لا يكف عن التدخل في شئون الدول.. السجل الأسود لوزير الدفاع التركي
لا تدخر تركيا جهدا فى إظهار عدائها الشديد لمصر، فالبلد الذى يتربع على رأس سلطته رئيس يطمع فى ثروات البحر المتوسط، ويصر على التدخل فى الشئون الداخلية للعديد من الدول، لم تزل تتخذ من العنجهية والتخبط أسلوب حياة، تتعامل به مع الجميع، حتى أفقدها سلوكها علاقاتها بالدول، إذ لا صديق لها فى البحر المتوسط إلا إسرائيل، ولا فى المنطقة إلا إيران.
واستمرارا للتصريحات التركية المتخبطة، لم يزل وزير الدفاع التركى خلوصي أكار، مصابا بحالة من الهذيان، فخرج اليوم بتصريحات زعم فيها أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين مصر واليونان تنتهك حقوق الشعب المصرى، الذى يفقد سلطته البحرية بموجبها، كما تتعارض أيضا وبشكل أساسى مع مصالح الشعب اليونانى، فضلا عن كونها تفتقر الأساس القانونى.
واستمر وزير الدفاع التركى فى هذيانه، موجها الدعوة إلى الرأى العام المصرى واليونانى للتشكيك فى هذه الاتفاقية.
جاء ذلك بعدما اتخذت مصر واليونان خطوة مهمة، فوقعتا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، خلال الزيارة التى أجراها وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس، إلى القاهرة، الأمر الذى بموجبه ستتمكن مصر من التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الاقتصادية الغربية الواقعة على الحدود البحرية مع تلك الخاصة باليونان.
مغرد سعودى يهاجم وزير دفاع أردوغان
واستفزت التصريحات التركية، رجل الأعمال والمغرد السعودى، منذر آل الشيخ مبارك، الذى غرد عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر"، فقال: "وزير دفاع تركيا فقد عقله، وبدأ يتحدث عن مصر واليونان، ويحدد مصالحهما، وهو مايفعله أردوغان فى ليبيا من تحديد مصالح ليبيا".
وأضاف المغرد السعودى: "السلوك التركى فى المنطقة سلوك يتسم بالعنجهية والتخبط فى ظل العزلة التى تعيشها فى محيطها، فلا صديق لها فى البحر المتوسط إلا اسرائيل، ولاصديق فى المنطقة إلا إيران".
السجل الأسود
ذلك التدخل السافر الذى أبداه وزير الدفاع التركى لم يكن الأول، إذ إن له سجلا أسود، على نهج رئيسه رجب طيب أردوغان، فسبق وزعم أن العدوان التركى على سوريا ليس جريمة، متجاهلا كم الدمار وعدد الضحايا الذى خلفهم جيشه دون غطاء شرعى لتدخلاته فى الشأن السورى وإرسال قواته إلى هناك، فحظى بالدعم القطرى الذى أثنى على الأسلوب الذى تتبعه القوات التركية فى عملياتها بسوريا، والذى من وجهة نظره العمياء تحافظ على وحدة الأراضى السورية، رغم أن عاقلين اثنين لن يختلفان على إرهاب تركيا الذى تمارسه بحق السوريين على أرضهم وفى قلب بلادهم.
كما بدت النوايا الحقيقة لوزير الدفاع التركى فى غزو بلاده لليبا، واضحة أثناء زيارته إلى طرابلس، حين أعلن خلالها تصريحه الأخطر بشأن ليبيا، فقال إنهم سيبقون فى ليبيا إلى الأبد، مهددا بتحويل مصير ليبيا ليكون كمصير قبرص.
وقبل أقل من شهر، كشف مراقبون، عن سبب زيارة وزير الدفاع التركى إلى قطر، فقالوا إنه ربما يحاول استخدام مرتزقة من جنسيات أخرى فى ليبيا، لأن الدوحة طالما كانت قاعدة لتدريب الصوماليين، ونقطة انطلاق لتوزيع هؤلاء المسلحين عبر مناطق الصراع فى الشرق الأوسط.