رفض جديد.. أحدث استفزازات إثيوبيا بشأن سد النهضة
تستمر إثيوبيا في عنادها المستمر بشأن سد النهضة، وما بعد الآخر، تطرح أديس أبابا رفضا على الساحة يساهم في عرقلة المفاوضات التي تجرى بينها وبين دول مصب حوض النيل "مصر والسودان" اللذان يسعيان إلى اتفاق عادل لكافة الأطراف.
يذكر أن في الاجتماع الثانى للجولة الثانية للتفاوض بين الدول الثلاث برعاية الإتحاد الإفريقى الذي عقد في 3 أغسطس، أشار الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إلى اعتراض مصر على الإجراء الأحادى لملء سد النهضة، دون التشاور والتنسيق مع دول المصب مما يلقى بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لإتفاق عادل.
وتفصيلا لشرح سبب اعتراضات مصر، قال وزير الموارد المائية والري إن ملء سد النهضة، إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ، مشيرا إلى أن التفاوض الحالي سيكون حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة بعد التوصل لإتفاق سد النهضة.
رفض شرط الحصص المحددة
آخر التصريحات التي حملت استفزازا لمصر والسودان، ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، الذي أكد أن بلاده لا يمكنها توقيع اتفاق يشترط تمرير حصص محددة من مياه سد النهضة لدول المصب، السودان ومصر.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم السبت، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إن بلاده تراعي مخاوف دول المصب من حالات الجفاف التي قد تحدث في المستقبل، وتضع اعتبارا للتعامل مع حالات الجفاف تلك بما يمكن من مواجهتها، لكنها لا يمكن أن توقع على اتفاق ملزم يحدد تمرير نسب محددة من المياه لدول المصب.
مسئول بأديس أبابا: "النيل لنا"
وسبق تلك الرسائل تصريحات مستفزة آخرى، ففي نهاية يوليو الماضي، قال وزير الخارجية الأثيوبي غدو أندريجا شاو، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " "تهانينا.. كان نهر النيل، وأصبح النهر بحيرة.. ستحصل منه إثيوبيا على التنمية التي تريدها.. في الواقع النيل لنا".
استفزاز ثم نفي
وفي منتصف يوليو، أعلن وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، بدء ملء وتخزين المياه في سد النهضة الإثيوبي رسميا، كاشفا أن عمليات ملء سد النهضة قد بدأت، كما أكد دقة صور ظهرت في الأيام الماضية توضح بدء عمليات تخزين المياه في بحيرة السد، وبعد ساعات قليلة من هذا التصريح، اعتذرت وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية عن سوء التفسير للتقرير حول البدء بملء سد النهضة، مؤكدة أن المفاوضات بشأن السد ستستمر.
استفزازات المفاوضات
وطيلة فترة المفاوضات كان لإثيوبيا استفزاز من نوع خاص، فرفضت إثيوبيا أن تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاقية ملزمة وفق القانون الدولي، وتمسكت بالتوصل إلى مجرد قواعد إرشادية يمكن لإثيوبيا تعديلها بشكل منفرد، بجانب ذلك رفضت الموافقة على أن يتضمن اتفاق سد النهضة آلية قانونية ملزمة لفض النزاعات، كما اعترضت على تضمين الاتفاق إجراءات ذات فعالية لمجابهة الجفاف.