الجيش الإسرائيلي يتدرب على سيناريو مداهمة 5 آلاف فلسطيني مستوطنة قرب رام الله

عربي ودولي



كشف أحد قادة المستوطنين اليهود المتطرفين، عكيفا هكوهين، أن أحد السيناريوهات التي تدرب عليها الجيش الإسرائيلي مؤخرا، ضمن الاستعدادات لأحداث سبتمبر (أيلول) القريب، هو أن يخرج 5 آلاف فلسطيني من منطقة رام الله في مسيرة سلمية باتجاه مستوطنة «بيت إيل» المجاورة. فتقع اشتباكات تسفر عن مقتل 30 مستوطنا إسرائيليا فيها، قبل أن يتمكن الجنود من السيطرة على الموقف. وقال هكوهين، الذي تم إجلاؤه عن مستعمرة «يتسهار» قرب نابلس، أمس، بأمر إداري من قائد الجيش إسرائيلي في المنطقة، إن «السلطات الإسرائيلية مشغولة اليوم بإبعاد المستوطنين المتطرفين بدعوى منع سفك الدماء ولكنها تهمل بذلك المستوطنين اليهود وتتركهم لقمة سائغة بأيدي الإرهابيين الفلسطينيين». وكانت السلطات العسكرية الإسرائيلية قد قررت إبعاد 12 مستوطنا متطرفا ممن تدربوا على السلاح لمواجهة «هجوم فلسطيني في سبتمبر» وممن يعتبرون من قادة عمليات الاعتداء على المساجد والبيوت الفلسطينية في الضفة الغربية. فمنعتهم من الوجود في المناطق المحتلة لمدة 3 شهور.

وحسب هكوهين، فإن الجيش الإسرائيلي واع لخطر انطلاق الفلسطينيين في مسيرات سلمية باتجاه الحواجز العسكرية، ولكنه لا يعرف كيف يتعامل مع مسيرات سلمية.

المعروف أن الفلسطينيين يعلنون صراحة أنهم سينظمون مسيرات شعبية في الوقت الذي تتقدم فيه السلطة الفلسطينية بطلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من سبتمبر القادم، للاعتراف بها كدولة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية وقبولها عضوا كاملا في المنظمة الدولية. ولكنهم يوضحون أن هذه المسيرات ستكون سلمية ولن تصل إلى مناطق احتكاك مع إسرائيل. وقال الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أمس، إن المنظمة تريد لهذا النشاط أن يحقق الأهداف الوطنية منه بجلب الملايين إلى الشارع في إطار نضال سلمي يؤكد مطلب الحرية من الاحتلال.

وأوضح عبد ربه أن هذا النشاط يأتي لأن إسرائيل تعرقل المفاوضات السلمية الجادة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الطرفين. وأشار إلى حقيقة أن الطرف الفلسطيني عمل طيلة الوقت من أجل استغلال كل فرصة للتفاوض من أجل تسوية دائمة. وضرب مثلا على ذلك في اللقاءات التي عقدها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مع الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، وبلغ عددها 4 لقاءات.

من جهة ثانية، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، العماد بيني غانتس على أن جيشه يستعد لمواجهة مسيرات جماهيرية نحو المستوطنات وحذر من أن مثل هذه المسيرات قد تجر إلى مواجهات دامية. وفي الوقت نفسه، كشف النقاب عن زرع حقول ألغام جديدة على الحدود ما بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، وكذلك على الحدود مع لبنان، تحسبا لتدفق اللاجئين الفلسطينيين من هذين البلدين نحو الحدود مع إسرائيل في سبتمبر.

والألغام تزرع في المنطقة التي تفصل بين جدارين حدوديين أقامتهما إسرائيل على طول الحدود: جدار حدود الهدنة، وجدار داخلي أقامته إسرائيل لكي يبقى منطقة عازلة.