خبير ليبي: السراج قدم خدمة لـ "باشا آغا".. وهذا سبب تعيين وزير للدفاع
قال محمد الأسمر، رئيس مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية، إن التعيينات التي أجراها رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، بعد إقالته لوزير داخليته، فتحي باشأغا، تشير إلى أن هناك حالة من التخبط وعدم دراية بأصول السياسة.
ورأى الأسمر، خلال لقاء على فضائية الغد، أنه بإقالة السراج لوزير داخليته فإنه قدم خدمة كبيرة لـ "باشاغا" وفرصة لا تعوض بأن يفصح عن أنصاره والميليشيات المؤيدة له والقوة التي تحركت من مصراتة إلى طرابلس لاستقباله، والتي لم يكن يتجرأ باشاغا لإظهارها مالم يقم السراج بهذا الإجراء غير المحسوب.
وأوضح أن تعيين وزير دفاع ورئيس أركان هي محاولة من السراج لامتصاص غضب ميليشيات مصراته، وهي الأكبر عددًا وتجهيزًا بين الميلشيات، لذا عين محمد الحداد، أحد ضباط مصراته، وكذلك تحسبًا ألا ينحاز إلى باشاغا.
ولفت إلى أنه كان يدور حديث منذ نهاية شهر يوليو عن أن باشأغا يريد الحصول على مهام أكبر من صلاحياته، والتي تتداخل مع مهام السراج.
وكان السراج قد قرر تعيين صلاح الدين النمروش وزير مفوضًا للدفاع، كما قرر السراج تعيين محمد الحداد رئيسًا لأركان حكومة طرابلس، وذلك بعد أن كان السراج يشغل منصب الوزير المفوض للدفاع منذ تشكيل حكومة طرابلس.
على الرغم من محاولات فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، المستميتة، من أجل إخماد نيران الغضب الشعبى المناهضة له، من خلال الدفع بميليشياته لإغلاق ساحة الشهداء أمام المتظاهرين الليبيين، وتضييق الخناق عليهم من خلال الاعتداء على المحتجين والقبض على عدد منهم، إلا أن الليبيون لا يزالون صامدون على موقفهم الرافض لوجود فايز السراج وحكومته وميليشياته فى المشهد السياسى الليبى.
واستمرارا للغضبة الشعبية الليبية، يواصل الليبيون احتجاجاتهم المطالبة برحيل فايز السراج، وحكومته، فضلا عن المسلحين المرتزقة، الذين دفعت بهم تركيا إلى ليبيا للاقتتال، ومعاونة السراج وميليشياته في مواجهة الجيش الوطني الليبي، فكان آخرهم فيصل بلو، القيادي الخطير بتنظيم "داعش" الإرهابي، الذى وصل إلى الأراضي الليبية قادما من تركيا.
جمعة إسقاط السراج
ودعا المتظاهون الليبيون إلى تنظيم مليونية لإسقاط حكومة السراج، فى العاصمة طرابلس، وعدد من مدن الغرب الليبى، التى تسيطر عليها حكومة الوفاق، وبالفعل خرج المتظاهرون فى طرابلس، اليوم الجمعة، إلى الشوارع، فى مظاهرات أطلقوا عليها "جمعة إسقاط السراج"، وتوجه المتظاهرون إلى ساحة الشهداء، إلا أنهم اصطدموا بعناصر الأمن التابعة لحكومة الوفاق، فضلا عن الميليشيات التى تنتشر بكثافة فى ساحة الشهداء والطرق المؤدية إليها.
وأطلقت عناصر الأمن الموالية للسراج النار على المتظاهرين، لمنع وصولهم إلى ساحة الشهداء.
مدن الجنوب تنتفض ضد السراج
وعلى نهجهم، نظمت مدن الجنوب الليبى، اليوم الجمعة، مظاهرات حاشدة، فى سبها وأوبارى، دعما لشباب طرابلس فى مواجهة حكومة السراج وميليشياتها.
ورفع المشاركون فى التظاهرات لافتات مناهضة للسراج، وأخرى مؤازرة للحراك الشعبى فى طرابلس ومدن الغرب الليبى حتى إسقاط السراج، كما طالبوا بالإفراج عن المحتجين الذين جرى اعتقالهم على يد ميليشيات السراج.
بداية الغضب الليبى
وبدأت انتفاضة الليبيين ضد السراج وميليشياته، يوم الأحد الماضي، حين خرج جمع كبير من الليبيين، أغلبهم من جيل الشباب، في تظاهرات بمدينة طرابلس، وعدد من مدن ومناطق الغرب الليبي، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها.
وردد المشاركون في المظاهرات عددا الهتافات المنددة بالفساد، وأخرى مطالبة برحيل فايز السراج وحكومته، كما أبدى المتظاهرون غضبهم من تدنى مستوى المعيشة، وتدهور الظروف الاقتصادية نتيجة النزاع المسلح، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية، وغياب أبسط حقوقهم في المياه والكهرباء التي تنقطع باستمرار، فضلا عن طوابير السيارات التي تقف أمام محطات الوقود في انتظار دورها.
وكان من بين أبرز مطالب المتظاهرين الليبيين المنتفضين ضد السراج وحكومته إخراج ميليشيات المرتزقة المسلحين من البلاد، وعدم تعريض حياة المواطنين الليبيين للخطر على يد هؤلاء المرتزقة التي تدفع بهم تركيا إلى ليبيا، من أجل استمرار الاقتتال والنزاعات المسلحة، التي لا تصب في نهاية الأمر إلا في مصلحة الغازي التركي.
منزل السراج محاصر
وفى تطور واضح للأحداث، حاصر متظاهرون ليبيون، منزل فايز السراج بمنطقة النوفليين، في مدينة طرابلس.
وأمام تلك الأعداد الغاضبة من الشعب الليبي، قامت عناصر الأمن الموالية للسراج بتفريقالتظاهرات التي حاصرت منزله، واعتقلت عددا من المتظاهرين الليبيين.