الاشتباكات مستمرة والمفتي يحذر من الفتنة.. هل يسيطر العنف على لبنان؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا يزال لبنان يتعثر فى أزماته التى تتداعى عليه الواحدة تلو الأخرى، فمع الأزمة الاقتصادية التى لم يشهد لبنان مثلها، جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، ثم ازدادت الأمور تعقيدا بكارثة انفجار مرفأ بيروت، الذى خلف عشرات الضحايا، ومئات الجرحى والمصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص جراء الدمار الذى لحق بالعاصمة بيروت.

وبينما يغرق لبنان فى بحور من الأمات، تأتى أزمة أخرى تتمثل فى وقوع الاشتباكات بين أطراف عدة، الأمر الذى ينذر بدخول لبنان إلى مرحلة لا يحمد عقباها، إن لم يستطع السيطرة على مجريات الأمور،إذ إنه من الممكن أن تتسلل إليه الحرب الأهلية.

اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقذائف آر بي جي

فبعد اشتباكات شهدتها مناطق عدة، على مدى الأيام القليلة الماضية، وقع، أمس الإثنين، اشتباك جديد، تم فيه إطلاق الأعيرة النارية، بشكل كثيف فى محيط الطريق الجديدة.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، أن الجيش فرض طوقا أمنيا في الطريق الجديدة، وشارع كاراج درويش، لضبط الوضع، بعد اشتباك مسلح استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة.

كما أصدرت قيادة الجيش، بيانا، قالت فيه: "وقع إشكال مسلح في منطقة طريق الجديدة، بين مجموعة من الشبان، استخدمت خلاله أسلحة رشاشة، وقذائف آر بي جي، ما أدى إلى سقوط قتيل وجريحين، تم نقلهما إلى المستشفى".

وأضاف البيان: "اتخذت وحدات الجيش إجراءات وتدابير أمنية لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالإشكال ومطلقي النار".

وزير الداخلية يعقب على الشغب المسلح

من جهته، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بمقر دار الفتوى، العميد محمد فهمي، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، الذي أطلعه على الأوضاع الأمنية، وخصوصا ما وقع بالأمس في الطريق الجديدة من اشتباكات فردية.

ونقلت الوكالة اللبنانية، عن وزير الداخلية، قوله إن ظاهرة الشغب المسلّح التي تحصل بين الحين والآخر في بعض المناطق اللبنانية، ومنها ما جرى في الطريق الجديدة، هو أمر مرفوض، وتقوم القوى الأمنية بمعالجته فورا ضمن الإمكانات المتاحة لها، وتعمل على حفظ أمن وسلامة المواطنين، وردع كل من تسول له نفسه القيام بأعمال مخلة بالأمن.

وشدد وزير الداخلية على أن الناس ضاقت ذرعا من وقوع الضحايا والجرحى من المدنيين الأبرياء في الأحياء الداخلية لبيروت وخارجها ثمنا لخصومة الأفراد الذين يستترون خلف السلاح، مؤكدا أن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي يقومان بواجبهما للحد من هذه الممارسات وتوقيف مسببيها لبسط الأمن في الداخل اللبناني ومنع أي شكل من أشكال العنف الذي يؤدي الى خراب وقتل وزعزعة الأمن والاستقرار.

مفتى لبنان يحذر من الفتنة

من جهته، أعرب مفتي لبنان عن بالغ حزنه مما حدث من اقتتال الأخوة في الطريق الجديدة، ودعا المواطنين إلى الوعي والحكمة، محذرا من الانجرار وراء الفتن.

وقال مفتى لبنان إن أي خلاف لا يحل بالسلاح، بل بالحوار والكلمة الطيبة، التي تهدئ النفوس، وتريح القلوب، وتوصل إلى بر الأمان، مضيفا: "كفانا اقتتالا بين بعضنا البعض، بل وحدة وترسيخ وتعاون وتعاضد وتضامن، لأن الوطن لا يمكن أن يبقى بالتفلت الأمني والسلاح المتفلت المنتشر في المناطق كافة، وكلنا أمل فى أن يعود أبناؤنا إلى رشدهم، ويعودوا إلى شيمهم وقيمهم ومبادئهم التي تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت".