18 % تراجع فى حجم التجارة العالمية بالربع الثاني
توقعت منظمة التجارة العالمية انخفاض نسبة التجارة العالمية بنهاية العام الحالي 2020 بين 13 بالمئة إلى 32 بالمئة في أفضل السيناريوهات، موضحة أن نسبة الانخفاض بلغت 3 بالمئة في الربع الأول و 18 بالمئة في الربع الثاني من هذا العام بفعل الإغلاق التام للعديد من الدول والإجراءات التي حدت من الصادرات والمستوردات إثر جائحة كورونا.
جاء ذلك على لسان مستشار المنظمة سعيد الهاشمي، خلال مشاركته بندوة إقليمية عقدتها الوحدة الفنية لاتفاقية "أغادير"، عبر الإنترنت، حول التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا على التجارة الخارجية للدول الأعضاء في الاتفاقية.
وأشار مستشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وليد النزهي إلى أن العديد من الدول اتخذت إجراءات تضمنت منع تصدير بعض السلع الأساسية والاستيراد من بعض الدول، ولجأت إلى تخزين السلع الغذائية ما أثر على سلاسل التوريد بشكل مباشر، منوها إلى ضرورة أن تكون هذه الإجراءات مؤقتة لغايات الحفاظ على الصحة في إطار محاربة الوباء وأن يكون هناك نوع من الشفافية في كيفية تنفيذها.
بدوره أشار الرئيس التنفيذي للوحدة الفنية لاتفاقية أغادير الدكتور يوسف طريفة، إلى أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على تأثير جائحة كورونا على التجارة والاقتصاد عالميا بما فيها انخفاض حجم التجارة والاستثمارات المباشرة وارتفاع معدلات البطالة.
وقال، إن العديد من دول العالم اتخذت إجراءات للحفاظ على النسيج الاقتصادي وإجراء العديد من الإصلاحات مثل التوجه إلى رقمنة الإجراءات وتبني وسائل الدفع الإلكتروني والتي يجب المواصلة فيها، والتركيز على مرحلة ما بعد أزمة كورونا أو مرحلة التعافي، وضرورة تعزيز التقارب والتعاون بين القطاع العام والخاص في دول أغادير، ورصد برامج الدعم التي يمكن الاستفادة منها في المنطقة لتعزيز التعاون بين مجتمعات الأعمال في دول أغادير والاتحاد الأوروبي في ظل إعادة تشكيل سلاسل القيمة في المنطقة.
وتطرق مساعد الأمين العام للشؤون الفنية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين زاهر القطارنة الى تجربة المملكة الناجحة في التعامل مع جائحة كورونا، مشيرا الى تأثر الوضع الاقتصادي بالأردن بدرجات متفاوتة في مختلف القطاعات بهذه الجائحة.
وأشار إلى ظهور صناعات جديدة خلال فترة جائحة كورونا، حيث جرى استحداث أكثر من 120 خطا انتاجيا في قطاعات الصناعات الغذائية، والمستلزمات الطبية، كالكمامات والمعقمات والأفرهولات، وهو ما أدخل الأردن في المنافسة العالمية، حيث جرى تصدير حوالي 50 مليون كمامة و300 ألف أفرهول لمختلف دول العالم، مضيفا أن الجائحة أبرزت أهمية التحول إلى الخدمات الإلكترونية في الإجراءات كافة.
وتطرق ممثلو دول اغادير مستشار المصالح العمومية في وزارة التجارة التونسية بشرى اللجمي, ورانيا نبيل من وزارة التجارة والصناعة المصرية, ورئيس مصلحة العلاقات التجارية مع الدول العربية والإسلامية بوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي المغربية الحسن أقلوش, وفرح دوغان من وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، وجواد المعطي من وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، الى إجراءات حكومات بلدانهم للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد وابرز القطاعات التي تأثرت كثيرا بهذه الجائحة.
واكدوا ان الجائحة اثرت بشكل مباشر على القطاعات الحيوية والأساسية بالإضافة الى نشاط التصدير والاستثمار نتيجة إغلاقات الحدود وفرض التدابير الصحية.
وأكد رئيس مجلس أعمال بلدان أغادير محمد البهي أهمية النظر الى الفرص التي يمكن أن تخلقها هذه الجائحة، مشيرا إلى أن المجلس سيعمل وفقا لاستراتيجية يجري اعدادها حالياً بالتشارك مع الوحدة الفنية لتعزيز النشاط الاقتصادي في دول اغادير.
وستقوم الوحدة الفنية في الفترة المقبلة ببرمجة المزيد من الاجتماعات الافتراضية عبر الانترنت في المجالات المختلفة كعقد اجتماع لمجلس أعمال بلدان اغادير واجتماع حول النظام الإحصائي، والتنسيق لبلورة وتنفيذ مقترح إقامة معارض افتراضية لقطاعات الأعمال في الدول الأعضاء.
وجاءت الندوة في إطار الحرص على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول الأعضاء في الاتفاقية، بهدف بحث آثار جائحة كورونا على التجارة الخارجية، والإجراءات التي جرى اتخاذها للتخفيف من حدة تلك الآثار، ومناقشة الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في فترة ما بعد جائحة كورونا، بحيث تكون مخرجات هذه الورشة ورقة سياسات للعمل المستقبلي لتنعكس في خطط العمل المستقبلية للوحدة الفنية لاتفاقية أغادير.