلى تنفيذ الاتفاق ستوحد جهودها وسيتحرر الشمال ولكن الاخوان لن يسمحون بنجاح اتفاق الرياض.
 
◄ كيف خان حزب الإصلاح التحالف العربي؟

تدخلت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن من أجل القضاء على الانقلاب الحوثي واعادة الشرعيه الى صنعاء وكان متوقع أن يتم القضاء على الانقلاب الحوثي خلال شهور ولكن الاخوان سيطروا على الشرعيه سياسياً وعسكرياً، فكانت القيادات الاخوانية تعطي التعليمات بعدم التقدم أو خوض معارك مع الحوثي وبقي الاخوان على تنسيق كامل مع قطر وتركيا واستمرت الحرب طوال هذه السنه بسبب خيانة الاخوان.

◄ كيف ترى الوضع في عدن وكيفية القضاء على الأزمات التي تشهدها المدينة؟

الوضع في عدن صعب جداً وعلى كافة الأصعدة عدن تحررت من مليشيات الحوثي في عام ٢٠١٥ والمفروض انها اليوم تنعم بالأمن والاستقرار والتنميه وتوفر الخدمات لكن الاخوان عملوا وبكل امكانياتهم لإدخال عدن في الفوضى وأصبح وضع الساكنين في عدن صعب جداً حيث لا كهرباء ولا مياه ولا تعليم ولا صحه ولا مرتبات تصرف للموظفين واعتقد الاخوان وبعد سيطرتهم على الشرعية سيخلقون المزيد من الأزمات للجنوبيين وخاصة ابناء عدن حتى يخضعون لاملاتهم ولن يكون هناك حل إلا بمواجهة الاخوان مواجهه مفتوحة والسيطره على المؤسسات الايراديه في عدن وتحرير منابع النفط الجنوبيه التي مازالت تحت سيطرة الاخوان وتوجيهها نحو التنميه وإيجاد الخدمات في الجنوب.

◄ كيف ترى دور الأمم المتحدة في التعامل مع الملف اليمني؟

دور الأمم المتحده في التعامل مع الملف اليمني دور سلبي للأسف لم يستفيد منه اليمنيين باستثناء جماعة الحوثي التي وقف الى جانبها كل المبعوثين الاممين وعملوا على انقاذها مواقف كثيره كانت كفيله بالقضاء عليها ولكن مهمتهم كانت حماية هذه الجماعه وهذا ما حصل من كل المبعوثين من جمال بن عمر إلى إسماعيل ولد الشيخ إلى المبعوث الحالي مارتن غريفيت الذي أصبح أكثر وضوحاً في انحيازة لجماعة الحوثي وهذا حال الأمم المتحده لم تتدخل في أي ملف وتعمل فيه لصالح المدنيين بل لتأجيج الفوضى لصالح منظمات ودول أخرى.

◄ماذا عن حل الأزمة اليمنية؟ 

الأزمه اليمنية تتعقد أكثر وأكثر لان المتسببين فيها هم أنفسهم الذين يتصدرون المشهد السياسي والعسكري اليوم وزاد الوضع تعقيد هو ظهور جماعة الحوثي كجماعة مسلحة خارجة عن القانون سيطرة على السلطه والعاصمة والجيش اليمني بقوة السلاح وعدم مواجهة المشاكل ووضع الحلول لها وخاصه القضيه الجنوبيه. وبالتالي اذا اردنا وضع الحلول للمشاكل اليمنيه المتشابكة علينا تحرير القرار السياسي والعسكري الشرعية من الاخوان وحل القضية اليمنية الحل الذي يرتضيه الجنوبيين فالقضية الجنوبية هي المفتاح لكل باقي المشاكل.