قادة لبنان يبدأون محادثات لتشكيل حكومة أزمة جديدة
بدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف مشاورات، اليوم الأربعاء، لتشكيل حكومة أزمة جديدة، بعد يوم من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السياسيين اللبنانيين التزموا بخارطة طريق تبدأ بتشكيل حكومة في غضون أسبوعين لسن إصلاحات.
تمت الموافقة على تولي مصطفى أديب، الدبلوماسي البالغ من العمر 48 عامًا، منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل زيارة لماكرون استمرت يومين وانتهت مساء الثلاثاء. وكانت هذه ثاني زيارة له في أقل من شهر حيث يواجه لبنان أزمات وتحديات متعددة - بما في ذلك الانهيار المالي والاقتصادي غير المسبوق وعواقب الانفجار الهائل في مرفأ بيروت الذي ضرب العاصمة الشهر الماضي.
أدى الانفجار العملاق في 4 أغسطس، الناجم عن اشتعال ما يقرب من 3000 طن من نترات الأمونيوم المخزنة بشكل غير صحيح، إلى ضغوط شديدة على النخبة الحاكمة في لبنان، والتي تم إلقاء اللوم عليها بالفعل في دفع البلد الصغير إلى حافة الانهيار التام. وقُتل ما لا يقل عن 190 شخصًا وأصيب الآلاف في الانفجار.
وفي حديثه في نهاية يومين من الاجتماعات في بيروت، قال ماكرون إن فرنسا ملتزمة بمساعدة لبنان على الخروج من أزمته، لكن سيؤدي الفشل في تنفيذ الإصلاحات في غضون ثلاثة أشهر إلى إجراءات عقابية، بما في ذلك حجب المساعدة الدولية الحيوية وربما حتى عقوبات ضد السياسيين.
وقال ماكرون للصحفيين في نهاية زيارته "العودة إلى العمل كالمعتاد سيكون جنونا."
قالت فرنسا والمجتمع الدولي إنهما لن يقدما مساعدات مالية للبنان ما لم ينفذ تغييرات جذرية تهدف إلى مكافحة الفساد المستشري وسوء الإدارة الذي ميز الحكم هنا منذ عقود.
ووعد أديب، وهو مواطن لبناني فرنسي، بتنفيذ المهمة في الوقت الذي يستعد فيه لتشكيل حكومة جديدة، قائلا إنه سيعمل على التوصل إلى صفقة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.
تدفقت المساعدات الإنسانية على لبنان في أعقاب انفجار بيروت، حيث ذهب معظمها مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية والوكالات الأخرى، متجاوزة السلطات - وهو انعكاس لانعدام الثقة.
في ازدراء واضح للطبقة الحاكمة، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إنه لن يلتقي مع سياسيين لبنانيين خلال زيارة لبيروت يوم الأربعاء، لكنه سيجري محادثات مع نشطاء المجتمع المدني.
وقال شنكر في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن تؤمن بالإصلاحات وتنفذها. واضاف "هناك حاجة لحكومة تهتم بشعبها ومطالبهم، حكومة مسؤولة وشفافة تنفذ إصلاحات اقتصادية وسياسية.. لن يكون العمل كالمعتاد بعد الآن."