بعد كارثة مرفأ بيروت.. المساعدات العربية والأوروبية لانقاذ لبنان
تحركات واسعة جرت خلال الأيام الماضية وما زالت مستمرة، من أجل إنقاذ لبنان، الذى شهد كارثة إنسانية، إثر وقوع حادث تفجير مرفأ بيروت، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص بسبب الدمار الذى حل بالعاصمة اللبنانية المنكوبة.
وبحسب تقديرات، قد تحتاج بيروت إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، ويتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.
مصر فى صدارة الدول الداعمة للبنان
تسابقت الدول العربية والأوروبية فى دعم لبنان، لكن مصر حلت فى صدارة تلك الدول، استنادا إلى مكانتها بين أشقائها بالدول العربية ومنها لبنان، وبناءً على سياسات أصلها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أن تولى حكم مصر، فى التعامل مع الدول الشقيقة والصديقة، فلم يتردد فى الوقوف داعما للبنان وأهله فى أزمته الأخيرة، وفور وقوع الحادث الأليم، بادر الرئيس السيسى بدعم البلد العربى الشقيق معنويا، إذ أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبنانى العماد ميشيل عون لتقديم واجب العزاء فى ضحايا انفجار المرفأ.
وأعرب الرئيس السيسى عن خالص المواساة للأشقاء فى لبنان حكومة وشعبًا، داعيًا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، كما أكد تضامن مصر حكومة وشعبًا مع الأشقاء فى لبنان والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان فى محنته.
من ناحية أخرى، وعلى الصعيد المادى، وجه الرئيس السيسى، الأربعاء الماضى، بتجيهز طائرتين تضم كل منهما مساعدات طبية عاجلة لإرسالها إلى بيروت، وفق ما أعلنه أسامة هيكل، وزير الإعلام، الذى أكد أن ذلك يأتى ضمن الإجراءات التى تتخذها مصر لمساعدة لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت الذى أسفر عن مئات القتلى والمصابين والمفقودين، بالإضافة إلى الخسائر المادية التى خلفها الانفجار.
كما وجه الرئيس السيسى، أمس السبت، بفتح جسر جوى لاستمرار تقديم المساعدات إلى الشعب اللبنانى لمواجهة تبعات الانفجار، إذ أقلعت طائرة نقل عسكرية ثانية محملة بشحنة مساعدات عاجلة، تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من مصر إلى لبنان، دعما لها فى مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت.
الإمارات تدعم لبنان بمواد الإغاثة
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للبنانيين المتأثرين من انفجار المرفأ، تتضمن أدوية ومعدات الطبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى.
وأمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبى، بإرسال رحلة مساعدات طارئة إلى بيروت، وبالفعل أقلعت طائرة "747 جامبو" من دبى، حاملة ما يقرب من 30 طنا من مواد الإغاثة، بما فى ذلك مجموعات من لوازم علاج الصدمات، والإمدادات الجراحية، ومعدات الحماية الشخصية (PPE)، التى تقدمها منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، من مستودعاتهم فى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبى.
من جهته، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الانفجار.
وأكملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتى استعداداتها لتوفير المساعدات وإرسالها على وجه السرعة إلى بيروت، عبر طائرة مساعدات حملت الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية للمتأثرين.
تونس تتكفل بعلاج 100 مصاب
ودخلت تونس على خط الدول العربية الداعمة للبنان الشقيق فى أزمته الأخيرة، إذ أعلنت الرئاسة التونسية، إرسال مساعدات عاجلة وأطباء إلى لبنان للمساعدة فى احتواء تداعيات كارثة الانفجار، حيث وجه الرئيس قيس سعيد بإرسال طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لدعم الشعب اللبنانى والمساهمة فى إسعاف المصابين.
كما طلب الرئيس التونسى، خلال لقائه بوزيرى الدفاع والشؤون الاجتماعية والصحة بالنيابة، إرسال وفد يضم إطارات طبية وشبه طبية، فضلا عن جلب مئة جريح من المصابين جراء الانفجار، ستتكفل تونس برعايتهم وسيقع علاجهم بكل من المستشفى العسكرى وبباقى المستشفيات التونسية.
ماكرون أول رئيس يزور لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت
على الصعيد الأوروبى، كان على رأس الداعمين للبنان فى أزمته الأخيرة، الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، الذى حرص على زيارة لبنان، فكان أول رئيس على مستوى العالم يزور البلد المنكوب بعد الانفجار، فى خطوة طبيعية ومألوفة، نظرا لتعاطى فرنسا مع لبنان بشكل مستمر، رغم أن العلاقة بين البلدين ومتشعبة، ولم تح يوما بإجماع اللبنانيين.
وخلال زيارته، طمأن الرئيس الفرنسى عددا من المواطنين اللبنانيين، وأكد لهم أن بلاده لن تتوانى فى جمع المساعدات وإيصالها للبنانيين، كما أخبرهم بأنه سيقترح على السياسيين اللبنانيين ميثاقا جديدا للخروج من الأزمة الاقتصادية السياسية التى تعصف بالبلاد منذ أشهر عدة.
واستضاف الرئيس الفرنسى نظيره الأمريكى دونالد ترامب، وزعماء سياسيين آخرين، اليوم الأحد، فى مؤتمر للمانحين عبر تقنية الفيديو تحت رعاية الأمم المتحدة، لجمع مساعدات طارئة من أجل لبنان بعد الانفجار الهائل الذى وقع فى بيروت الأسبوع الماضى.
وفى مستهل المؤتمر الدولى الذى عقد عبر تقنية الفيديو، دعا الرئيس الفرنسي إلى التحرك سريعا وبفعالية لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى الشعب اللبنانى، كما دعا السلطات اللبنانية إلى التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التى يعبر عنها الشعب اللبنانى حاليا بشكل مشروع فى شوارع بيروت، مؤكدا أن الجميع عليه أن يفعل ما بوسعه حتى لا يسيطرالعنف والفوضى على المشهد فى لبنان.
وبحسب ما أوردته وكالة "رويترز" قال ماكرون: "دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبنانى، ولا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة، كما يتعين علينا العمل سريعا، ويجب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض، فالأموال التى جمعت اليوم يجب أن تكون مجرد بداية.
ألمانيا تعلن وقوفها بجوار لبنان
أما السلطات الألمانية، فقد أكدت أنها سوف تقدم مساعدات إلى لبنان.
وبحسب وكالة "سبوتنيك"، كتبت الخارجية الألمانية، عبر حسابها على موقع "تويتر": "نشعر بالصدمة بسبب الصور القادمة من بيروت، هناك أفراد من بين العاملين بسفارتنا هناك من بين المصابين".
وأوضحت أيضا أن برلين تقف بجوار بيروت فى تلك اللحظات الصعبة، وأن ألمانيا تعمل على عرض الدعم الفورى للبنان.
بريطانيا تعتزم دعم لبنان بـ5 ملايين جنيه استرلينى
أما بريطانيا، فقد أعلنت عزمها تقديم حزمة مساعدات لبيروت بقيمة 5 ملايين جنيه استرلينى، تشمل، وفق ما أدلى به وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب، المساهمة فى عمليات البحث والإنقاذ والدعم الطبى المتخصص.