أحمد الليموني يكتب: الشباب والانتخابات
"فرحة ما بعدها فرحة" بعد اسدال الستار عن انتخابات مجلس الشيوخ وإعلان النتيجة رسميا من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات وحصد عدد لا بأس به من القيادات المجتهدة والصبورة في العمل السياسي من جيل الوسط الذي يجمع بين الخبرة والشباب.
وهو ما أعطى شارة أمل وثقة لفئة كبيرة منهم أن يكونوا أكثر فاعلية ومشاركة في كافة المناحي والاتجاهات وأن آن الآوان أن يكون لهم دور وصوت مهم في تلك المرحلة التي تثبت يوما بعد يوم أن القادم دائما وأبدا للشباب وأن الدولة الجديدة عازمة وقادرة على تحقيق ذلك من خلال إعطاء الفرصة لكوادر جديدة شبابية من المناصب التنفيذية وحصولهم على فرصة كبيرة في كافة الحوارات المجتمعية والنقاشات في غالبية القضايا ويظهر ذلك جليا في عدد من المنصات أو الكيانات أو المبادرات سواء كانت حكومية أو مجتمعية أو تشريعية.
ولعل هناك نقطة مضيئة تجمع وتلم شمل أيدولوجيات وتوجهات وأفكار مختلفة تعمل بخطى ثابتة وهي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي اختارت شعار سياسة بمفهوم جديد، وانصهر الجميع بداخلها مابين مؤيد ومعارض لإخراج قيادات شبابية متميزة مدعومة بكل أعضاءها وهو ما وضح جليا باختيار 5 أعضاء من التنسيقية في مجلس الشيوخ، وهو نتاجا لجهد استمر لمدة عامين.
وهو ما يؤكد توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء دولة شابة وتعظيم قدرات الفئة الأكبر من سكان مصرنا المحروسة من خلال المؤتمرات الشبابية والحديث الدائم والحقيقي لتمكين الشباب والاستفادة القصوى من طاقتهم في العمل والبناء للنهوض في كافة القطاعات والمجالات ودمجهم مع الخبراء والمتخصصين وكبار القيادات على أعلى المستويات ليكون هناك دمج بين القوة والطاقة والخبرة والمسيرة الممتدة للعمل للقيادات الكبرى.
إن انتخابات مجلس الشيوخ أظهرت وجوه عديدة من الشباب الواعي الواعد والمثقف من خلال ترشحهم وعرضهم لما يمتلكونه من خبرات وما يأملوا أن يحققوه للمجلس من أجل الوطن.
ففاز منهم من فاز وخسر من خسر ولكن فعليا لا يوجد خاسر في تلك المعركة الانتخابية لأن اقبال الشباب على طرح أنفسهم في الاستحقاقات الانتخابية أمر مهم جدا ويبشر بالخير ويؤكد على أن الشباب حاليا ومستقبلا لن يكون مكتوف الأيدي أو تتغلب عليه السلبية ويترك المشاركة السياسية لمن أفسدها وفسد وأفسدا وأن الشباب دائما حاضر في الاستحقاقات بشقيها المشاركة والتصويت وزيادة الوعي لدى المواطن بأهمية المشاركة واختيار من يراه مناسب لدائرته والدولة ككل ومن خلال ترشحه على المقاعد بقوة خلال الفترة المقبلة.
ومع اقتراب انتخابات مجلس النواب ستشهد الساحة السياسية عدد كبير من المرشحين يظهرون ويطرحون أنفسهم للناخب والشباب سيكون في تلك الاستحقاقات حاضر ولديه رؤية وطرح وسيتضاعف عدد الشباب في المشاركة والادلاء بالأصوات وكذلك في المنافسة.
وأتمنى في مجلس النواب 2020 أن يكون غالبيته من الشباب دون النظر لانتماء أيا منهم، لكن بغالبية شبابية ممزوجة مع الخبرات والقامات الكبيرة، سيعطي قوة للمجلس تساعد في انطلاق مصر الجديدة التي يتمناها كل وطني مخلص شريف يسعى للحفاظ دائما الأمن القومي.