كيف تضررت المنظومة الصحية في لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت؟
بين تفشى جائحة كورونا، وتفجير مرفأ بيروت، وما خلفه من ضحايا، يحترق لبنان، الذى يصارع أهله من أجل النجاة، فى ظل انهيار ليس بالهين فى المنظومة الصحية، وفى ظل أزمة اقتصادية حادة ألمَّت بهذا البلد العربى الذى لم يعهد مثلها على مدى تاريخه، ازدادت كثيرا وكثيرا بهذا الدمار الذى لحق بالعاصمة بيروت من جراء تفجير المرفأ، مخلفا عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص، ما يجعل بيروت فى حاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، إذ يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.
وفيما لا يزال قطاع الصحة اللبنانى منهكا من حربه ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، تلحق به مسئولية أخرى لا تقل عن سابقتها، وهى معالجة جرحى انفجار المرفأ، وهو ما أثقل كاهل ذلك القطاع، الذى ربما وقف عاجزا عن تحمل تبعات ما يجرى فى البلد المنكوب، الأمر الذى دعا المجتمعين العربى والدولى إلى محاولة الوقوف بجانب لبنان، ودعمه لتخطى أزماته.
تفجير بيروت أنهك قطاع الصحة
وكشف حمد حسن، وزير الصحة فى حكومة حسان دياب المستقيلة، عن حجم الأضرار التى لحقت بالمنظومة الصحية، فقال إن الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها لبنان أثر على جاهزية المستشفيات، إلى جانب وباء كورونا الذى كان تحديا آخر أمام القطاع الصحى والأطقم الطبية والتمريضية، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت الذى أرهق واستنزف القطاع الصحى بشكل كبير، لا سيما مع خروج 4 مستشفيات من الخدمة بالكامل، كل ذلك أدى إلى إحداث ضغط إضافى على ما تبقى من المستشفيات الحكومية والخاصة، كما زاد من الضغط الواقع على الكوادر الطبية.
مخاوف من تفشى كورونا
وأضاف حمد حسن، أن هناك شح فى أدوات الحماية الشخصية، لكن الأطقم الطبية والتمريضية اللبنانية تعاملت باستبسال مع الكارثة الأخيرة، واستوعبت الصدمة الأولى، منوها بأنه مع تلك الإسعافات بالتأكيد خفت إجراءات الوقاية بهدف سرعة إسعاف المرضى، وبالتالى فإن هناك مخاوفا من ارتفاع عدد إصابات كورونا على مدى الأيام المقبلة، ما يرهق القطاع الصحى أكثر وأكثر.
ويبدو أن ما تخوف منه وزير الصحة فى الحكومة المستقيلة بدأ يتحقق بالفعل، فبإمعان النظر فى التقرير اليومى الخاص بمستجدات جائحة كورونا، سجل لبنان يوم الأحد الماضى 294 إصابة جديدة بالفيروس، وحالتى وفاة، وبذلك يرتفع إجمالى عدد المصابين إلى 6517 حالة منذ بداية الجائحة فى 21 فبراير الماضى، أما أمس الثلاثاء، سجل لبنان 309 إصابات جديدة بالفيروس، و7 وفيات، ما يعنى أن هناك تناميا فى أعداد ضحايا فيروس كورونا.
تضامن عربى ودولى
وانهالت المساعدات العربية والدولية على لبنان، وفطن الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى حاجة لبنان الماسة إلى الدعم الصحى، فوجه بإرسال طائرات محملة بمواد الإغاثة والمستلزمات الطبية التى وصلت تباعا إلى لبنان، كما تم إنشاء مستشفى مصرى ميدانى فى بيروت لعلاج الجرحى من جراء الانفجار.