زعيم معارضة تركيا لأردوغان: لمَ تؤيد الإخوان وتخسر مصر؟
هاجم كمال كليغدار أوغلو، زعيم أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، وهو "حزب الشعب الجمهوري"، سياسات الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، سواء داخليا، بتدهور الاقتصاد وانهيار العملة المحلية أمام الدولار، أو خارجيا، بسبب صراعات شرق المتوسط، وتدهور علاقة تركيا مع جميع جيرانها.
وانتقد في لقاء على "قناة NTV التركية، العداء الذي يناصبه أردوغان لمصر
وقال: "منذ 5 سنوات ننادي أن تكون علاقتنا السياسية مع مصر دافئة. لماذا
نتقاتل مع مصر؟ إن القتال مع مصر يعني جر تركيا إلى المصائب في البحر الأبيض
المتوسط. وعندما أقول (تصالحوا مع مصر) يقولون إن كمال كليغدار رجل
انقلابي؟!".
من هم الإخوان؟ لماذا تؤيدهم؟ وحول حماية
أردوغان لجماعة الإخوان، تساءل أوغلو، عن سبب دعم النظام الحاكم للإخوان المسلمين،
قائلا: "من هم الإخوان وما هي سياستهم.. لماذا تؤيدونهم وتدعمونهم؟".
وتابع "مثلما نزعم أن حزب العمال
الكردستاني إرهابي في تركيا، كذلك أعلنت مصر الإخوان جماعة إرهابية، ألا نغضب إذا
قالوا لنا إنهم يدعمون حزب العمال الكردستاني لدينا، لماذا إذا تؤيد
الإخوان؟".
وأضاف "قلت سابقاً صحح علاقاتك مع مصر.
ذهبت مصر وعقدت اتفاقية مع اليونان"، مستدركا: "على جنوب المتوسط مصر
وعلى شماله تقع تركيا، ولو اتفقت الدولتان، لكانت الأجواء بينهما مختلفة تماماً.
لكنه تشاجر مع مصر وعقد اتفاقية مع السراج، وخرج بالاتفاق بإجماع الأصوات في
البرلمان هنا، لكن في ليبيا لم يقدموا الاتفاق هذا في البرلمان لديهم."
ثم تساءل:" أين ذهب السراج بعد ذلك؟ ذهب
إلى فرنسا بناءً على دعوة الرئيس الفرنسي. ماذا كان سيحدث إذا رفضوا هذه الاتفاقية
في البرلمان لديهم؟ لما كان أردوغان ليجلس على هذا الكرسي، فإن الشخص الوحيد
المسؤول عن الوضع الذي انحدر فيه الوطن الأزرق هو أردوغان".
"تعيين
المرتشين" كما تابع "لقد ناديت مرارًا وتكرارًا بتفعيل سفارتنا في مصر،
وفي نفس الوقت هم يعطلون العلاقات التجارية بيننا وبينهم، وقلنا عدة مرات لا
تفعلوا هذا وفعّلوا دور السفارات، وأردوغان يقول، إن المخابرات لدينا تقوم
بعملها"، متسائلا: "أين وزير الخارجية يا سيدي، هل يوجد وزير خارجية
للجمهورية التركية؟ لا. إنهم يعينون الرجل المرتشي الذي لا عمل له سفيرًا. قلت
سابقًا: إذا عينت المرتشين سفراء، كيف ينظر العالم إليك؟".
أما في الشأن السوري، فقال إن سياسة أردوغان
مزقت سوريا، محملاً الرئيس التركي ما يحدث هناك.
وحول الوضع الداخلي بالبلاد، قال "على
تركيا العودة بسرعة إلى جدول الأعمال الحقيقي، حيث هناك أكثر من 10 ملايين عاطل،
وهناك من يأكل من القمامة، فالمرشحون للرئاسة ليسوا قضية للمناقشة في هذه
المرحلة".
كما أضاف: "إذا تم إطعام مئات الآلاف في
هذا البلد من حاويات القمامة وكان البرلمان صامتاً، فلن يثق فيه أحد. علينا أن
نعيد الثقة في هذا البرلمان كما كان بالسابق".
"تعليمات
الرئيس" إلى ذلك، سخر كليتشدار من مقولة وزراء أردوغان (تعليمات الرئيس)،
قائلا: "فكروا فيما يقوله الوزراء عندما يتحدثون. يقولون (بناء على تعليمات
رئيسنا العزيز) ألا يمكنك التفكير ووضع سياسات عمل؟ ماذا يعني هذا؟ وكأنك تقول أنا
شخص بلا إرادة أفعل ما يقوله أردوغان".
وحول الوضع الاقتصادي في تركيا، قال:
"لدينا معضلات خطيرة جدًّا في الاقتصاد اليوم. واضطرت تركيا إلى الاقتراض
لتسديد ديونها. فالدين الذي ستدفعه خلال الاثني عشر شهرًا الماضية هو 17 مليار
دولار. فلدينا أكبر عجز في الميزانية في تاريخ الجمهورية. وعليه أن يقترض المال
أيضًا لإغلاق هذا. هناك أيضا فوائد على القرض. تم دفع 80 مليار ليرة فائدة في أول
7 أشهر، كما يتعين عليك الاقتراض لدفع الفائدة. لم يعد المواطنون يثقون بالليرة
التركية، و53 ٪ من الودائع في البنوك بالعملة الأجنبية. الآن علينا أن نسأل، من
جعل هذه الدولة هكذا؟ أنشئوا إدارة الديون. هناك الكثير من الديون والفوائد
والميزانية".