تهديدات يونانية بالرد على تجاوزات الأتراك.. القصة الكاملة
ردا على السلوك العدوانى، والتهديدات التركية المستمرة بشن حرب على اليونان، نتيجة التوتر القائم فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، على خلفية قيام تركيا بالتنقيب عن الغاز الطبيعى، وموارد الطاقة، فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، فضلا عن استعراض القوة، من خلال نشر قواتها لتنفيذ مناورة عسكرية أطلقت عليها اسم "عاصفة المتوسط" بهدف الضغط على اليونان، ومحاولة إرغامها على التفاوض دون إملاء شروط، أعلنت اليونان عزمها شراء أسلحة وتعزيز قوات جيشها.
اليونان تعتزم شراء أسلحة لتعزيز جيشها
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، اليوم الإثنين، إن بلاده تعتزم شراء أسلحة، وتعزيز جيشها ببرامج تسليح جديدة، إلى جانب تعزيز قدرات الأفراد العسكريين، وتحديث صناعتها الدفاعية، نتيجة للتوتر الذى يعم منطقة شرق المتوسط، والعلاقات المتوترة التى تجمع أثينا بأنقرة، بسبب قيام الجانب التركى بالتنقيب عن موارد الطاقة فى مناطق خالصة لليونان.
وتسعى اليونان إلى إنفاق جزء من احتياطياتها النقدية، التى تقدر بمليارات اليورو، على قطاع الدفاع، لمواجهة تجاوزات الأتراك.
وأكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية، أن تركيا بقياداتها تصر على إطلاق تهديدات يومية بشن حرب على اليونان، كما تصدر تصريحات استفازية من شأنها زيادة التوتر فى المنطقة، موضحا أن بلاده حريصة على الرد بالطرق الدبلوماسية، لكنها مستعدة للقيام بكل ما هو مطلوب لحماية حقوقها السيادية.
ونوه المتحدث باسم الحكومة اليونانية بأن أثينا تجرى محادثات مع حلفائها، من أجل تعزيز قواتها المسلحة".
عدوان تركى
كان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، قد قال، يوم الجمعة الماضى، إن تركيا تمارس أعمالا غير قانونية شرق المتوسط، وهو ما يمثل تحديا، ويتطلب ردا دوليا.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، أن بلاده تواجه عدوانا تركيا، وأفعالا تتحدى ميثاق الأمم المتحدة، بحسب "سكاى نيوز عربية".
تركيا تواصل عمليات التنقيب فى شرق المتوسط
يأتى ذلك فيما نشرت وزارة الدفاع التركية، مقطع فيديو لسفينة "عروج رئيس" التركية، وهى تواصل أعمال البحث والتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى منطقة شرق المتوسط، وبرفقتها فرقاطة بهدف تأمين أعمال التنقيب.
وكتبت وزارة الدفاع على مقطع الفيديو الذى نشرته عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر": "تواصل الفرقاطات التابعة لقواتنا البحرية بحزم، واجبها فى مرافقة وحماية سفينة الأبحاث عروج رئيس، التى تواصل العمل فى مناطق اختصاصنا فى شرق البحر الأبيض المتوسط".
وأضافت وزارة الدفاع فى تغريدتها: "لن يُسمح بالفوضى فى المنطقة".
وتضمن محتوى الفيديوالذى نشرته وزارة الدفاع التركية، جانبا من المكالمات اللاسلكية بين طاقم السفينة والفرقاطة التى ترافقها بهدف حمايتها وتأمينها فى أثناء قيامها بأعمال الاستكشاف والتنقيب عن موارد الطاقة.
وبحسب وكالة "الأناضول" الرسمية التركية، فإن المكالمات اللاسلكية التى ظهرت فى الفيديو، تناول خلالها قائد الفرقاطة المكلفة بالتأمين الحديث عن أنهم فى مهمة ذات أهمية كبيرة لتركيا، موجها حديثه لطاقم سفينة الأبحاث: "نحن على ثقة بأنكم ستزفون البشرى التى ينتظرها شعبنا".
كما أكد قائد الفرقاطة على تصميم القوات البحرية التركية على حماية حقوق ومصالح بلاده فى بحارها.
وفى مقطع الفيديو، رد أحد أفراد طاقم سفينة الأبحاث "عروج رئيس" على قائد الفرقاطة بقوله: "معرفتنا بوجود أسطولنا البطل هنا، تتيح لنا العمل بكل أمان".
عاصفة المتوسط
فى الوقت ذاته أعلنت وزارة الدفاع التركية، فى بيان لها، إطلاق مناورات عسكرية، بدأت أمس الأحد، وتستمر حتى يوم الخميس المقبل، تحمل اسم "عاصفة المتوسط".
وتشارك فى المناورات قوات جوية وبرية وبحرية تركية، إلى جانب قوات تابعة لجمهورية شمال قبرص، التى لا تعترف بها دول العالم كافة، باستثناء تركيا.
وأوضحت أنقرة أن "عاصفة المتوسط" تأتى بهدف تطوير التدريب المتبادل بين قوات البلدين، فى حين تتزامن المناورات مع التصعيد الذى تشهده منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص.
استعراض للقوة
بينما يرى سياسيون أن "عاصفة المتوسط" تأتى ضمن سياسة استعراض القوة التى تنتهجها تركيا، لممارسة الضغوط على اليونان، والدفع إلى التفاوض معها، دون شروط، فى حين ترفض اليونان تلك الممارسات، مطالبة أنقرة بالكف عن تهديداتها.
تركيا تهدد بمحاربة اليونان
من جهته، واصل وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، تصريحاته الاستفزازية، فقال إن اليونان لا يمكن أن تزيد حدود مياهها الإقليمية فى بحر إيجة 12 ميلا، وإلا يكون ذلك سببا للحرب، بحسب ما أفادت به وكالة "الأناضول" التركية الرسمية.
كما أنه وعلى الرغم من التحذيرات الدولية لتركيا، أعلن أوغلو تمديد مهام السفينة "عروج رئيس" فى المنطقة 90 يوما إضافية.
واستطرد وزير الخارجية التركى تصريحاته الاستفزازية، وقال إن بلاده بدأت أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى المنطقة، زاعما أن ذلك يأتى فى إطار حقوق بلاده.
وتأتى تصريحات وزير الخارجية التركى، متناسقة مع التصريحات التى سبق أن أدلى بها فؤاد أقطاى، نائب الرئيس التركى، إذ إن كل منهما هدد بشن حرب على اليونان، الأمر الذى تتجلى من خلاله نوايا أنقرة فى زيادة التوترات بالمنطقة، وجرها إلى الاقتتال.