الكنيسة تحتفل بعشية تذكار عيد استشهاد "القديسة مارينا" وتطيب كفها
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بعشية تذكار استشهاد القديسة مارينا وتطيب كفها.
وبحسب كتاب الكنيسة التاريخي(السنكسار) تُحيي الكنيسة القبطية تذكارها في 23 أبيب من كل عام قبطي.
وترأس صلاة العشية الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة للأقباط الأرثوذكس، من كنيسة كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس الأثرية "المغيثة" - بحارة الروم، على أن يرأس نيافته قداس عيدها صباح غدًا الخميس من الكنيسة نفسها.
ولقب الأقباط القديسة مارينا بـ " أميرة الشهيدات"، كما إنها إحتلت مكانة كبيرة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويرجع هذا إلى التأثير الكبير الذي تركته سيرة الشهيدة القديسة مارينا في قلوب الأقباط.
ولدت مارينا في مدينة انطاكية بيسيدية في وسط آسيا الصغرى في حدود بيسيدية وهي ما تقابل بلاد تركيا حاليا وهي قطعا غير انطاكية العظمي "بلاد سوريا حاليا " لأبوين وثنيين؛ ولكنها تعرفت على الديانة المسيحية من خلال مربية فاضلة كانت تتولي تربيتها خلال مرحلة الطفولة؛ لقنتها خلالها العديد من الفضائل المسيحية.
وعندما بلغت القديسة الخامسة العشر من العمر توفي والديها؛ ففضلت الشابة مارينا البقاء مع المربية التي تولتها بالمحبة والرعاية؛ ولقد تأثرت القديسة مارينا بروايات القديسين وسير الشهداء التي كانت تقصها عليها المربية مما دفعها إلي إعتناق الإيمان المسيحي؛ وحدث بعدها أن جاء إلي المدينة والي جديد كان يكره المسيحين جدًا؛ وعندما شاهد مارينا بهر جدا بجمالها وأراد أن يتخذها زوجة له؛ وعندما علم أنها مسيحية استشاط غضبا؛ وأمر الجنود بإحضارها أمامه؛ وحاول أغراءها بالمال للرجوع عن الديانة المسيحية؛ وعندما رأي اصرارها الشديد وتمسكها بالإيمان المسيحي؛ أمر بتعذيبها وضربها بالسياط علي ظهرها حتي تمزق جسدها وسال دمها علي الأرض؛ ثم أمر بتمشيط جسدها بالأمشاط الحديدية؛ وفي كل ذلك كان الشعب يصرخ من حولها حاثا أياها أن ترحم جمالها وشبابها وتبخر للأوثان؛ وعندما رأي الوالي ثباتها وأصرارها أمر بطرحها في سجن مظلم؛ وفي أثناء الليل ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل وشفاها من جراحها؛ وفي الصباح عندما حضرت أمام الوالي فوجئ بعدم وجود أي آثر للجراحات والعذابات فأمر أن ينشر جسدها بمنشار حديد ووضعها في السجن؛ وداخل السجن حاولت الشياطين إفزاعها بكل الطرق؛ ولكنها في كل مرة كانت تستعين بأسم الرب إلهها فكانت تفزع منها الشياطين وتهرب.
استشهادها:
وفي الصباح حضرت القديسة مارينا أمام الوالي مرة أخري؛ فأمر بإحضار أناء كبير به ماء مغلي وأن يربطوا يديها ورجليها ويغرقوها فيه ؛فنظرت القديسة إلي السماء وطلبت من الله أن يجعل لها من هذا الماء المغلي معمودية مقدسة؛ فشاهد الجميع حمامة نزلت من السماء وحلت قيود القديسة؛ وعند ذلك غطست في الماء ثلاث مرات؛ وخرجت منه وهي تسبح الله الذي منحها المعمودية المقدسة؛ وفي تلك الساعة أمن كثيرون بالمسيحية ونالوا أكليل الاستشهاد؛ فأستشاط الوالي غضبًا؛ وأمر بقطع رأسها حتي يتخلص منها نهائيا؛ فأخذها السياف إلي خارج المدينة؛ فطلبت منه أن يمنحها ساعة واحدة لكي تصلي لإلهها قبل أن يقوم بقطع رأسها؛ وأثناء الصلاة ظهر لها السيد المسيح مع جمع من الملائكة؛ وقال لها "كل من يتشفع بجسدك أو عضو من أعضائك من النساء العواقر بأمانة صحيحة فأنهن يحبلن ويلدن الأولاد كذلك من تشفعت بك وهي في مخاض الطلق فإنها تخلص بسرعة "، وعندما شاهد السياف هذا المنظر أمن هو أيضًا بالمسيحية؛ وبعد ذلك طلبت القديسة مارينا من السياف أن يقوم بقطع رأسها سريعًا؛ فرد عليها" لست فاعلًا شيئًا من ذلك ولا يمكن أن أقتل إنسانة مسيحية"؛ فـأجابته الشهيدة بشجاعة نادرة قائلة: إن أنت لم تصنع ما أمرت به فليس لك معي نصيب في ملكوت السموات، عند ذلك تقدم السياف وهو متردد وصلي للرب قائلا " يارب لا تثبت علي هذه الخطيئة " فقطع رأس الشهيدة وبذلك نالت أكليل الشهادة.