شبكة عنكبوتية.. كيف تسعى تركيا لمد نفوذها بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


مع الوقت، تزداد التدخلات التركية في شئون غيرها من الدول، وتعدت تلك الانتهاكات المنطقة ووصلت للهند وأذربيجان والتشيك وأرمينيا، لتشكل الحكومة التركية شبكة واسعة من العلاقات تمكنها من التدخل في شئون حكومات تلك الدول لتحقيق أغراضها.

ومنذ فترة رصد تقرير حقوقي لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان التدخلات التركية في دول المنطقة مثل سوريا وليبيا والعراق، موضحة أن النصف الأول من عام 2020، شهد قيام القوات التركية بشن العديد من العمليات العسكرية خارج أراضيها لتحقيق أهدافا سياسية وعسكرية واقتصادية، والتي صاحبها ارتكاب لعديد من الانتهاكات سواء أثناء النزاع العسكرى بقتل المدنيين أو بعد الاحتلال التركى من سرقة واحتجاز قسرى وخطف للرهائن وتعذيب من قبل المليشيات الموالية للحكومة التركية.

وأضاف أن تلك العمليات المخالفة لقرار الأمم المتحدة رقم 36103، والذى ينص على عدم جواز التدخل بجميع أنواعه فى الشئون الداخلية للدول، وبمخالفة للمادة الثانية الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، والتى تنص على عدم التدخل الخارجى فى شئون الدول أيا كان نوعه، تضمنت انتهاكات نظمها الأمن التركى والمخابرات التركية انتهاكات تجاه السكان الأصليين لهذه المناطق فى ضوء سياسة تركيا بإعادة الهندسة الديمجرافية للمناطق والتطهير العرقي لمجموعات أثنية كبيرة خاصة الأكراد فى سوريا والعراق.

ومن الشرق الأوسط إلى أوروبا، حيث كشف موقع سويدي عن فضائح ارتكبتها البعثة الدبلوماسية التركية في التشيك بحق معارضين أتراك، بعد تورطها في أعمال تجسس غير قانونية بحق معارضين أتراك.

وذكر موقع "نورديك مونيتور" السويدي، أن المعلومات التي جمعتها السفارة تم توظيفها، في توجيه اتهامات بالإرهاب لمعارضي أردوغان، مشيرا إلى أن مكتب المدعي العام في التشيك في 11 ديسمبر 2018 كشف تحقيقات بشأن 10 مواطنين أتراك تم إدراجهم في ملفات تجسس أرسلها دبلوماسيون أتراك في التشيك دون أي دليل ملموس على ارتكاب مخالفات.

وأضاف أن تلك الوثائق أوضحت أن من قام بنقل هذه الملفات إلى وزارة الخارجية، أحمد نجاتي بيجالي، سفير تركيا آنذاك في براغ بين عامي 2014 و2019.

وفي آسيا، فضحت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية الدور الذي لعبه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقطر، بنشر الفكر المتطرف وتمويل الجماعات المناهضة للهند، وذلك نقلا عن تقرير أمني صدر حديثًا.

وقالت إن تركيا لعبت تركيا تعاونت مع الجماعات المناهضة للهند، والتي ارتكبت العديد من الهجمات الإجرامية، ووصفها مسئولون بالحكومة الندية بأنها مركز الأنشطة المناهضة للهند، في ظل سعي أنقرة لاستعادة هيمنتها على العالم الإسلامي، على طريقة الإمبراطورية العثمانية السابقة، وذلك عبر تعزيز نفوذها لدى المسلمين جنوب شرق آسيا.

ووصلت تركيا إلى أوراسيا، حيث سعت تركيا لإشعال حرب بين أرمينيا وأذربيجان على الإقليم المتنازع عليه بينهما "قره باغ"، عندما وصلت مقاتلات إف-16 التركية إلى أذربيجان، وذلك تحت غطاء المشاركة في المناورات البرية والجوية المشتركة للبلدين.

وكشفت صحيفة "أحوال" التركية، أن أنقرة في طريق توسعها بجميع الاتجاهات وتدخلها في جميع الساحات بعد سوريا وليبيا، وتقوم في هذه الأثناء بترسيخ التحالفات مع جمهوريات آسيا الوسطى وخاصة تلك الناطقة بالتركية أو ترتبط مع تركيا بمصالح تجارية واقتصادية.

وأشارت إلى أن أذربيجان سوف تكون القاعدة الأساسية لهذا المحور الجديد وقد تنظم إليه دول ما يعرف بالمجلس التركي أو محور الدول الناطقة بالتركية وهي طاجيكستان وقرجيزستان، بالإضافة إلى تركمانستان وأوزبكستان.