مى سمير تكتب: ملك إسبانيا يطرد والده بعد تورطه فى سلسلة من الفضائح الأخلاقية والمالية
قالت مصادر إن الملك الإسبانى السابق خوان كارلوس طرد من البلاد من قبل نجله - الملك فيليب السادس- وسط فضيحة فساد مالى وأخلاقى، وكشف الملك السابق البالغ من العمر 82 عاما، أنه قرر مغادرة إسبانيا لمساعدة ابنه الملك فيليب السادس الحالى على «ممارسة مسئولياته»، وحسب تحقيق «الديلى ميل» ذكرت مصادر أن الملك فيليب هو من طرد والده لإنقاذ عائلته من «سلسلة الفضائح» التى تتعلق بعلاقة خوان كارلوس بعشيقته الألمانية كورينا زو ساين فيتجنشتاين - مع مخاوف البعض من أنه قد لا يعود-.
1- عشيقة الملك
تم وضع كورينا زو ساين فيتجنشتاين قيد التحقيق فيما يتعلق بالتسجيلات الصوتية لاجتماع بينها وبين مفوض الشرطة الإسبانية المتقاعد خوسيه مانويل فيلاريجو، فى منزلها بلندن عام 2015، زعمت فى التسجيلات أن خوان كارلوس تلقى عمولة سرية للمساعدة فى الفوز بصفقة سكك حديدية سعودية بقيمة 5.5 مليار جنيه إسترلينى.
طلب فيلاريجو عقد اجتماع بدعوى أن أجهزة المخابرات الإسبانية كانت تخطط لتوريطه فى نشاط إجرامى واستمر فى تسريب أشرطة محادثتهما إلى وسائل الإعلام. قال مصدر لصحيفة صنداى تايمز إن سيدة الأعمال والمجتمع الألمانية «كانت مختلفة عن غيرها من صديقات ملك إسبانيا حيث كان الأخير يكن لها مشاعر حب كبيرة».
قال محاميه إنه فى حين أنه محصن من الملاحقة القضائية لأنه لا يزال «الملك الفخرى» لإسبانيا، فإنه سيجيب عن أسئلة المدعين العامين.
وقال المتحدث باسم القصر الملكى ومحامى خوان كارلوس إنهما ليس لديهما ما يقولانه، ولم يصدرا أى تعليق عام بعد إعلان يوم الاثنين عن رحيل الملك، قال الملك السابق إن خروجه مؤقت فقط وقال لأصدقائه: «أنا لست فى عطلة ولن أتخلى عن إسبانيا»، مضيفا أن مغادرته لإسبانيا ستكون لفترة مؤقتة.
أفيد فى بداية هذا الأسبوع أن مخبأه الحالى هو جناح رئاسى بقيمة 10 آلاف جنيه إسترلينى فى الليلة بأحد أغلى الفنادق فى العالم فى أبو ظبى، وأفادت صحيفة إيه بى سى الإسبانية اليمينية الشهيرة أن الملك السابق دخل فندق الإمارات بالاس مساء الاثنين، فى نفس الوقت تقريبا الذى تم فيه الإعلان عن رسالته إلى ابنه فيليب السادس التى أعلن فيها قراره بمغادرة إسبانيا، وأضافت الصحيفة أنه استقل طائرة خاصة من فيجو قرب الحدود الشمالية الغربية لإسبانيا مع البرتغال يوم الاثنين مع خمسة ركاب آخرين على الأقل من بينهم أربعة حراس شخصيين.
يقال إن خوان كارلوس كان على علاقة مع ساين فيتجنشتاين بين عامى 2004 و2008، ويواجه الاثنان بالفعل مشاكل قانونية أخرى فى سويسرا، حيث يجرى تحقيق فى حسابات خارجية سرية مرتبطة بهما، يحقق المدعون السويسريون حول مصدر مبلغ 65 مليون يورو (59 مليون جنيه إسترلينى) دفعه الملك السابق إلى ساين فيتجنشتاين فى عام 2012 للاشتباه فى غسيل أموال.
يحقق أيضا إيف بيرتوسا، المدعى العام السويسرى، فى تبرع مزعوم بقيمة 100 مليون دولار خلال عام 2008 لخوان كارلوس من ملك المملكة العربية السعودية فى ذلك الوقت، يحقق بيرتوسا فيما إذا كان التبرع والدفع اللاحق لساين فيتجنشتاين مرتبطين بدفع عمولات غير قانونية لبناء خط سكة حديد فى المملكة العربية السعودية، تم بناء خط السكة الحديد من قبل كونسورتيوم إسبانى فى عام 2011، أكد فريق الدفاع القانونى للسيدة ساين فيتجنشتاين أن هذه الأموال كانت هدية إلى السيدة الألمانية التى تنفى حصولها على أى عمولات غير قانونية.
2- الملك المحبوب
اعتلى خوان كارلوس العرش فى عام 1975 بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو وكان يحظى باحترام كبير لدوره فى المساعدة فى توجيه إسبانيا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، تمتع الملك السابق بشعبية واسعة حتى تنازله عن العرش فى يونيو 2014، وهو حفيد ألفونسو الثالث عشر، آخر ملوك إسبانيا قبل إلغاء النظام الملكى فى عام 1931 والإعلان اللاحق للجمهورية الإسبانية الثانية.
ولد خوان كارلوس فى روما بإيطاليا فى 5 يناير 1938 أثناء نفى عائلته، جاء إلى إسبانيا عام 1947 لمواصلة دراسته والتحق بأكاديمية سرقسطة العسكرية، أكمل تعليمه العالى فى جامعة مدريد وتزوج الأميرة صوفيا من اليونان والدنمارك فى أثينا عام 1962، توفى الديكتاتور الفاشى فرانسيسكو فرانكو فى عام 1975 وأصبح خوان كارلوس ملكا فى 22 نوفمبر 1975، بعد يومين فقط من وفاة فرانكو. تم الترحيب بخوان كارلوس لدوره فى انتقال إسبانيا إلى الديمقراطية والإصلاحات التى نفذها لتفكيك نظام فرانكو، ومع ذلك بدأت سمعة الملك والنظام الملكى تتأثر بعد نشوب الجدل حول عائلته.
فى إبريل 2012، واجه خوان كارلوس انتقادات بسبب رحلة صيد الأفيال فى بوتسوانا خلال فترة الأزمة المالية فى إسبانيا،علم الجمهور بالرحلة فقط بعد أن جرح الملك نفسه وتم إرسال طائرة خاصة لإعادته إلى إسبانيا، وصرح مسئولون إسبان أن مصاريف الرحلة لم يدفعها دافعو الضرائب ولا القصر بل رجل الأعمال محمد إياد كيالى.
تحولت الشائعات المتعلقة بفساد عائلته إلى فضيحة فعلية على أرض الواقع عندما اتُهمت ابنته الأميرة كريستينا بالاحتيال الضريبى فى عام 2014 وأصبحت أول عضو فى العائلة المالكة الإسبانية التى تتعرض للمحاكمة، تمت تبرئتها فى وقت لاحق، لكن أصدر القضاء قراراً بإدانة زوجها.
تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش لصالح نجله الأمير فيليب فى عام 2014، وفى العام الماضى أعلن خوان كارلوس قراره بالانسحاب من الحياة العامة، منهيا مهامه المؤسسية المتبقية وظهوره العام اعتبارا من يونيو 2019، فى أغسطس الماضى، خضع لعملية جراحية فى القلب بنجاح فى مدريد.
تخلى الملك فيليب عن ميراثه وجرد والده من بدل القصر فى مارس بعد تقارير تفيد بأن الأخير تلقى 100 مليون دولار من الملك السعودى الراحل ومنح الملايين لسيدة الأعمال الألمانية وعشيقته.
أظهر استطلاع للرأى نشر يوم الأحد أن ما يقرب من ثلثى الإسبان يعتقدون أن الملك السابق خوان كارلوس، الذى غادر البلاد هذا الأسبوع وسط فضيحة مالية، ما كان ينبغى أن يسافر إلى الخارج، ووجد الاستطلاع الذى أجرته مؤسسة سيجما دوس لصالح صحيفة إل موندو المحافظة أن 63.3 فى المائة من الذين تم استجوابهم شعروا أنها فكرة سيئة أن يغادر الملك السابق البالغ من العمر 82 عاما، بينما وافق 27.2 فى المائة على رحيله، وقال حوالى 80.3 فى المائة إنهم يعتقدون أن خوان كارلوس يجب أن يواجه أى إجراءات قانونية محتملة، ووجد الاستطلاع الذى أجرى فى الفترة من 4 إلى 6 أغسطس بعد مغادرته، أن 12.4 فى المائة قالوا إنه ليس لديه ما يجيب عنه و 7.3 فى المائة لم يعبروا عن رأى. لقد كان ملك شعبياً لمعظم فترة حكمه التى امتدت لأربعة عقود ولعب دورا مهما فى انتقال البلاد إلى الديمقراطية، لكن الفضائح الأخيرة شوهت صورته، وتستمر أخبار خروج الملك السابق فى إحداث ردود أفعال هائلة داخل إسبانيا، على سبيل المثال سجلت عريضة عبر الإنترنت لتغيير اسم جامعة الملك خوان كارلوس فى مدريد مع أكثر من 39 ألف توقيع صباح الأربعاء.