خبير استراتيجى: الإخوان تخلت عن مرسى والزيارات الأمريكية الأخيرة هدفها قطع الطريق على روسيا

أخبار مصر

خبير استراتيجى: الإخوان
خبير استراتيجى: الإخوان تخلت عن مرسى والزيارات الأمريكية ال

منى النشار

فى ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى فلادمير بوتين إلى مصر كثفت الولايات المتحدة من نشاطها الدبلوماسى إلى القاهرة وبالتعاون مع أطراف دبلوماسية عربية وبالتنسيق مع أطراف فى الداخل المصرى, هذا ما كشفه الخبير العسكرى والاستراتيجى والأمين العام لحزب الاصلاح والتنمية اللواء محمد الغباشى مؤكدا أن الولايات المتحدة بدأت مرحلة افول وتراجع كبير فى قدرتها على قيادة العالم منفردة فى الوقت الذى يشهد فيه العالم بزوغ اقطاب جديدة على رأسها روسيا تتقدم لتأخذ مواقعها المستحقة على الخريطة الدولية , وفى الوقت الذى اطاحت فيه ثورة 30 يونية بجماعة الإخوان الإرهابيين الادوات الصهيوامريكية فى المنطقة بالأجندة الأمريكية .

ذلك هو الإطار العام الذى يتشكل وفقه الزخم الدبلوماسى الذى تشهده القاهرة الآن الفجر التقت باللواء الغباشى محاولة كشف ماوراء الشارع الدبلوماسى واستجلاء معالم التفاهمات بين الاطراف المختلفة .

كما كشف اللواء الغباشى أن الدور الذى تلعبه روسيا الآن شديد الإنزعاج بالنسبة لأمريكا خاصا فيما يتعلق بالشرق الأوسط . وكانت الأزمة السورية كاشفة ولحد بعيد عن القدرة الروسية فى تحريك الدفة وفق مصالحها وفى تعويق المصالح الأمريكية ووقف وتوجيه قرارات مجلس الأمن , فى الوقت الذى بدأ الاقتصاد الروسى فى التعافى وتحقيق انجازات كبيرة مما يؤهل القيادة الروسية لفعل ادوار دولية من شأنها أن تعيد الدب الروسى لموقعه ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتى. وعلى المستوى الدولى يساعد روسيا على استعادة موقعها القديم التغيرات التى يشهدها النظام العالمى الجديد والذى من ابرز معالمه تعدد الاقطاب وعدم سيطرة امريكا منفرده على صياغة التفاعلات الدولية فيما كان يعرف بالهيمنة الأمريكية فى الفترة التى اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتى . ذلك هو السياق الزمنى الذى اعلن فيه الرئيس الروسى دعمه الواضح لثورة 30 يونية وزيارته المرتقبة لمصر. الأمر الذى لا يقف عند ذلك الحد بل يتجاوزه لنطاق اكثر تعقيدا يحمل الكثير من التداعيات العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية مما اربك الحسابات الأمريكية ودفعها لشحذ كل طاقاتها الدبلوماسية على النحو الذى يشهده الشارع الدبلوماسى الآن لقطع الطريق على النفوذ الروسى فى مصر والاكتفاء مرحليا بحصره داخل سوريا.

وتابع اللواء الغباشى أضف إلى ذلك سببا رئيسيا آخر لهذا الزخم الدبلوماسى وهو فشل الشخصية الاستخبراتية السفيرة باترسون من ناحية وعجز الادارة الأمريكية من ناحية أخرى عن تحقيق أى انجاز ملموس طبقا للأجندة الأمريكية والتى انفق عليها المليارات قدمت للإخوان يحاسب عليها الآن اوباما امام الكونجرس والتى قد تطيح بموقعه الرئاسى . حيث قدمت ثورة 30 يونية ضربة قاسمة للأجندة الأمريكية وصفعة قوية على وجة اوباما ومبعوثته من جهنم باترسون ثم تلقت الادارة الأمريكية الصفعة الثانية حينما عجزت وفشلت فى توجيه دفة الأحداث لصالح الإخوان واعادة الأمور إلى ما قبل ثورة 30 يونية.

وتابع بناء على ذلك احدد ثلاثة محاور تتحرك فيها الولايات المتحدة الآن . أولا خشية امريكا كدولة من حدوث فراغ نتيجة انسحابها من مصر بسبب خسارتها مع الإخوان تملأه روسيا بالشكل الذى يعد انقلابا فى الحسابات الاستراتيجية.

ثانيا خسارة امريكا كدولة أيضا اهم ادواتها فى المنطقة لتنفيذ مشروعها القذر فى اطار ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد بكل ما يحمله ذلك من تصدع الأجندة الأمريكية والترتيبات العسكرية الاقتصادية المعدة .

وثالثا موقف اوباما الشخصى وطاقمه الرئاسى السياسى السئ امام الكونجرس والحزب الجمهورى .

و حول الصفقات بين المؤسسة العسكرية والوفد الأمريكى , اكد اللواء الغباشى على عدم دقة ما يثار حولها و على تفاهة حجم مرسى بالنسبة للإخوان الأمريكان وأنه ليس رقما فى المفاوضات التى تجرى . كما اكد على أن كل من الإخوان والأمريكان ضحت وتخلت عن مرسى مندوبهم النكرة فى القصر الرئاسى تماما . ومحور التفاوض الرئيسى يدور الأن فى نطاق الخروج الآمن لقيادات إخوانية تعد على اصابع اليد الواحدة وعلى رأسها خيرت الشاطر العقل المدبر لإخوان مصر والذى يملك النسبة الأكبر من أوراق اللعبة , ولا يحتل محمد بديع أهمية كبيرة بالنسبة لهذا التنظيم وبالتالى تلك المفاوضات. ومحور التفاوض الثانى هو تمرير فكرة عدم اقصاء الإخوان من المشهد السياسى المصرى وهذا سببه الحفاظ على موضع قدم لأمريكا فى مصر عبر عملائهم الخونة وهم الإخوان . هذا هو الاطار العام الذى تتحرك فيه تلك المفاوضات والتى اكد اللواء الغباشى أنها لا تسير وفق ما تشتهيه السفن الأمريكية بعكس ما هو ظاهر . واعرب اللواء عن تفهمه لغضب الشارع المصرى نتيجة ما يتصوره أنه تباطؤ من السلطة الحاكمة عن اتخاذ ما يجب مؤكدا أن المعايير الاستراتيجية والأمنية للتدخل وعمل اللازم تقتضى حسابات قد لا يتفهما الكثيرون ولكن يجب على الشعب المصرى الوثوق فى قياداته أنها لن تخذله وأن الأمر يحتاج إلى ادارة ذات حسابات خاصة يصعب الاعلان عنها الآن.

وتابع اللواء الغباشى فى ضوء تلك الاهداف يقيم الشارع الدبلوماسى الآن . ومن الأهمية بمكان أن ندرس الموقف الدبلوماسى الأمريكى على خلفية زيارة كاثرين اشتون مفوضة الشئون الخارجية للاتحاد الاوروبى التى امدت الادارة الأمريكية بالمعلومات الكاشفة عن الوضع بدقة, وفى هذا السياق اود أن ابدى اعتراضى الكبير على تصريحات الدكتور البرادعى التى اراها غير مسئولة واضرت الموقف المصرى ولكن زيارة اشتون بصفة عامة كانت ايجابية على صعيد توصيل رسالة للأسرة الدولية عامة والادارة الأمريكية خاصة أن ما حدث هو ثورة شعبية وأن الإخوان انتهت تماما من الحياة المصرية .

والجدير بالذكر أن اختيار اوباما لإثنين من أعضاء الحزب الجمهورى وهما جون ماكين وليندسى جراهام له دلالة قوية على حجم الضغوط التى تمارس على اوباما من الجمهوريين ومدى ضعف موقفه.

أما ما يتعلق بوزيرالخارجية القطرى قال اللواء إنه يجب دراسة الموقف القطرى فى ضوء الانقلاب الذى حدث فى القصر الرئاسى مؤخرا ولكن لم يتمخض ذلك عن تغيرات جذرية فى السياسة الخارجية القطرية وانحيازات الدولة , و أن الأمر لا يعدو اكثر من التخلص من عميل استهلك ليحل محله وجه جديد يسير على نفس النهج . اضافة لذلك أن قطر فى مقابل الحصول على هذا الوضع الاستثمارى المميز فى مصر خلال العام المنصرم قد منحت مبالغ طائلة لمكتب الارشاد ومبالغ أخرى لخيرت الشاطر وحسن مالك بصفتيهما الشخصية وبالتالى فالوضع القانونى والمالى للإخوان والقيادات المهمة يمثل ضربة قاسمة للمصالح القطرية .

أما بخصوص بعض الاطراف المصرية الداخلية التى قدمت مبادرات بالتزامن مع التحرك السياسى الأمريكى, اكد اللواء على الدور المشبوه الذى يلعبه شخصيات وصفها بالبندولية واهمهم محمد حسان وسليم العوا , كما وصف تلك المبادرات بغير الوطنية والتى تم الاعداد لها بالتنسيق مع مبعوثة جهنم باترسون من اجل اجهاض مكتسبات ثورة 30 يونية والخروج الآمن للقيادات الإخوانية التى اجرمت فى حق الدولة المصرية وحرضت على اباحة الدم المصرى وتهيئة المناخ فى مصر لاستقبال فكرة عدم اقصاء الإخوان المجرمين وذلك كله تحقيقا للأجندة الأمريكية . وبدوره توجه اللواء إلى محمد حسان متسائلا أين كانت حرمة الدم المصرى حينما قتل غدرا الجنود الغلابة وهم صائمون فى رفح ؟ أين كان ضميرك حينما عذبت ميليشيات الإخوان المتظاهرين السلميين على ابواب قصر الاتحادية وقتلت الصحفى الشهيد الحسينى أبو ضيف؟ .

واختتم اللواء حديثه قائلا مصر تملك ادوات قوية للضغط لمجابهة الضغط الغربى خاصة الأمريكى وعلى رأس هذه الأوراق الورقة الروسية التى ستغير من قواعد اللعبة وتجعل الموقف المصرى اكثر قوة واكثر قدرة على مواجهة التحديات إن الأرض اصبحت مهيأة الآن لتخطو مصر خطواتها القديمة الحديثة فى عالم تغيرت فيه قواعد اللعبة وتبدلت فيه المنحنيات الحضارية واختلفت فيه موازين القوة لا لتصبح فاعلا رئيسيا وحسب وأنما لتصبح أحد الاطراف الرئيسية التى غيرت وجه التاريخ وشكلت قواعد اللعبة .