محامية هزت عرش أردوغان.. ما لا تعرفه تعرف على "إبرو"

الظلم الذي ينتهجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بدأ ينقلب عليه داخل بلده، فرغم سياسة التدين التي يظهرها ويحاول كسب دعم المواطنين وتعاطفهم، بعد انخفاض شعبيته الكبيرة، إلا أنها لن تنفعه كثيرا لأن ضحايا ديكتاتوريته تتكشف سريعا.

وخرج مئات الأتراك لتشييع جنازة المحامية التركية، إِبرو تيمتيك، بعد أن توفت الخميس الماضي، بمستشفى «سعدي كونوك» ببكر كوي، حيث نقلت إليه من داخل سجن سيليفري بإسطنبول، إثر تدهور حالتها الصحية بشكل كلي بسبب إضرابها المفتوح عن الطعام.

واحتشد عدد من المواطنين والمحامين الأتراك، أمام نقابة المحامين بإسطنبول، مطالبين بحقها، ورددوا هتافات «إبرو تيمتيك ستبقى خالدة، إبرو تيمتيك ستبقى خالدة»، وبعدها وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، واعتقلت الشرطة التركية، 4 أشخاص كانوا في انتظار خروج جثمان المحامية من مؤسسة الطب الشرعي، حيث منعت الشرطة التركية المواطنين من الانتظار أمام المؤسسة.

ورغم محاولة النظام التركي طمس أي معلومات عن وفاة تيمتيك وغضب المواطنين من أجلها حيث اعتدت عناصر الشرطة التركية، على الصحفيين خلال محاولتهم التقاط الصور لسيارة جنازة المحامية، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تداولت مقطع فيديو لتشييع جثمان المحامية التركية، إبرو تيمتيك، حيث استقبل المواطنون والمحامون جثمانها مقاطعة «جيم إيفي» بمدينة إسطنبول التركية، وسط نحيب وبكاء الأهل والأصدقاء، وهتافات «ستبقي خالدة يا إبرو، ستبقي خالدة يا تيمتيك».

وإبرو تيمتيك هي محامية تركية مسجّلة كعضو في نقابة المحامين الأتراك بمدينة إسطنبول، لكن الحكومة اتهمتها في وقتٍ سابقٍ بالعضوية في جماعة يسارية محظورة لدى أنقرة وعلى إثرها اعتُقلت في عام 2018.

وبعد سجنها أضربت المحامية التركية، عن الطعام لمدة 238 يومًا للمطالبة بالمحاكمة العادلة لها، إلا أن صحتها تدهورت مع الأيام، ونُقلت إلى المستشفى اليوم بعد أن ساءت حالتها، ولم يستطع الأطباء أن يفعلون شيئًا حيث فقدت حياتها بسبب إضرابها عن الطعام.

على جانب آخر، أدان اتحاد الأطباء الأتراك، وفاة تيمتيك، وطالببالإفراج عن المحامي التركي المعتقل أيتاش أونسال، بعد أن فقدت تيمتيك حياتها إثر تدهور حالتها الصحية بشكل كلي بسبب إضرابها المفتوح عن الطعام.

وفي الخارج، أعرب الاتحاد الأوروبي عن حزنه الشديد لوفاة المحامية التركية إِبرو تيمتيك،، ودعا تركيا، لتحسين أوضاع حقوق الإنسان ودولة القانون، مؤكدًا أن احترام حقوق الإنسان ودولة القانون جوهر العلاقة مع تركيا، كما انتقد بشدة انحياز القضاء في تركيا.