انقلاب أم غضب.. سياسيون يكشفون حقيقة ما يحدث في مالي
من جديد تتوتر الأوضاع في مالي، وذلك بعد قيام بعض أفراد الجيش بانقلاب عسكري والسيطرة على بعض القواعد العسكرية، واعتقال عدد من الوزراء والشخصيات العامة.
شهدت قاعدة "كان كيتا" العسكرية فى العاصمة المالية باماكو اليوم الثلاثاء، إطلاق نار كثيف ومواجهات، وذلك بالتزامن مع الحديث عن القبض على مسؤولين كبار من بينهم رئيس البرلمان ووزير المالية، وذلك في وقت تصاعدت فيه وتيرة إطلاق النار خلال الساعات الماضية من القاعدة العسكرية التى تقع فى ضاحية "كاتي" بالعاصمة المالية باماكو.
وقالت السفارة النرويجية بمالي إن وحدة من الجيش تتواجد خارج العاصمة وتم نقل الوزارء الى جهة مجهولة، كما طالبت فرنسا ووالنرويج رعاياهما بعدم التحرك في مالي وسط تقارير عن فوضى أمنية واختفاء مسؤولين
ووصف الناشط السياسي، سيبي عبد الرحمن ما يحدث في مالي، قائلا:" تم اعتقال رئيس البرلمان، رئيس الاركان، رئيس الدرك الوطني. وبعض من جنرالات وكبار الموظفين".
وأضاف أنه هناك اطلاق نار واشتباكات في المدينة العسكرية في كاتي القريب من القصر الرئاسي. (انقلاب ام اشتباكات)، كما تم خطف وزير المالية من ادارته في العاصمة بماكو.
من جانبه أوضح الباحث في الشؤون الدولية والعلوم الاستراتيجية- وكاتب متخصص في العلاقات الخليجية، إدريس آيات، أن هناك تمرد عسكري نحو الانقلاب يحدث في مالي، مشيرا إلى أن أفراد الجيش استولوا على حامية كاتي، التي تقع شمال العاصمة وتبعد عنها ب15 كلم، وتم اعتقال وزير الاقتصاد ورئيس البرلمان، وعدد من الشخصيات.
وأوضح أن معسكر كاتي حيّ يقيم به أفراد الجيش وأسرهم، ومنه انطلق انقلاب 2012 بعد تردّي أوضاع البلاد، كما هو اليوم.
ونبه إدريس إلى أن الانقلاب في هذا التوقيت سيء جدًا لتطلاعات الحراك، فما أسهل أن يختلط المطالب النبيلة الشعبية بالأجندات السياسية لقادة الانقلاب. العسكر لا أمانة لهم، إضافة إلى أنّ الحركات المسلحة والإرهابية قد تستغل الوضع لزعزعة الاستقرار، مؤكدا أن النجاح الوحيد للحراك هو التغيير بسلمية.
وفي ذات السياق، قال السياسي المالي، حمدي جواراأن هناك أنباء عن توجه أرتال عسكرية نحو محطة التلفزيون الرسمي وقصر كولوبا، بعد تأكدنا من تغيير للحرس الجمهوري منذ أيام قليلة.
وتساءل:"هل الرئيس شعر ببوادر انقلاب حتى غيّر رئيس الحرس الجمهوري"، مضيفا:" انها المصالح هي التي تفضح نفاق المجتمع الدولي. ومن اجل حماية حقوقنا ينبغي ان نمتلك القوة والشجاعة للتضحية اولا ثم الصبر على الاذى والتوكل على الله ثم سياتي النصر باذن الله وكلما تاخر النصر كلما كانت اشمل واوسع.القوة التي في يد الماليين اليوم هي وحدة صفهم وارادتهم لمواصلت الثورة".
واضاف أن الناس يغادرون المدينة راجعين إلى بيوتهم، وإلى الآن لم يصد بيان رسمي لا من النظام ولا قيادة المحاولة الانقلابية، علما أن الأحداث بدأت في الساعة الثامنة تقريبا بقاعدة كاتي حيث توجد بها المدرسة العسكرية المالية القديمة والتي تخرّج منها الكثير من قادة الجيش في المنطقة.
وذكر أن النقيب جاوو يقال إنه قائد التمرد داخل الجيش حاليا، ويرجع سبب التمرد إلى إقالة مسئول عسكري في الحرس الجمهوري بالأمس على ما يبدو كما ذكرنا ذلك، وفريق من وزارة الدفاع ذهبوا لإيقاف أحد مناصري المقال في القاعدة العسكرية ومن هنا بدأ تفجّر الوضع في مدينة كاتي.