دكتور هيثم صلاح الدين يكتب: فقدان الشم والتذوق وعلاقته بكورونا
لقد فقدت حاستي الشم و التذوق.. هل انا مصاب كورونا؟!
الإجابة المباشرة والواضحة.. نعم
ولكن لا تقلق، فهذا لا يعني أنك تواجه شيئاً خطيراً.
على الرغم من تواجده بيننا منذ أشهر، إلا أننا مازلنا نتفاجىء بالكثير مما يستطيع فعله فيروس كرونا المستجد.
وفي جديد اختبره العلماء، أفاد باحثون أوروبيون قاموا بدراسة تجارب المرضى، إن فقدان حاسة الشم الذي يمكن أن يصاحب فيروس كورونا مميز ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو الزكام.
عندما يعاني مرضى "كوفيد-19" من فقدان الشم، يكون ذلك مفاجئاً و فريداً من نوعه.
فمعظم المصابين بفيروس كورونا يمكنهم التنفس بحرية، حيث لا يعانون في العادة أنفاً مسدوداً أو مزكوماً أو سائلاً لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعوا الاحساس او التمييز بين اياً من الروائح.
الشيء الآخر الذي يميزهم عن غيرهم هو فقدانهم "الحقيقي" للتذوق ، إن الأمر ليس أن حاسة التذوق لديهم ضعيفة إلى حد ما، ولكنها مفقودة تماما.
مرضى فيروس كورونا الذين فقدوا حاسة التذوق لا يمكنهم التمييز بين المر أو الحلو.
ويُعتقد أن السبب في ذلك هو أن الفيروس المستجد يؤثر على الخلايا العصبية المرتبطة مباشرة بحاسة الشم والتذوق.
لذلك يبدو بالفعل أن هناك سمات مميزة تميز فيروس كورونا عن فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى ، هذا يعني أنه من الممكن استخدام اختبارات الشم والتذوق للتمييز بين مرضى "كوفيد-19" والأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الأنفلونزا العادية عن طريق إجراء اختبارات الشم والتذوق بأنفسهم في المنزل باستخدام منتجات مثل القهوة والثوم والبرتقال والليمون والسكر.
وعلى الرغم من أن هذه التجربة فريدة من نوعها ومستجدة لدى البشر وتسبب توتر و قلق مفاجيء، إلا أنه من المطمئن ان الغالبية العظمى من هؤلاء المرضي لا يعانون أعراض تنفسية حادة أو خطيرة.
بالاضافة إلى أن حاستي الشم والذوق تعود في غضون أسابيع قليلة من تلقاء نفسها لدى معظم الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا.
فالأشخاص الذين يتعافون بسرعة أكبر، من المحتمل أن الفيروس لم يؤثر إلا على الخلايا المبطنة لأنوفهم فقط ، اما عن الأشخاص الذين يتعافون بشكل أبطأ، يُرجح أن الفيروس قد أثر على خلايا الأعصاب المسؤولة عن حاسة الشم والتذوق.