كيف دعمت الدول العربية السودان في أزمة فيضان النيل؟
خسائر مفجعة وموجعة، تلك التى خلفتها فيضانات النيل بالسودان، التى أعلنت وزارة الرى والموارد المائية أنها فيضانات غير مسبوقة منذ عام 1912.
فمنسوب المياه فى نهر النيل، وصل إلى مستويات قياسية مرتفعة، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات، وتدمير منازل كثيرة فى مختلف ولايات السودان، فضلا عن غرق مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية، بالمياه التى وصلت إلى طرق رئيسية فى العاصمة الخرطوم.
وبينما يقف السودان يعانى من جراء الفيضان الذى جاء على الأخضر واليابس، ومع إعلان السودان منطقة كوارث طبيعية، جاء الدعم العربى، للبلد الشقيق، لمساعدته فى تخطى محنته، وحلت مصر فى صدارة البلاد الداعمة للسودان الشقيق.
الرئيس السيسى يتضامن مع السودان
فى البداية، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى تضامن مصر الكامل مع السودان فى مواجهة الآثار السلبية للسيول والفيضانات.
وكتب الرئيس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "خالص التضامن مع أشقائنا السودانيين حكومة وشعبا جراء السيول والفيضانات التي تجتاح السودان الشقيق، والتي أدت إلى خسائر مفجعة في الأفراد والممتلكات.
وأضاف الرئيس السيسى: "أؤكد استعداد مصر الدائم لتقديم كل سبل الدعم لأشقائنا السودانيين في هذه الفترة الدقيقة للتعامل مع آثار الفيضانات، داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا في السودان الشقيق الصبر والسلوان".
الخارجية المصرية تدعم السودان
كما أعلنت وزارة الخارجية عن تضامن مصر مع حكومة وشعب السودان الشقيق، لمواجهة آثار السيول والفيضانات
وقالت وزارة الخارجية، فى بيانها: "استنادا إلى الروابط الأخوية الراسخة التي تربط شعبي وادي النيل ووحدة المسار والمصير التي تجمع بين مصر والسودان، تُعرب مصر عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب السودان الشقيق، ووقوفها جنبا إلى جنب مع الأشقاء في السودان لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية وأدت إلى وفاة عدد من المواطنين وتدمير المنازل".
مساعدات مصرية عاجلة لمتضررى السيول بالسودان
وشرعت مصر فى إرسال مساعدات عاجلة لمتضررى السيول بالسودان، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية، متجهتان إلى مطار الخرطوم، محملتان بكميات كبيرة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والأدوية، والخيام المقاومة للأمطار، للمساهمة فى تخفيف العبء عن كاهل الشعب السودانى الشقيق.
ووجه المسئولون فى دولة السودان التحية والتقدير للشعب المصرى لمد يد العون لهم أثناء الأزمات التى تمر بها بلادهم، معربين عن عميق الشكر والامتنان بالجهود المبذولة من مصر، والوقوف بجانبهم فى أوقات المحن والشدائد.
100 طن من المساعدات الإماراتية للسودان
كما شرعت الإمارات فى مساعدة السودان لتخطى أزمته الأخيرة، إذ أعلن محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى، تضامن الإمارات مع السودان لتجاوز محنته إثر السيول والفيضانات التي أسفرت عن خسائر في الأرواح.
وكتب بن زايد تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر"، قال فيها: "تضامننا مع السودان الشقيق لتجاوز محنته إثر السيول والفيضانات التي اجتاحته وأسفرت عن خسائر في الأرواح.. وخالص تعازينا ومواساتنا إلى أسر الضحايا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين والسلامة للشعب السوداني الشقيق من كل مكروه".
بينما وجه الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتى، بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الفيضانات بالسودان.
وشدد رئيس هيئة الهلال الأحمر بسرعة وصول المساعدات للمتأثرين من جراء الفيضانات، للمشاركة فى تخفيف معاناتهم، ودعمهم فى مواجهة تداعيات الفيضانات والسيول.
وبالفعل، أرسلت الإمارات طائرتين لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتأثرين من الفيضانات في السودان وجنوب السودان، بينما وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، بإرسال طائرة تحمل 100 طن من مواد الإغاثة من مخازن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، لمساعدة ضحايا الفيضانات التي ضربت السودان.
مساعدات سعودية عاجلة
وفى السعودية، أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع منظمة الاغتنام للتنمية البشرية، مساعدات عاجلة، تتضمن مواد إيوائية، من خيام وبطانيات ومفارش وحقائب إيوائية، للمتضررين من السيول والفيضانات في حي النيل بمنطقة أبوحجار التابعة لولاية سنار السودانية.
جاء ذلك في إطار مشروع إغاثة المتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
كان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، قد وصف ما تسببت فيه فيضانات النيل هذا العام، بـ"خسائر مفجعة وموجعة".
وقال رئيس الوزراء السودانى، عبر صفحته الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": إن "مناسيب النيل وروافده هذا العام، وبحسب وزارة الري والموارد المائية، غير مسبوقة منذ 1912م، فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات".
ووجه حمدوك باستمرار التنسيق الفعال بين كل مؤسسات وأجهزة الدولة، وعلى رأسها: المجلس القومي للدفاع المدني، في هذا النفير الوطني الكبير الذي ظلوا يقومون به خلال الفترة الماضية، وتعزيز التنسيق الكامل فيما بينهم ومع كل قطاعات المجتمع المدني، لحشد جميع الموارد المادية والبشرية الممكنة للعمل على تخفيف حدة الفيضان على المواطنين، لافتا إلى أنهم يعملون بالتوازي لوضع الخطط للتعامل الجذري مع الفيضان مستقبلا.