بعد اشتباكات خلدة وبعلبك.. هل يدخل لبنان مرحلة الحرب الأهلية؟

تقارير وحوارات

إصابات بسبب الاشتباكات
إصابات بسبب الاشتباكات


من أزمة لأخرى.. هكذا تبدو خطوات لبنان الذى يتعثر بسبب أزمات تتداعى عليه، واحدة تلو الأخرى، فلم يكد يتخطى واحدة حتى يقع فى الثانية ثم الثالثة، وهكذا، حتى غرق لبنان وشعبه فى بحور من الأزمات، التي بدأت بالأزمة الاقتصادية التي لم يعهد لبنان مثلها على مدى عقود، ثم تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، التي أنهكت القطاع الصحي، واستنفذت موارد الدولة، لتقع كارثة تفجير مرفأ بيروت، الذي راح ضحيته العشرات، وأدى إلى إصابة مئات الجرحى، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص، جراء الدمار الهائل الذي ألحقة التفجير بالعاصمة بيروت.

واليوم تلوح في الأفق اللبنانى أزمة جديدة، تنذر بدخول لبنان إلى مرحلة لا يحمد عقباها، إن لم يستطع لبنان تخطيها، فمن الممكن أن تتسلل إليه الحرب الأهلية.

مقتل 2 وإصابة 3 فى اشتباكات بلبنان
ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، قتل شخصان، وأصيب 3 آخرين، فى اشتباكات وقعت، اليوم الخميس، بمنطقة خلدة، فى جبل لبنان.

وأفادت الوكالة التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، بأن المتوفيين أحدهما من أبناء العشائر العربية، والآخر سورى الجنسية، مؤكدة أنه جرى استقدام وحدات من الجيش إلى المنطقة لفض الاشتباكات الدائرة، ومنع الانفلات الذى يأتى تباعا لها.

تجدد الاشتباكات
وبعد مضى نصف ساعة، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام، تجدد الاشتباكات وإطلاق النار فى محيط سوبر ماركت رمال، وقالت إن الوضع فى منطقة خلدة - دوحة عرمون، لا يزال متوترا، جراء الاشتباكات المتجددة فى المنطقة.

رايات دينية تتعلق بعاشوراء
وأوضحت الوكالة اللبنانية أن الاشتباكات وقعت على خلفية تعليق رايات دينية، وأعلام حزبية، بين جهات ومناصرين حزبيين، وبين العرب من سكان المنطقة، منوهة بأن الجيش يعمل على ملاحقة مطلقى النار، واعتقالهم، بعدما أغلق جميع المداخل فى المنطقة، ونشر قواته بكثافة على الطرقات.

وذكرت قناة "LBC" اللبنانية أن الرايات الدينية التى جرى تعليقها، والتى أدت إلى وقوع الاشتباكات، تتعلق بذكرى عاشوراء التى تحل علينا بعد يومين.

الجيش يعتقل 4 أشخاص
وأعلن الجيش اللبناني، عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر" أن قواته تعمل على تطويق الاشتباكات، وتسيير دوريات فى منطقة خلدة، وقد تم توقيف 4 أشخاص، بينهم اثنان من الجنسية السورية، وجار ملاحقة باقى المتورطين لتوقيفهم، منوها بأنه تم الدفع بتعزيزات إضافية إلى المنطقة لضبط الوضع، وإعادة الهدوء إليها، فضلا عن تسيير دوريات لملاحقة مفتعلي الأزمة والاشتباكات واعتقالهم.

وذكر الجيش أن قواته تعمل على فتح الطرقات التى تم قطعها فى كل من: قصقص، وخلدة، والناعمة، والحيصة - عكار، لافتا إلى الإجراءات والتعزيزات الأمنية المكثفة لوحداته فى المنطقة، وتسيير دوريات كثيفة لمنع المظاهر المسلحة.

اشتباكات بالنار والقذائف الصاروخية في بعلبك
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بوقوع اشتباك فردى بحي الشراونة، في بعلبك، تطور إلى حد إطلاق نار كثيف، وقذائف صاروخية.

وتعمل قوات الجيش على السيطرة على تلك الاشتباكات، وملاحقة مطلقى النار لاعتقالهم.

لبنان والحرب الأهلية
وسبق أن تعرض لبنان لحرب أهلية، استمرت من عام 1975 حتى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ120 ألف شخص.

وفي عام 2012، كان ما يقرب من 76 ألف شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان، كما كان هناك نزوحا لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.