قصة القديسة بائيسة وأسباب احتفال الكنيسة القبطية بها
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، غدًا السبت، تذكار نياحة ( رحيل) القديسة بائيسة.
وبحسب كتاب الكنيسة التاريخي ( سنكسار)، تُحيي الكنيسة القبطية تذكارها في 2 مسرى من كل عام قبطي.
وُلِدَت هذه القديسة في مدينة منوف بمحافظة المنوفية من أبوين غنيين، في القرن الرابع الميلادي، رباها والداها تربية مسيحية.
والقديسة بائيسة التي رحلت عن عالمنا في عام ١٧٣٦ للشهداء، كانت تحب خدمة الفقراء، وتواظب على الصلاة والصوم. وعندما انتقل أبواها إلى السماء، تركا لها ثروة كبيرة، فوزعت منها على الفقراء والمساكين، وكانت تضيف الغرباء وترسل الصدقات إلى الأديرة. ولكن الشيطان تعقبها حتى استطاع بعض الأشرار أن يستميلوها إلى حياة الشر، فتكاسلت عن الروحيات، وأصبح بيتها مكانًا للشرور.
وعندما سمع آباء برية شيهيت بذلك حزنوا عليها وأرسلوا إليها القديس يحنس القصير لمساعدتها على خلاص نفسها، وعندما وصل إلى منزلها قال للبوابة: " اعلمي سيدتك بقدومي ". ثم دخل وهو يرتل: " إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي " (مز 23: 4). ثم قال لها: " لماذا استهنت بالسيد المسيح بهذا القرار وأتيت هذا الأمر الرديء؟ ". فتأثرت من كلامه، أما هو فبكى. فقالت له: " لماذا تبكي؟ ". فأجابها:" لأني أعاين الشياطين تلهو على وجهك فلهذا أنا أبكي ". فقالت له: " هل لي توبة؟ "، فأجابها القديس: " نعم ولكن ليس في هذا المكان "؛ فقالت له: " خذني إلى حيث تشاء ". وانصرف عنها فلحقت به مسرعة حتى دخلا البرية معًا.
وعندما أمسى الوقت نامت هي، ثم نام هو في مكان بعيد عنها، وعندما قام ليصلِّى صلاة نصف الليل رأى عمودًا من النور نازلًا من السماء متصلًا بالأرض، والملائكة يحملون نفسها، ولما اقترب منها وجدها قد فارقت هذا العالم. فصلَّى القديس يحنس إلى الله أن يكشف له إذا كانت توبتها قد قُبلت أم لا، فسمع صوتًا يقول له: " إن توبتها قد قُبلت في الساعة التي تابت فيها، أكثر من الذين تابوا منذ سنين كثيرة ولم يُظهروا حرارة في توبتهم مثل هذه القديسة ". ثم قام القديس يحنس بدفنها وأعلم شيوخ البرية بما حدث لها، فمجدوا الله وعظموا اسمه القدوس.