جريمة منتصف الليل.. "الفجر" داخل منزل ضحية أغانى التوك توك.. ووالده: كان عكازي

حوادث

بوابة الفجر


لا يزال التشدد الدينى يجر بسلاسله ليلتف حول أعناق الأبرياء تحت الشعار التدين، ليسقط شاب في عمر الزهور ضحية لعديمي الضمير من مدعي الالتزام، حتى تستيقظ القليوبية على جريمة بشعة ترجف لها القلوب حينما قام إرهابي يتغذى على العنف والكراهية متخفيًاخلف عباءة الإسلام بطعن ابن منطقته بحجة تنفيذ ما أمر به الله ورسوله.

وعلى إثر ذلك توجهت محررة "الفجر" إلى مسرح الجريمة حيث منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، لنحقق في تفاصيل الواقعة.

في بداية الحارة التي يسكن بها الشاب الضحية بسام أحمد البالغ من العمر 19 عامًا، التقينا صاحب محل حلاقة وقعت الجريمة أمامه وبواسطة أحد أدواته التي يستخدمها، فسألناه عن ملابسات الجريمة، ليبدأ في سرد القصة التي روى أنها بدأت قبل فترة كبيرة من الحادث البشع، بداية من ترك الضحية لتعليمه واتجاهه لمساعدة والديه في مصروفات المنزل عبر قيادته لـ "توك توك" طوال اليوم.


واستكمل الحلاق "ن.ي" حديثه بأن "بسام" كان كأي شاب يفضل الترويح عن نفسه قليلًا خلال عمله عبر تشغيل الأغاني على جهاز "الكاسيت" الملحق بالمركبة التي يقودها، ليثير ذلك ضيق شاب آخر يدعى أحمد مصطفى يقطن بنفس المنطقة ويعمل مقرئا للقرآن بالتعازي والمناسبات الدينية المختلفة، حتى بدأ في ترصده ذهابًا وإيابًا لتثور ثورته قي أحد المرات ويطلب من الشاب أثناء عمله أن يغلق الأغاني معلقًا بأنها "حرام" وحينما أبدى الضحية رفضه هدده الشيخ بالقتل لينفذ رغبته في غضون بضع دقائق ويكتسي الأسفلت بدماء الشاب البريء.


على بعد خطوات منه دلنا أهالي المنطقة على منزل إيمان حمدي والدة الضحية، والتي كانت الدموع تغطي وجنتيها وهي تردد للمحيطين بها: ابنى ونور عيني مات خلاص وراح وسابني في الدنيا لوحدي".

وحينما حاولنا التحدث معها لمعرفة المزيد من التفاصيل عن نجلها القتيل، حاولت التماسك ويدأت في استجماع ما تبقى من قوتها، لتخبرنا أن نجلها ترك التعليم بعد الحصول على الشهادة الإعدادية بسبب تعرض والده لوعكة صحية شديدة اضطرته لترك العمل ما دفعه لمساعدة شقيقه الأكبر "محمد" في توفير مصروفات العلاج والمنزل بقيادة "التوك توك" الخاص به مضيفة: "كان على استعداد للعمل 24 ساعة من أجل قوت يومنا وتوفير كافة احتياجاتنا".

واستطردت الأم "إيمان" موضحة أن نجلها لا يحب الشجار ولا يدخل في المشاكل نهائيًا، ولكن "أحمد" كان كثير الشجار مع أهالي المنطقة، ودائم الاعتراض والتحريم، لدرجة أنه كان يحرم الجلوس في المقاهي ومشاهدة مباريات كرة القدم، حتى قام في أحد المرات بمهاجمة رواد المقهى وتحطيمه، مؤكدة أن صمت سكان المنطقة كان بسبب احترامهم لأسرته مؤكدة: "رغم إنه كان هارب من تنفيذ أحكام قضائية عليه".

واستكملت الأم حديثها عن الواقعة موضحة أن الجريمة وقعت في تمام الثانية عشر من منتصف الليل حينما كان نجلها عائدًا لمنزله بالتوك توك وهو يشغل أغاني عليه على سبيل الترفيه لينهض له الشيخ الإرهابي صارخًا:" أغلق الأغاني بدل ما أقتلك الأغاني حرام" ليتجاذب الطرفان الحديث حتى تحدث مشادة كلامية انتهت بقيام " الجاني بالدخول إلى محل حلاق كان يجلس بجواره ليحصل على مقص منه ويسدد طعنة في قلب الشاب أنهت حياته على الفور.

أما عن والد الضحية "أحمد" فلم تتوقف رغبته في الانتقام من الشاب قائلًا: "ابني كان عكازي وحتى لو اضطررت لبيع ملابسي لن أترك حقه فالإعدام هو الحكم المستحق لهذا الإرهابي"، مناشدًا الجهات الأمنية بمساعدته على استرداد حق صغيره المقتول.