د. عمرو هاشم ربيع: «الشيوخ» بلا اختصاصات ولا يصلح كغرفة تشريع ثانية
نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: مصر لا تحتاج سوى 20 حزبا وليس 90
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مجلس الشيوخ، لا يملك صلاحيات فاعلة أو تشريعية ورقابية، مشيرا إلى أن الانتخابات المرتقبة تؤكد فشل النظام الحزبى فى مصر، لعدم تمكن أى من الأحزاب على الساحة باستثناء الـ11 حزبا المشاركة فى قائمة «من أجل مصر»، من المشاركة فى الانتخابات بقائمة أخرى.
واستنكر الشوبكى فشل حزب الوفد الذى يعود تأسيسه إلى 100 عام وكذلك حزب التجمع فى تشكيل قائمة انتخابية فى انتخابات مجلس الشيوخ، داعياً الأحزاب إلى الاندماج فى كيانات أكبر، لأن الساحة لا تتحمل وجود أكثر من 20 حزباً.. وإلى تفاصيل الحوار
■ فى البداية ما تقييمك لانتخابات مجلس الشيوخ؟
- نحن أمام حالة تعيين مقنع، فثلث مقاعد المجلس بالتعيين وثلث بالتصويت المباشر وكأننا أمام استفتاء مقنع وليس معركة تنافسية.
■ لماذا ترى أن مجلس الشيوخ لايصلح أن يكون غرفة ثانية للبرلمان؟
- من حيث الشكل، ثلثى الأعضاء معينين سواء الـ100 مقعد المخصصة للتعيين من قبل رئيس الجمهورية أو الـ100 مقعد المخصصة للقائمة الانتخابية الوحيدة، لذا لا يمكن اعتبار المجلس جزءاً من المؤسسة التشريعية فالبرلمان طالما قائم على تعيين يصبح غير معترف به، الأمر الثانى أن مجلس الشورى ليس له سلطات تشريعية أو رقابية ما يعنى أن الحكومة ليست مسئولة أمامه والشىء الوحيد الذى يمكن أن يقوم به هذا المجلس أن يؤخذ رأيه فى الدستور أو معاهدات الصلح والتحالف أو فى الخطة فقط.
أما من حيث مشروعات القوانين التى يناقشها المجلس، فهو يناقش ما يحيله إليه رئيس الجمهورية ما يجعله أقرب لمجلس استشارى.
■ هل ستتكرر أزمة تغول مجلس الشعب على مجلس الشورى بالنسبة لمجلس الشيوخ؟
- الأزمات ستكون أسوأ مما سبق بكثير، أسوأ من مجالس الشيوخ فى 1923، وفى دستور 1930، أسوأ من مجلس الشورى فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1980، وكذلك المجلس الذى كان موجوداً فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك عام 2007، وأسوأ من مجلس الشورى فى عهد الإخوان عام 2012، فهو أقل واحد فيهم، وهذا رأيى القانونى والدستورى ليس له علاقة بالآراء أو المواقف السياسية.
■ ما أخطاء مجالس الشورى السابقة التى يمكن تلافيها فى مجلس الشيوخ؟
- المجلس ليس له سلطات كى تكون له أخطاء، وأتمنى أن يقلد المجالس السابقة، فهذا المجلس أسوأ مما سبقوه ليس من حيث التحليل السياسى ولكن من خلال مواقف فعلية وليست انطباعات.
■ ما تقييمك لمرشحى القائمة والفردى هل هم أو أغلبهم من أصحاب الخبرات التى يحتاجها مجلس الشيوخ؟
- داخل القائمة سنجد أن هناك عدة إشكاليات فى اختيار ممثليها، فمثلا من يمثلون الصعيد ومنهم مثلاً محمود بكرى، جاء فى قائمة بحرى، ومن يمثلون بحرى أصبحوا فى قبلى وحدث تغييرات ليست فى وضعها، فإذا أردنا تشكيل قائمة لأشخاص ممثلين عن الدوائر أو القطاعات فيجب أن يكون هناك أشخاص من أبناء القطاع، قائمة الجنوب يكون بها مرشحون من الجنوب وهكذا.
■ هل المرشحون حالياً هم أصحاب الخبرات الذين يحتاجهم مجلس الشيوخ؟
ليس لها علاقة لأن مجلس الشورى فلسفة نشأته أساسا غير المعلنة أنه مجلس «مجاملة» للأشخاص الوجهاء بالمحليات والحزب الوطنى يجدون لهم مكانا يعملون به، أما مسألة الخبرات ستأتى من خلال الجزء الخاص بالتعيين.
■ ماذا عن بقية الأحزاب الـ90 التى لم تستطع تشكيل قائمة انتخابية منافسة؟
- هذا يدل على فشل النظام الحزبى فى مصر، فمثلا حزب مثل الوفد الذى يبلغ عمره 100 عام فى الحياة السياسية غير قادر على تشكيل قائمة، وهذه كارثة وكذلك الأمر بالنسبة لحزب التجمع والسبب فى ذلك قد لا يرجع للحزب نفسه وإنما يعود إلى النظام الحزبى نفسه.
■ هناك رأى يرى أنه يجب على الأحزاب إما الاندماج فى كيانات أكبر أو حل نفسها؟
- لا يمكن الدمج أو الحل بالإجبار لمخالفة ذلك القانون والدستور، ومن الصعب وجود قانون يجبر الأحزاب على هذه الخطوة، لأنه سيكون ضد حرية إنشاء الأحزاب وتطوير الحياة الساسية والحزبية، لكن أنا أدعو لأن يكون هناك 20 حزب على الأكثر بإرادة الأحزاب نفسها.