ارتفاع حاد لأسعار المواد الغذائية في البرازيل
يواجه البرازيليون ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية خاصة جراء عمليات التصدير القياسية نحو الصين والطلب الداخلي القوي.
ودفع ارتفاع الأسعار الذي يأتي على خلفية أزمة اقتصادية واجتماعية ناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجدّ، بالرئيس البرازيلي جاير بولسونارو إلى الطلب من شركات التوزيع إثبات "وطنيتها" و"إبقاء هامش ربحها في أدنى مستوى"، بحسب "الفرنسية".
وفي وقت ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الذي يحتسبه المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء، بنسبة 0,7% منذ مطلع العام، سجّل ارتفاع أيضاً بنسبة 6,10% للتغذية المنزلية.
ومن بين الأطعمة اليومية التي لا غنى عنها في البرازيل، ارتفعت أسعار الأرز بنحو 19,3% وكذلك الفاصولياء السوداء بنسبة 28,9% وطحين الذرة بنسبة 8,1% وزيت الصويا بنسبة 18,6%.
في ما يخصّ البروتينات الحيوانية، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الذي تحتسبه مؤسسة غيتوليو فارغاس للأبحاث بين سبتمبر 2019 وأغسطس 2020 بنسبة 38% للحم البقر وبنسبة 7,5% للدجاج والبيض وبنسبة 19,4% للحم الخنزير.
- شهية صينية - ويُفسّر ارتفاع الأسعار هذا بالشهية المتزايدة للمشترين الأجانب وخصوصاً الصينيين، في سياق تدهور قوي للريال البرازيلي مقابل الدولار (-36% في أقلّ من عام) وحرب تجارية بين بكين وواشنطن تدفع بالعملاق الآسيوي لشراء أكثر من البرازيل.
على الصعيد العالمي، تُعدّ البرازيل الدولة المنتجة الأولى لفول الصويا والثالثة للذرة. ويُتوقع أن يبلغ حصادهما هذا العام مستوى تاريخيا بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية.
ويوضح الخبير الاقتصادي في مؤسسة غيتوليو فارغاس، اندري براز، لوكالة فرانس برس أن هذه المنافسة في السوق العالمية "قلّصت عرض هذه المواد الغذائية في السوق البرازيلية"، إذ إن المزارعين يفضّلون تصديرها.
وارتفع حجم صادرات الصويا من البرازيل إلى الصين بنسبة 29,5% بين يناير وأغسطس مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات وزارة الاقتصاد، بينما يُتوقع أن يسجّل انتاج الصويا في البرازيل هذا العام ارتفاعاً بنسبة 4,3%.
في الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار الحبوب والبذور الزيتية إلى زيادة أسعار الإنتاج لتربية الأبقار والدواجن والخنازير التي تأكل طحين الصويا والذرة.
ويوضح الخبير في مركز الدراسات المتقدمة في الاقتصاد التطبيقي في جامعة ساو باولو، تياغو بيرنادينو، أن "تدهور قطعان الأبقار في البرازيل منذ سنتين" والطلب المتزايد من الصين، مارسا ضغطاً على سعر البروتينات الحيوانية.
من جهته، عزا نائب الرئيس هاميلتون موراو الأربعاء سبب ارتفاع أسعار الأطعمة إلى الاستهلاك الداخلي، وخصوصاً إلى الاستهلاك الذي أصبح ممكناً بفضل المساعدة الشهرية الطارئة التي تقدمها الحكومة منذ أبريل، وقدرها نحو مئة يورو للمواطنين الأشدّ فقراً، وتم خفضها إلى النصف في سبتمبر.
- عزل - لكن الخبراء يقللون من شأن هذا العامل. فيؤكد اندري براز أن "في فترة العزل الاجتماعي، ازداد الطلب على الأطعمة التي تُحضّر في المنزل، مثل الفاصولياء التي لم يكن حصادها آنذاك في وضع جيّد. تحدّثت الحكومة بعدها عن هذا الطلب لكنه لا يفسّر وحده التضخم في الأسعار".
في ما يخصّ الأرز، يشير الخبير في مركز الدراسات المتقدمة في الاقتصاد التطبيقي في جامعة ساو باولو، لوسيليو ألفيس، إلى "تراجع الطلب عليه، ما أدى إلى انخفاض سعره وإنتاجه. كان القطاع متوازناً تقريباً، لكن مع بدء تفشي الوباء، حصلت صدمة الطلب مقابل المخزونات القليلة".
ويوضح نائب رئيس الاتحاد الزراعي في ولاية سانتا كاتارينا، إينوري باربييري، أن "المشكلة هي أن الحكومة تتخلى عن سياستها للمخزونات المنظمة، التي كانت تسمح لها بالتدخل في حال حصل تضخّم قوي".
ويعتبر أن الإعفاء الضريبي لواردات الأرز المعلن عنه في العاشر من سبتمبر لن يكون له أثر على السعر في المتاجر: ويقول "بسبب سعر الصرف، ستكون هذه الواردات مكلفة على أي حال".