عادل حمودة يكتب: المنافق الأكبر
الكاتب التركى بوراك طوجيان: نسمع كلام أردوغان عن التقشف نصدقه نشوف القصور واليخوت والسيارات الفارهة نتعجب!
فى سنوات حكمه الأولى اعتمد أردوغان استراتيجية تصف تركيا بأنها جسر بين الشرق والغرب وظهر متحف آيا صوفيا إلى جانب مسجد السلطان أحمد فى صورة واحدة للتدليل على ذلك.
لاقى ذلك الدمج المرسوم على اللوجو الخاص بتركيا للمتحف والكنيسة هجوما من أنصار أردوغان من المتشددين دينيا وطالبوا بإعادة المتحف إلى سابق عهده.. مسجدا.
وفى عام 2014 تجمع 40 ألف شخص أمام ساحة المتحف وقاموا بالصلاة فأمر أردوغان الشرطة بتفريقهم بخراطيم المياه ولكنهم أنهوا الصلاة قبل أن تأتى إليهم.
قبل عامين من تلك الواقعة نجح ساليا توران رئيس رابطة الشباب فى تجميع 15 مليون توقيع على عريضة تدعو إلى إعادة المتحف إلى مسجد مرة أخرى إلا أن رئيس الوزراء وقتها أردوغان قال نصا: «لدينا المسجد الأزرق قريب من آيا صوفيا اتركوا المتحف فى حاله واذهبوا واملأوا المسجد الأزرق».
ما الذى حدث ليغير أردوغان موقفه؟.
الإجابة: هناك من يذهب بعيدا ويقول: «إن أردوغان يمهد الطريق إلى الانتخابات التى ستجرى فى عام 2023» وهناك من يقرأ الواقع قائلا: إنه يعتم على فشل الخطة الاقتصادية التى تهدد تركيا بأزمات يصعب التعامل معها إلى جانب التغطية على أزمة التورط فى سوريا والعراق وليبيا والصومال وقطاع غزة رغبة منه فى أن يظهر للجميع على أنه زعيم العالم الإسلامى إلى جانب استفزازه العالم المسيحى.
ولكن حسب ما ذكره الكاتب الإسرائيلى تسيفى بارئيل فى صحيفة هآرتس فإن تلك الخطوة لها ثمن باهظ أيضا كاشفا الغطاء عن سر ظل مجهولا منذ وصل أردوغان إلى السلطة.
منحت حكومة أردوغان حقوق بيع تذاكر دخول متحف آيا صوفيا إلى شركة سويسرية تسمى سيكبا يمتلكها ويديرها شخص يهودى يدعى فيليب آمون.
أنشأ الأب الشركة فى عشرينيات القرن الماضى لتنفرد بإنتاج الحبر السرى المستخدم فى طباعة النقود والسندات المالية والوثائق التى تتمتع بأهمية خاصة.
ويرأس فيليب آمون أيضا مجلس إدارة متحف الأحداث النازية الدولى وبعض المؤسسات اليهودية.
حصلت الشركة على حق إدارة آيا صوفيا عام 2018 لمدة سبع سنوات مقابل 3.9 مليار دولار.
ومع انتقال المتحف إلى مسجد تطالب الشركة بتعويضات ضخمة بسبب خسائرها كما فقدت الحكومة التركية 400 مليون ليرة كانت تحصل عليها من الشركة.
أيضا خسرت تركيا دعم اليونسكو ومؤسسات ثقافية أخرى كانت تمول تكاليف صيانة المتحف وترميمه.
ولكن على ما يبدو فإن أردوغان لا تهمه الخسائر المالية حسب ما نشر الكاتب التركى بوراك طوجيان الذى قال: خلال 18 سنة حدثت تحولات مادية رهيبة على أردوغان وحزبه وعائلته من امتلاك سيارات فارهة وفيللات فاخرة حماماتها بها صنابير مغطاة بالذهب إلى جانب اليخوت التى يمتلكها ابنه والأشياء الثمينة التى طلبتها ابنته سومية من أجل القصر الذى تعيش فيه غرب تركيا.
ولم ينس الكاتب السيدة الأولى أمينة التى وصل ثمن حقيبة اليد الخاصة بها إلى 50 ألف دولار أما البروش الذى تزين به حجابها فلا يقل ثمنه عن 15 ألف دولار.
عادل حمودة يواصل حلقات ثورة يوليو بالحبر السرى الأسبوع القادم