بكاء بسبب طفل.. مواقف إنسانية لـ"طبيب الغلابة"
عُرف بمواقفه الإنسانية، وشخصيته الهادئة، ساند الفقراء المترددين على عيادته، بتخفيض قيمة الكشف التي لا تتجاوز 10 جنيهات، أو بتوفير العلاج بالمجان، إنه الدكتور محمد مشالي الملقب بـ"طبيب الغلابة" الذي رحل عن عالمنا فجر اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 76 عامًا.
مساندة الفقراء
دائمًا ما كان يراعي الطبيب الراحل، محمد مشالي، الفقراء، حتى أنه خصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 10 جنيهات، ويرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.
بكاء بسبب طفل
ولعل أبرز مواقفه الإنسانية، بكاؤه، حينما سمع طفل صغير مريض سكر يبكى من الألم ويطلب من والدته إعطاؤه حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك.
سعر الكشف الطبي
دفعته واقعة الطفل الصغير، إلا الاستشعار بغير القادرين، والفقراء، حيث جعل سعر الكشف 5 جنيهات وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.
رفض قبول التبرعات
وفي واقعة مثيرة، رفض مشالي، قبول تبرعات بالملايين من أحد البرامج التليفزيونية، قائلًا:" رفضت قبول التبرعات، وأنا أوصيهم بتقديمها لغير القادرين، قدموا هذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، أو من يريد التبرع لى قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين".
طبيب الغلابة من مواليد محافظة البحيرة عام 1944 لأب يعمل مدرسا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.
وتخرج من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة في محافظات مختلفة.
وافتتح عيادته الخاصة في عام 1975 الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.
ورحل محمد مشالي فجر اليوم الثلاثاء، جراء إصابة الطبيب بهبوط مفاجئ في الدورة الدموية عن عمر ناهز 76 عاما.
وشييع الآلاف من محبيه، جثمان طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى من قرية ظهر التمساح بمحافظة البحيرة، لمثواه الأخيرة بمقابر الأسرة.