أحمد جاب الله.. ذراع الحمدين والإخوان بفرنسا (فيديو)
سافر الإخواني التونسي أحمد جاب الله، قبل أربعة عقود، إلى باريس بمنحة حكومية عمل خلالها على توطيد نفوذ تنظيم الإخوان والتغلغل في المجتمع الفرنسي وتجنيد أفراد من الجالية من التونسه.
من هو أحمد جاب الله
أحد القيادات التي عاصرت الفكرة الأولى لتأسيس حركة النهضة الإخوانية سنة 1981 إلا أنه غادر البلاد إلى فرنسا في السنة ذاتها لاستكمال تعليمه في جامعة السوربون بباريس من ضمن مجموعة من الطلبة الذين كان يرسلهم الحبيب بورقيبة للدراسة في الخارج دون اعتبارات فكرية وأيديولوجية في تلك الفترة، حسبما أفادت منصة مداد نيوز.
وتحت عنوان "في سان دوني.. مدرسة الأئمة
بمرمى العدالة"، سلطت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية الضوء على جاب
الله والمؤسسة التعليمية التي يرأسها وتمولها قطر ودورها في نشر التطرف بالبلاد.
وذكرت الصحيفة أن المدعي العام الفرنسي في
مدينة بوبيني بإقليم "سين سان دوني" فتح تحقيقًا أوليًا بشأن
"خيانة الأمانة" و "إخفاء خيانة الأمانة"، قبل شهر ضد إدارة
المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الممول من الدوحة.
ويرأس جاب الله المعهد الأوروبي للعلوم
الإنسانية (IESH) في سان دوني
بالضاحية الشمالية لباريس، والذي يقوم بتدريب الأئمة والمدرسين في المدارس
القرآنية وأيضًا المواطنين العاديين الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية أو
الاقتراب من الإسلام"، ويتخرج في تلك المدرسة سنوياً حوالي 1500 طالب.
وكشفت الصحيفة الفرنسية أن المعهد الذي يتلقى
دعما قطريا يعد بمثابة "مفرخة للإرهاب" حيث إن كثيرا من المتورطين في
أعمال إرهابية بفرنسا مروا على هذا المعهد ودرسوا به واعتنقوا الفكر المتطرف
أبرزهم رضا هام وأنيس مدني المتورطين في عمليات تفجير وإرهاب بالبلاد.
وسلطت "لوباريزيان" الضوء على جاب
الله، واصفة إياه بأنه رجل ذو شعر أبيض ونظارة على أنفه، وينحدر من أصل تونسي،
الذي حضر أمام قاضي التحقيق لتقديم معلومات حول المعهد.
وقالت إن جاب الله يحمل سيرة ذاتية متناقضة فهو
إمام، وأستاذ علم اللاهوت، ومدرس علوم الإسلام في السوربون، في المقابل فهو الرئيس
السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF)، الذي أصبح بعد ذلك منظمة مسلمي فرنسا، أحد
أذرع تنظيم الإخوان بالبلاد.
وأكدت على أن انتماء جاب الله للإخوان أكبر
دليل على تناقضه فيما يزعم به في خطاباته حول دفاعه عن الإسلام السلمي المخلص
للقيم الجمهورية الفرنسية.
وأشارت إلى أنه حضر أمام قاضي التحقيق لتقديم
معلومات حول المعهد الذي سأله عن تصريحات سابقة قد أدلى بها وهي "أن اتحاد
المنظمات الإسلامية الذي تم حله وأصبح منظمة مسلمي فرنسا، هو عبارة عن صاروخ من
مرحلتين، الأولى إحلال الديمقراطية والثانية لوضع المجتمع الإسلامي في المدار أي
في المجتمع الفرنسي"، في إِشارة إلى دور المنظمة في إقحام الإسلام السياسي
بالمجتمع، غير أنه أنكرها فيما بعد.
النشأة الإخوانية
وبحسب مراقبين، فإن جاب الله يعتبر من الشخصيات
التي نشأت في حضن الإسلام السياسي في سبعينيات القرن الماضي ضمن مجموعة كان يتحكم
فيها قيادات إخوانية في مقدمتهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وصالح كركر وبن
عيسى الدمني.
وانتصر جاب الله لأفكار الغنوشي ضد مورو في
الثمانينات من القرن الماضي حيث اندلعت معركة أيديولوجية بين الشخصيتين حول
المرجعية الفكرية إما الإبقاء على مراجع سيد قطب "الغنوشي" أو القطع
معها لتتلاءم مع البيئة التونسية "مورو".
وجاب الله كان مقربا للقيادي الإخواني الصحبي
عتيق الذي هدد التونسيين بالسحل في الشارع إذا أزاحوا النهضة من الحكم في خطاب له
أبريل/نيسان 2013.
وبين عامي 1978 و1979 كان جاب الله من ضمن
الشباب الإسلامي في الجامعة الذي يعتبر خط العنف إحدى الأدوات لإحراج السلطة.
وزار جاب الله تونس عدة مرات في السنوات العشرة
الأخيرة وهو يمثل الشخصيات المقربة للغنوشي وخيط رابط للحركة الإخوانية مع أوروبا
وخاصة فرنسا من خلال استقطاب الجالية التونسية هناك.
علاقته بمفتي الإرهاب
نظراً لسرية التحقيقات وحظرها عن وسائل
الإعلام، حاولت الصحيفة الفرنسية الحصول عن مزيد من المعلومات بشكل ميداني داخل
أروقة المعهد.
وخلال التجول في مكتبة المعهد عثر محرر الصحيفة
على كتاب محظور في فرنسا منذ عام 1995 ويعتبره البعض معاديًا للسامية وكراهية
النساء، لمؤلفه يوسف القرضاوي القيادي في جماعة الإخوان الإرهابية.
وفي هذا الصدد، فإن جاب الله هو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف إرهابيا والذي كان يرأسه القرضاوي الملقب بـ"مفتي الإرهاب".