مراقبون: أردوغان وداعش أعداء الشمال السوري

عربي ودولي

بوابة الفجر


أفاد مراقبون، بأن داعش الإرهابي هو العدو الوحيد للعشائر العربية، فمنذ بدء العدوان التركي على الشمال السوري تحت مسمى عملية "نبع السلام"، وأحقاد نظام رجب طيب أردوغان لشيوخها تتزايد يوما بعد الآخر.

 

ووفق وسائل الإعلام، أطل تنظيم داعش الإرهابي، في عامه السادس (2020)، باستراتيجية دموية جديدة في سوريا تستهدف بالدرجة الأولى وجهاء وشيوخ العشائر المتواجدين في نطاق انتشاره.

 

واستهدفت الرصاصات الداعشية في 31 يوليو الماضي، أحد وجهاء عشيرة البكارة في ريف دير الزور، وهو مختار (عمدة) قرية الدحلة أثناء ذهابه إلى المسجد للصلاة. 


وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن يوم الثاني من أغسطس/آب الجاري سجل استهدافاً جديداً لأحد وجهاء العشائر بإطلاق النيران من أسلحة رشاشة على أحد وجهاء عشيرة العكيدات عند قرية الحوائج بريف دور الزور الشرقي.

 

 

 

 

 

 

 

وخلال هذه العملية قتل سائق وخال شيخ عشيرة العكيدات وإصابة شقيقه بجروح على يد الخلية الداعشية المنفذة للعملية.

 

 

 

لماذا شيوخ العشائر؟

 

تتحدث تقارير عمرها سنوات عن أن العشائر السورية تمثل امتدادا طبيعيا لحياة البدو الممتدة على الخريطة العربية، وعلى مدار تاريخها شهدت صعودا وهبوطا وإن برز دورها البرلماني ثم فترة الوحدة بين مصر وسوريا (الناصرية).

 

 

 

مع ظهور ما يسمى بـ"الربيع العربي" سارع الرئيس السوري بشار الأسد إلى استمالة شيوخ العشائر في مدينة الرقة يونيو/حزيران 2011، وعقد اجتماعا جانبيا معهم وكادت الأمور تستقيم لدمشق غير أن سقوط (الرقة) وإعلانها أول ولاية للتنظيم الإرهابي أنهى تلك الخطوات.

 

 

 

 

 

ويتكثف تواجد العشائر في منطقة شمال شرقي سوريا، تحديداً، ما دفع تنظيم داعش لتوسيع خريطته بتلك المنطقة لتأسيس مكتب علاقات عامة مخصص لهذه الشريحة استهدف بالدرجة الأولى استقطاب شباب منهم للقتال بين صفوفه.

 

 

 

 

 

ومع الضربات المتلاحقة التي وجهها التحالف الدولي وتراخي قبضة داعش على شمال شرقي سوريا، سارع التنظيم للاستنجاد بالعشائر لتوفير احتياجاته من المسلحين والأموال لكن الاستجابة لم تكن على المستوى المطلوب.

 

 

 

وفتحت هزيمة داعش على الأراضي السورية، الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية لبسط نفوذها على إرث التنظيم، وفي هذا الوقت جرى تشكيل ما يسمى المجلس العربي للجزيرة ذو الصبغة العشائرية في القاهرة، سبتمبر/أيلول 2017.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وبالتزامن مع ذلك، خرجت قوات الصناديد العشائرية إلى النور؛ حيث ضمت عناصر من قبيلة شمر لتبدأ معركة جديدة ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي، إضافة إلى مجموعة أخرى كانت تقف بجانب (قسد) في حربها على التنظيم الإرهابي.

 

 

 

 

 

من هنا تزايد العداء الداعشي لشيوخ العشائر، الذين دخلوا في تحالفات مع الأسد وقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في سبيل التخلص من التنظيم الإرهابي.

 

 

 

ملاحقات تركية

 

لم يكن داعش الإرهابي هو العدو الوحيد للعشائر العربية، فمنذ بدء العدوان التركي على الشمال السوري تحت مسمى عملية "نبع السلام"، وأحقاد نظام رجب طيب أردوغان لشيوخها تتزايد يوما بعد الآخر.

 

 

 

 

 

أحقاد أردوغان لشيوخ العشائر ترجمتها قواته على الأرض في مدينة تل أبيض السورية حين داهمت منزل الشيخ عنيزان الشيخ أحمد بـ6 سيارات تابعة للجيش التركي بينها مدرعة واقتادت الرجل للتحقيق.

 

 

 

والشيخ عنيزان أحد أبرز وجهاء العشائر في سوريا وشيخ قبيلة النعيم العربية في محافظة الرقة، وأبرز الداعمين لقوات (قسد)؛ حيث غادر قريته بعد بدء العدوان التركي العسكري على الشمال السوري، قبل العودة إلى منزله منتصف مارس/آذار الماضي.

 

 

 

ومنذ مقتل زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في غارة أمريكية غربي سوريا، أكتوبر/تشرين الأول 2019، كثف أردوغان من ضرباته المتلاحقة للشمال السوري واستباحة أراضيه، وسط تحذيرات دولية من تسهيل ذلك لعودة التنظيم الإرهابي.

 

 

 

 

 

 

 

وفي كل مرة تقترب سوريا بكل شرائحها من القضاء على من تبقوا من فلول داعش، تعيد تركيا كرتها وتفتعل أزمات واهية تدب بدورها الروح في التنظيم لتبقى تواجده على الأرض وتنفذ عناصره مخطاطتها الشيطانية، ومنها استهداف العشائر الرافضة للتعاون معها.

 

 

 

ورغم كل الضربات والمعاناة المتلاحقة التي تعرضت لها العشائر العربية على مدار السنوات التسع الماضية، غير أنها حافظت على تواجدها وبنيتها المتماسكة وإن أصابها كثير من الضربات حالها كحال الدولة السورية.