الثوار يرفعون علمهم وسط الزاوية

عربي ودولي


رفع الثوار في ليبيا علمهم الاحد فوق البلدة الاستراتيجية قرب طرابلس الزاوية بعد أن قطع اكبر تقدم لقواتهم خلال شهور الطريق الرئيس الذي يربط العاصمة الليبية بالعالم الخارجي.

ويوجه استيلاء المعارضة على الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب طرابلس ضربة معنوية لانصار القذافي بعد قطع الطريق الساحلي السريع الى تونس الذي يمد العاصمة بالغذاء والوقود.

ورغم التقدم الحاصل مازال الثوار لا يشكلون تهديداً مباشراً لطرابلس حيث لاتزال قوات القذافي المدججة بالسلاح ترابط بين الزاوية والعاصمة. وكثيراً ما اضطرت قوات الثوار للتقهقر في أعقاب مكاسب حققتها في الماضي رغم مساندة طائرات حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي.

لكن الثوار يقفون حالياً في أقوى مواقعهم منذ اندلعت الانتفاضة في شباط على حكم القذافي المستمر منذ 41 عاماً. فهم الان يسيطرون على الساحل شرق وغرب طرابلس التي يحدها من الشمال البحر المتوسط حيث يفرض حلف الاطلسي حصاراً بحرياً. ويدور قتال أيضاً جنوب المدينة.

* السيطرة على صرمان

وفي يوم شهد كثيراً من النشاط في شمال غربي ليبيا، ذكر معارضون أنهم سيطروا على بلدة صرمان المجاورة للزاوية وأن قتالاً يدور في بلدة غريان التي تشرف على مدخل طرابلس الجنوبي وسمعت أصوات أعيرة نارية بالقرب من المعبر الحدودي الرئيس بين ليبيا وتونس.

وذكر موسى ابراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي أن الزاوية وغريان تحت سيطرتنا الكاملة لكنه أضاف أن ثمة جيوب صغيرة معزولة يجري فيها قتال في موقعين اخرين بالمنطقة المحيطة بطرابلس.

وذكر ابراهيم أن الطريق الساحلي الرئيس بين طرابلس وتونس لم يغلق بسبب القتال لكن الاجانب لا يسمح لهم باستخدام الطريق حفاظاً على سلامتهم.

وكان الثوار من منطقة الجبل الغربي في الجنوب قد زحفوا بسرعة على الزاوية في وقت متأخر يوم السبت ولم يواجهوا مقاومة تذكر من قوات القذافي.

* الثوار وسط الزاوية

وبالقرب من السوق الرئيسة في وسط الزاوية تجول زهاء 50 مقاتلاً من المعارضة صائحين الله اكبر احتفالاً بالنصر.

ورفع علم المعارضة بألوانه الاحمر والاسود والاخضر فوق أحد المتاجر. وخلا الطريق السريع الرئيس الذي يربط بين طرابلس وتونس من السيارات في الجزء الذي يمر ببلدة الزاوية.

وقال الثوار انه ما زالت هناك قوات موالية للقذافي في البلدة بينهم قناصة ذكروا أنهم يتمركزون فوق مبان عالية. وترددت أصوات مدفعية وأسلحة آلية.

وذكر أحد الثوار أن قوات القذافي تسيطر على مصفاة النفط في الطرف الشمالي للزاوية وهي هدف استراتيجي لانها الوحيدة التي مازالت تعمل في غرب ليبيا وتعتمد عليها قوات القذافي في الحصول على الوقود.

وثمة علامات على امتداد القتال غرباً من الزاوية على الطريق الساحلي السريع في اتجاه معبر رأس جدير الحدودي الرئيس الى تونس.

وذكر متحدث من المعارضة اسمه عبد الرحمن أن قوة تابعة للمعارضة هاجمت صرمان البلدة التالية للزاوية غرباً على الساحل. وقال المتحدث هم الان يسيطرون تماما على البلدة. لا يوجد أي قتال هناك الان .

* الحدود مع تونس

وتحدث رجلان عبرا الحدود من ليبيا الى تونس عن اشتباكات في صبراتة المجاورة لصرمان والتي توجد بها مدينة رومانية اثرية.

وعند المعبر الحدودي كان ضباط الجمارك والجوازات الليبيون يعملون كالمعتاد رغم تقارير أوردها سكان محليون عن اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات الفذافي في المنطقة في وقت متأخر يوم السبت.

من ناحية أخرى سمع صوت اطلاق نار كثيف يوم الاحد بالقرب من غريان بينما تصاعدت ستة أعمدة على الاقل من الدخان الاسود.

ويحاول الثوار بدعم من طائرات حلف الاطلسي منذ شباط انهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاماً في أكثر انتفاضات الربيع العربي دموية.

وتعتري حالة من الجمود الصراع الى حد بعيد لكن تقدم المعارضة الى ساحل البحر المتوسط قرب طرابلس يمثل تغيراً كبيراً في ميزان القوى. ومع ذلك لم يظهر في وسط طرابلس مساء يوم الاحد ما يدل على حدوث اي تغيير.

وقال كثير من السكان قي طرابلس الذين قابلهم الصحفيون مع مرافقين من الحكومة انهم لا يصدقون التقارير بشان تقدم المعارضة واستبعدوا احتمال وصول المعارضين الى العاصمة.

وتراقب بنغازي في شرق ليبيا تقدم قوات المعارضة عن كثب. وتضم بنغازي المقر الرئيس للمجلس الوطني الانتقالي الذي اعترفت به قوى غربية ممثلاً شرعياً لليبيا.

وقال أحمد باني المتحدث باسم المجلس لدى سؤاله عن القتال في الزواية كل شيء ايجابي .

والزاوية مسقط رأس كثير من مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون على الجبهة الغربية وسبق ان انتفضت الزاوية مرتين.