جولة بجبانة المماليك| عبود باشا من الداخل وعمر مكرم يتغير لونه.. وشيوه كار وناريمان لم يمسهما الهدم
تجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية في محيط جبانة المماليك والتي تجري بها الآن أعمال توسعة بشارع قانصوه وذلك في إطار إنشاء محور الفردوس، وهي أعمال الهدم التي أثارت غضب العديدين من المهتمين بالشأن التراثي في مصر، حيث تضم الجبانة بالإضافة لـ 64 أثرًا إسلاميًا تعود جميعها للعصر المملوكي، فهي كذلك تضم عدد كبير من المقابر التراثية.
وسبق وأن رصد الفجر عمليات الإزالة الجارية في محور الفردوس، والتي في مرحلة منها توسعة شارع الفردوس، وسجلت أن عمليات الإزالة بعيدة كل البعد عن الآثار الإسلامية المسجلة، واليوم نرصد حالة بعض المدافن الغير مسجلة كأثر وتحمل طابع معماري متميز.
مدفن عبود باشا
رصدت كاميرا الفجر مدفن رجل الاقتصاد المصري عبود باشا من الداخل والخارج، حيث تحمل قبته طرازًا يشبه القباب الأوروبية ومن الداخل يوجد طراز كتابي حول خوذة القبة، وقد لاحظنا هدم سور المدفن الخارجي، وكذلك إحدى حجرتي الحوش، كما أخبرنا التربي بأن أسفل المدفن غرفة رخامية، وأن ما يشبه التركيبة الصغيرة الموجودة أمام المدفن لو أزيلت فسوف تنهار القبة ككل.
مدفن السيد عمر مكرم نقيب الأشراف
وكما هو الحال في مدفن الملكة ناريمان، كان الحال في مدفن نقيب الأشراف عمر مكرم، حيث كان في عام 2015 ذا لون أصفر، وبوابته خضراء اللون ، واللوحة التعريفية كانت طولية، والآن أصبح أبيض اللون ولوحته التعريفية تغيرت وأصبحت مربعة، وداخل المدفن تم وضع رسمة ملونة لصاحبها عمر مكرم، فالمدفن غير مسجل.
وقد تحسنت حالة المدفن من ناحية أخرى حيث كان بعام 2015 به "حبل غسيل"، ومخلفات سيارات وأشياء لا تتناسب مع مكانة نقيب الأشراف المتوفي عام 1822م، والآن اختفت هذه الأشياء وصار المدفن نظيفًا كما أن بوابته المفتوحة دائمًا أصبحت مغلقة مما يوحي أنه أصبح خاليًا لا يسكنه أحد.
مدفن الأميرة شيوه كار
رصدت كاميرا بوابة الفجر قبة الأميرة شيوه كار (1868 - 17 فبراير 1947)، وهي سليمة لم تمس، ويحوي تركيبة رخامية رائعة، والتركيبة وكرسيي مصحف فقط هم المسجلين كأثر أما القبة فلازالت غير مسجلة، وشيوه كار هي ابنه الأمير إبراهيم فهمى ابن الأمير أحمد رفعت باشا بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا الكبير ووالدتها الأميرة نجوان وجدان حفيدة محمد شريف باشا أبو الدستور المصري، وكان لها قصرًا بناه علي باشا جلال ما بين عامي 1900 و1907 وهو ذو طراز فرنسي إيطالي واشترته الحكومة المصرية في عصر الملك فاروق من صاحبته وجعلته مقرًا لمجلس الوزراء وفي 1987 سُجل أثرًا.
مدفن عبد المقصود باشا
خلال الجولة عثرنا على بعض المقابر ذات الطراز المتميز، ولكن لم نعرف أصحابها وقال أحد الترابية عن أحد هذه المقابر أنه خاص بعبد المقصود باشا وزير الاقتصاد في إحدى حكومات الملكية، وبالطبع هي غير مسجلة كأثر.
مدفن الملكة ناريمان
ومثبت على لوحته التأسيسية نصًا كالتالي "ضريح المرحومة بإذن الله صاحبة الجلالة الملكة ناريمان صادق"31 أكتوبر 1933 – 16 فبراير 2005 ورثة أصيلة هانم صادق مدفن رقم 34 / 40"، حيث وجدناه لم يتغير لونه الأبيض في أخضر، والذي تم دهانه به من 5 أعوام، حيث كنا في جولة حينها بالمنطقة ورصدناه في ذلك الوقت، وهو غير مسجل كأثر.
مدفن الأميرة رقية
والتقطت بوابة الفجر عدة صور لمدفن الأميرة رقية، وهو عبارة عن قبة رائعة الجمال تحمل النص التأسيسي التالي، "أنشأته حضرة صاحبة السمو الأميرة رقية حيلم"، وتاريخ وفاتها "1369 هجرية - 1950 ميلادية"، وهو غير مسجل كأثر.
ورقية هي ابنة حليم ابنة محمد عبد الحليم باشا ابن محمد علي باشا، وأمها هي تراندل قادين، ولدت في يوليه ١٨٦٨، وأشرف على بناء القبة المهندس محمود حسن بشندي ولا يوجد بها تركيبه من الداخل.
تراكيب نجت من الهدم
والتقطت كاميرا الفجر عدد من تراكيب الدفن، الرائعة الجمال، والتي يبدو أن الهدم طال أسوارها، وهي تراكيب ليست أثرية، ولكن الإبداع في أنها مقلدة بدقة عن التراكيب الأثرية.
والسؤال الذي نطرحه الآن لما لم تسجل كل هذه القباب ولو كطراز معماري متميز حتى الآن، تمهيدًا لإلحاقها بعداد الآثار الإسلامية في المستقبل القريب.