وزير الإعلام: أزمة كورونا عجلت بضرورة التخلي عن وسائل الإعلام الورقية
أوصى الملتقى العلمي لكلية الإعلام جامعة القاهرة، المقام ظهر اليوم عبر المنصة الإليكترونية تحت عنوان "الممارسات الإعلامية خلال جائحة كورونا.. مالها وما عليها"، بضرورة تعزيز دور الإعلام في مواجهة جائحة كورونا، وضرورة الالتفات لأهمية المسئولية الأخلاقية لوسائل الإعلام خلال الأزمات المجتمعية، إضافة إلى ضرورة تأهيل الإعلاميين على الالتزام بالجوانب الأخلاقية، ومنع نشر المعلومات إلا من المصادر الموثوقة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته وكالة كلية الإعلام جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا، تحت رعاية أسامة هيكل وزير الإعلام ود. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ود. هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام.
وشهد الملتقى مشاركة واسعة لعدد من خبراء وأساتذة الإعلام في مصرو الدول العربية، وهم د. حسن عماد مكاوي استاذ الإذاعة والتليفزيون بالكلية، د محمود علم الدين أستاذ الصحافة بالكلية، د. حسين أمين استاذ الإعلام ومدير مركز ادهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية، د. عصام نصر عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة، أ. ماضي الخميسي الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، د. أمل جابر استاذ مساعد بجامعة Wisconsin بالولايات المتحدة الأمريكية، أ. بركات الوقيان مستشار إعلامي ومقدم برامج كويتي، د. محمد الباز رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور والكاتب الصحفي ومقدم برامج تليفزيونية، د. عبد المحسن لافي الشمري مدير الوكالة الدولية للإعلام ورئيس منتدى الكويت الدولي للحوار.
وخلال مشاركته في الملتقى العلمي، لفت أسامة هيكل، وزير الإعلام، إلى أن الشائعات تعد أبرز الأخطاء التي وقعت فيها وسائل الإعلام خلال معالجة موضوع أزمة فيروس كورونا، منوها إلى هذه الشائعات كانت سببا في وقوع بعض الأخطاء الخاصة بتنفيذ الإجراءات الاحترازية، وذلك بسبب الترويج للمعلومات بفكرة ملاحقة السبق الإعلامي وعدم التحقق من مصداقية وثبات المعلومة وارتباطها بمصادر معلوماتية متخصصة.
وتطرق وزير الإعلام إلى أن إدارة أزمة كورونا تطلب من مسئولي الدولة خلال الفترة الماضية الاهتمام باستخدام أداة الإعلام وذلك لأجل أمرين، الأول يتعلق بالحفاظ على صحة المواطن، والثاني بالعمل على دوران عجلة الاقتصاد، وضرورة إشراك المواطن في هذين الأمرين، حسب قوله.
واستطرد هيكل بتوضيح ان الحكومة سعت منذ اللحظة الأولى لتسجيل إصابات فيروس كورونا إلى العمل على ثلاثة محاور مهمة وهي الأول إصدار البيانات إعلامية الخاصة بمعدلات الإصابة، والثاني العمل على تنظيم مؤتمرات صحفية للوزارات المعنية بالأزمة والمحور الثالث المتعلق بالتعامل مع فكرة الاستباقية في عرض المعلومات بمصداقية ومصارحة وشفافية دون أي إخفاء لأي معلومة.
وأشار وزير الإعلام إلى أن الأزمة أفرزت عدة دروس مستفادة لا تزال قائمة حتى الآن في تأثيراتها ومن بينها ان الأزمة عجلت بضرورة التخلي عن فكرة وجود وسائل الإعلام الورقية التي عانت من قلة التوزيع بسبب ظروف الحظر، وهو ما أثر على عائدات الصحف الورقية، مشيرا إلى أن الأزمة طرحت ضرورة الاهتمام بالوسائل الإليكترونية الإعلامية على حسب نظيرتها الورقية باعتبارها أيسر في الوصول للجمهور وبأقل التكاليف.
واختتم أسامة هيكل كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بضرورة اهتمام كليات الإعلام بوضع خطة لتطوير ومواكبة المناهج التدريسية مع معطيات العصر وتقديم مقررات دراسية جديدة تراعي تدريس الجوانب المهنية والأخلاقية التي لابد ان يتمتع بها الإعلاميين في ظل وجود وسائل الإعلام الإليكترونية.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى العلمي (الوبينار)، توجهت هويدا مصطفى بالشكر للحضور من أساتذة الجامعة والضيوف المشاركين عبر المنصة الإليكترونية، خاصة وان الملتقى العلمي يأتي في ظل ضرورة تقديم رؤية لتقييم الإعلام، منوهة إلى أن دور الإعلام في ظل أزمة كورونا لابد ان يوجه لتحجيم أزمة انتشار الفيروس العالمي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الإعلام لابد من مناقشة دوره وأبعاده خلال الأزمات للوقوف على نقاط الضعف والقصور الإعلامي باستمرار لمنع الوقوع في خطر التهوين او التهويل للواقع الذي يعيشه المتابع للوسائل الإعلامية.
وقالت "عميدة الكلية" أن الممارسات الإعلامية لابد ان تخضع لتقييم مستمر، وأن دور وسائل الإعلام لا يتوقف فقط عند مستوى الإخبار ولكن يمتد ليشمل جوانب التوعية والتثقيف والتحذير من الوقوع في المعلومات المغلوطة، والتي تنجم عن عدم كفاءة مصادر المعلومات التي يتم الاستعانة بها من قبل وسائل الإعلام، موضحة أن الملتقى العلمي لكلية الإعلام سوف يسعى للخروج بتوصيات من جانب الخبراء المشاركين من خبراء وأساتذة الإعلام وأنها تقدمها كإطار عمل تتوجه به للعاملين في الوسائل الإعلامية والقائمين على إداراتها المختلفة لتصحيح اي ممارسات إعلامية خاطئة، موضحة أن الجانبين المهني والأكاديمي في مجال التغطية الإعلامية دائما ما يتكامل دورهما لصالح تقديم التغطية الإعلامية المهنية، التي تستهدف تقديم المعلومات الصحيحة وتفسير وتبسيط القضايا المعقدة للجمهور من أجل مصلحة المجتمع أولا، وتحجيم وتقليل الأضرار والكوارث الناجمة عن سوء وقصور الالتفات للنواحي الأخلاقية اللازم مراعاتها.
وعبرت د. هبة الله السمري، وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا، عن بالغ سعادتها لتنظيم المؤتمر في ظل هذا التوقيت، موضحة أن الحاجة الملحة دعت إلى أن الإعلام كانت له العديد من الآثار الإيجابية والسلبية إزاء الأزمة والتي تحتاج إلى مناقشات حولها من الخبراء والأكاديميين؛ لتحقيق تكامل دور الإعلام مع مجانب التوعية الصحية.
ودعت "وكيلة كلية الإعلام" إلى ضرورة تشكيل لجنة قومية للتوعية الإعلامية معينة بقضايا الممارسات الإعلامية لمواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على ضرورة العمل على تقديم الدعم لكافة الأجهزة المعنية بمتابعة مثل تلك المواقع وما تبثه من أخبار مغلوطة والتى من شأنها زعزعة الاستقرار المجتمعي والأمن القومي.
وذكرت هبة السمري ان الحاجة تقتضي ضرورة إعادة مدارسة كافة القواعد والإجراءات القانونية المعنية بتصويب أداء مواقع التواصل الاجتماعي لتبيان ما تشكله من خطورة على الأمن القومي، وضرورة التنسيق لتطوير وتحديث ميثاق شرف إعلامي يحكم التعامل والممارسة الإعلامية لتلك المواقع مهنيًا.
وأوصت بضرورة أن تتولى كلية الإعلام التنسيق مع نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للإعلام والإعلاميين والهيئة العام للاستعلامات والمؤسسات الإعلامية الكبرى بعقد دورات تدريبية فى مجال الممارسات الإعلامية والمهنية لمواقع التواصل الاجتماعي تشجيعًا لإعداد جيل من الإعلاميين قادر على تناول ومعالجة القضايا عبر مواقع التواصل، وإعداد تقرير نهائي لهذا التجمع الذى يمكن أن نطلق عليه مؤتمر المائدة المستديرة العلمى الإعلامي وذلك للعرض على مؤسسة الرئاسة يتضمن تلك الأطروحات التى يراها المتخصصون وتقييمهم للتناول الإعلام للجائحة.