مصري وأرميني وفرنسي.. شخصيات شاركت البارون في بناء مصر الجديدة
قصر البارون إمبان هذا البناء الذي حاز غموضًا خاصًا من بين كل آثار العصر الحديث، بعد ترميمه وافتتاحه للزيارة لا تزال معالم الغموض تحيط به، خصيصًا مع كثرة الأساطير المحيطة بالقصر، ولكن إدوارد جوزيف إمبان، الشهير بالبارون لم ينشئ قصرًا فقط في حقيقة الأمر، وإنما أسس مدينة وكان له شركاء في هذا التأسيس نعرض اليوم لثلاث شخصيات منهم.
حبيب يوسف عيروط
هو المهندس المصري الوحيد في فريق تصميم شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات هليوبوليس، وحبيب يوسف عيروط "1876-1956"، وهو ينتمي إلى عائلة من المهندسين المعماريين، وبعد أن أنهي عيروط دراسته في باريس وبحلول عام 1900 شغل مناصب مهمة في مجال السكك الحديدية والخدمات البريدية المصرية،ومنذ عام 1906 ساهم في بناء ضاحية مصر الجديدة لفترة إمتدت لأكثر من 20 عامًا.
كان عيروط حريصا بشكل خاص علي تخطيط وتصميم المباني بشكل يتماشي مع الطابع المحلي للضاحية وكان مسئولا عن تنفيذ العديد من المساكن البسيطة المتواضعة ولكنها في الوقت ذاته جيدة التصميم كما وفرت تلك المساكن حياة جيدة وصحية لبعض السكان البسطاء ممن أقاموا بمصر الجديدة من عمال وحرفيين.
وقد استكمل اثنان من أبناء عيروط وهما المهندس ماكس والمعماري تشارلز أعمال والدهما في بنا ضاحية مصر الجديدة والتي تدين لهما بالكثير من مبانيها ذات طراز الأرت ديكو المميز والتي تمت إضافتها في فترة لاحقة.
بوغوص نوبار باشا
ولد بوغوص نوبار باشا"1851-1930" في إسطنبول وهو ابن نوبار باشا رئيس وزراء مصر لثلاث مرات، وتلقى بوغوص تعليمه في باريس حيث جمعت حياته بين الهندسة وإدارة الأعمال، ونظرًا لأصوله الأرمينية فقد أولى إهتماما كبيرًا للقضايا القومية للأرمن، وفي الفترة من 1878 -1898 كان يعمل مديرًا للسكك الحديدية المصرية كما ساهم في تطوير المشاريع العقارية الكبري في جميع أنحاء الإسكندرية،علاوة علي ذلك فقد كان مديرا لشركة ترام القاهرة التي أنشأها البارون إمبان
في عام 1905 تم شراء حوالي 6000 فدان من الصحراء لبناء ضاحية مصر الجديدة، وذلك بتمويل مشترك من بوغوص باشا والبارون إدوارد إمبان، وبعد ذلك أصبح بوغوص نوبار نائب رئيس ومدير شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات هليوبوليس، كما قام بتأسيس الجمعية العممية الخيرية الأرمينية بالقاهرة عام 1906، وغادر مصر عام 1913 لتبني أمور القضية الأرمينية، حيث قام بتمثيل أرمينيا في معاهدة سيفر، وكان لدى بوغوص نوبار باشا وزوجته الأميرة ماري داديان قصر كبير تم بناؤه في هليوبوليس علي بعد مئات الأمتار من مقر إقامة إدوارد إمبان.
جورج كلوسون
أحد المهندسين المعماريين المشاركين في إنشاء ضاحية مصر الجديدة،والذين بقيت أسماؤهم مجهولة لوقت كبير،حيث عرف كأحد مساعدي أكساندر مارسيل، وتخرج جورج كلوسون المهندس المعماري الفرنسي 1865-1949 في كلية الفنون الجميلة عام 1893،وعلي الرغم من أنه لم يحظ بجانب من التقدير،إلا أنه كان يعمل في مصر بين عامي 1907و1910،حيث كان علي الأرجح حلقة الوصل بين مكتب التصميم في باريس والجهة المنفذة في مصر الجديدة.
انحصرت معظم أعمال كلوسون غالبا في التصاميم الهندسية المنسوبة لمارسيل عدا حالة واحدة فقط،والتي يرجح فيها أن فيها أن التصيم ينسب لكلوسون علي الرغم من عدم وجود ما يثبت ذلك، ألا وهو ذلك المبنى الذي شيد عام 1910 على طراز الفن الحديث وبدون أية لمسات شرقية تقليدية،الأمر الذي يدلل علي أن شركة هليوبوليس قد فضلت منذ البداية التنوع في منشأتها عن الطرز المعمارية الموحدة،ولعل من أشهر أعمال كلوسون ذائعة الصيت كنيسة دورمان في فرنسا والتي تخلد ذكري معارك المارون.