صناع المعجزات.. تعرف على كتيبة مرممين متحف المركبات الملكية (صور)
يعتبر العمل في ميدان الآثار من المهام الصعبة التي يجب أن تتوافر عدة صفات فيمن يتصدى لها، أهمها النشاط الدائب والحركة المستمرة والمتابعات التي لا تتوقف، فالأثر كالبشر، إن أهملته اندثر، وإن اعتنيت به ازدهر، وعبر صفحات الفجر سنرصد الشخصيات المؤثرة في حقل العمل الأثري.
ولدينا فرع مهم للغاية من فروع علم الآثار، وهو علم الترميم، حيث أن المرمم هو طبيب الحضارة، فأنامله قد تنقذ أو تستعيد جزءً من الأثر، والذي يمثل جزءً من التاريخ، وهنا لسنا بصدد الحديث عن مرمم واحد تحديدًا وإنما عن فريق، تناغم أفراده فصار كالفرد الواحد.
كتيبة مرممين متحف بولاق
ويعتبر أبرز فرق الترميم الآن، والتي قامت بعمل مبهر للغاية بالآونة الأخيرة، هو فريق ترميم متحف المركبات الملكية، ببولاق، شباب وشابات متخصصون ومتخصصات بعلم الترميم الأثري، حققوا بأيديهم حلمًا طال انتظاره، وهو ترميم وتجهيز متحف المركبات الملكية.
وصاحبت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، فريق ترميم متحف المركبات الملكية والذي يتكون من المرممين والمرممات محمد حسام، وحسام سلطان، ومحمد بسيوني، وأحمد سمير، وسوزان إمام، وإيمان ربيع، وهبه جلال، وعلي هنيدي، حيث استطاعوا ترميم 42 عربة ملكية، وما يقرب من 70 لوحة زيتية وورقية، في وقت قياسي، بتعاون وعمل دؤوب لم يتوقف طيلة السنوات الماضية.
مدير الترميم
ولابد للفريق من قيادة، والتي استطاعت بحكمة ومثابرة أن تنشئ التناغم بين أفراد الفريق، وهي الدكتورة إيمان نبيل، مدير إدارة ترميم في متحف المركبات الملكية، والتي قالت للفجر إن الفريق يعمل على قدم وساق، لتجهيز القطع الأثرية داخل فتارين العرض، استعدادا للافتتاح قريبًا، وقد صار الفريق كالجسد الواحد يعمل بتناغم ودقة شديدتين تخرج العمل في أدق وأبهى صورة ممكنة مع مراعاة آخر ما وصل إليه علم الترميم.
وأضافت نبيل أن المتحف الآن وصل إلى مرحلة تجهيز الفتارين للعرض، حيث تم تجهيزها بالكثير من القطع "ملابس ونياشين ملكية وقطع أثرية ثمينة"، خضعت لأعمال ترميم دقيق جدًا، ولا زال المتحف يستقبل العديد من الآثار من مختلف المتاحف لإثراء العرض المتحفي أمام الزائرين.
قيادة متعاونة
وأكدت نبيل أنه على الرغم من الضغط الشديد في العمل إلا أن كل إجراءات الترميم لمختلف القطع الأثرية تتم بأسلوب علمي، كما أن الفريق يتلقى كامل المتابعة والدعم من رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم الدكتور مصطفى عبد الفتاح حيث يقوم بنفسه بمتابعة العمل يوميًا، ومن جانب آخر فإن مدحت صابر مدير عام متاحف القاهرة الكبرى يقوم بتوفير كافة الخامات اللازمة لأعمال ترميم القطع التي استقبلها ويستقبلها المتحف كما أن الدكتور مجدى منصور مدير عام أثار ومتاحف القاهرة الكبرى يقدم الدعم الفني لفريق العمل.
المتحف يستقبل عدد جديد من اللوحات والقطع الأثرية
واستقبل معمل ترميم المتحف عدد جديد من اللوحات الورقية النادرة من متحف المنيل وعلى الفور بدأ العمل الذى لم يستغرق سوى يومين في تكاتف وتكامل وسهر بالعمل لإنهاء أعمال الترميم للوحات الجديدة وعرضها بالمتحف مما أبهر الجميع.
إضافة إلى استقبال عدد من أطقم النسيج والجلد التي كان يرتديها الفرسان وهو ما لم يمنع فريق العمل من وضع اللمسات النهائية للعربات الملكية واللوحات الزيتية والورقية داخل قاعات العرض حتى يكون المتحف على أهبة الاستعداد.
ويستمر العمل الدؤوب من إدارة ترميم متحف المركبات الملكية، حيث ننتظر افتتاحه وخروجه للنور قريبًا، حيث الأعين متشوقه لرؤية ومعاينة مقتنياته النادرة، بعد غياب دام 18 عامًا، فالمتحف يمثل تحفة نادرة، بموقعه الفريد بمنطقة بولاق خلف مبنى وزارة الخارجية، على الكورنيش، والقريب من ميدان التحرير، وبمقتنياته الفريدة، وبتاريخه، حيث أنشئ في عهد الخديوي إسماعيل (١٨٦٣-١٨٧٩)، وسُمي حينها بمصلحة الركائب الخديوية، ثم تغير اسمه إلى مصلحة الركائب السلطانية في عام ١٩١٤، ثم مصلحة الركائب الملكية في عام ١٩٢٤، ثم تحول أخيرا إلى متحف الركائب الملكية في عام ١٩٧٨، ويعتبر المتحف من أندر المتاحف حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا.