حوار| وسيط تسليم كوشيب للجنائية يكشف حقيقة محاولة اغتياله و"أوامر" ستقدم قيادات بارزة لعدالة المحكمة
وسيط تسليم كوشيب للجنائية في حوار ساخن:
حاولوا تصفيته مرتين ويمتلك "أوامر" ستقدم قيادات بارزة لعدالة المحكمة
حادث صغير أدى لتسريع إجراءات تسليم كوشيب والوثائق وصلت للقوات الأممية بتلك الطريقة
تقرر 23 يونيو سيكون آخر أيام كوشيب في الحياة إذا لم يسلم نفسه للمحكمة لهذا السبب
بدأت محاكمات أول مجرمي الحرب في دارفور وهو المدعو علي كوشيب، قائد ميليشيات الجنجويد في 2004، والذي سلم نفسه للمحكمة، ولذلك حاورت "الفجر" آدم جديد، الوسيط بين علي كوشيب، ومحكمة الجنايات الدولية، و"كيف كانت الأيام الأخيرة لتسليم كوشيب نفسه لمحكمة الجنايات الدولية؟"، والأسباب التي دفعته لذلك، والوثائق التي يحملها، وإلى نص الحوار:
كيف بدأت علاقتك بعلي كوشيب؟
علاقتي بكوشيب تعود لصداقة متجذرة بين والدي ووالد كوشيب، قبل مرحلة الحرب، وكانوا أبناء منطقة واحدة وكانوا رعاة، بل وأعطى والد كوشيب أحد أبناؤه لوالده كي يربيه، وهي أحدى العادات المتوارثة بالمنطقة، وعاشوا فترات كبيرة سويا، ولكن عندما انتقل كوشيب إلي وادي صالح انقطعت أخباره، وعندما توجه كوشيب إلى وادي بردي تعرف على والد آدم ولكن كانت هناك سطوة أمنية، مما منع تواصل اجتماعي جيد معه، ولكن منذ 2008 بدأت التواصل مع كوشيب عبر رقم الهاتف الخاص به.
متى بدأت في إقناع كوشيب بتسليم نفسه للجنايات الدولية؟
عندما سقط نظام الإنقاذ بدأت أراسل كوشيب في ضرورة تسليم نفسه للجنائية الدولية، لعلمي أن النظام العدلي في السودان نظام هش والقضاة معين جزء كبير منهم بشكل فوقي، بما يتعارض مع طرق العدالة وحتى مع القانون السوداني ذاته.
ولكن متى بدأ كوشيب يقتنع بتسليم نفسه؟
بدأ التفكير الجدي لدى كوشيب في تسليم نفسه عندما أصبح أصدقاء الأمس هم جزء من الحكم الإنتقالي في السودان، وتكاثر الحديث عن تسليم المنفذين من الصفين الخامس والسادس، وهناك مخطط للتخلص من علي كوشيب كي لا يتم استخدامه كشاهد إثبات على بعض من في السلطة.
هل فعلًا تم التخطيط لإغتيال كوشيب؟
بدأ مخطط التخلص من كوشيب بمنشور بجمع السلاح علي أن يحصر سلاحه وقواته وينضم للدعم السريع وهو ما رفضه كوشيب لأنه اعتبره خطوة لتصفية جنوده ثم تصفيته وبعد رفضه لتنفيذ الأوامر نمت إلي علمه تجهيز عملية عسكرية لاغتياله بقوات من الدعم السريع وقوات المظلات والطيران الحربي علي أن تحدث تلك المداهمة في وادي بردي والأوامر الصادرة للقوات بعدم اعتقاله ولكن تصفيته وحدد يوم ٢٣ يونيو لتنفيذ العملية ومن هنا بدأ كوشيب في التجهيز لتسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية علي أن يدخل إلى دولة إفريقيا الوسطي وهناك يسلم نفسه إلى القوات الأممية.
وبدأ علي كوشيب رحلته إلى إفريقيا الوسطى وما أن وصلت المعلومات حتي أرسلت قوة لتصفيته وملاحقته ولكنه اشتبك مع تلك القوة وقتل الشخص الموكل إليه تصفيته بعد أن دارت معركة بينهم وبناء على ذلك فتح في الخرطوم ضد كوشيب قضية تتهمه فيها بقتل هذا العسكري.
كيف كانت رحلة كوشيب داخل إفريقيا الوسطى؟
لم تكن رحلة كوشيب داخل أفريقيا الوسطى سهلة، حيث تم التنسيق الكامل مع مكتب الأمم المتحدة منذ أن وطأت قدماه إفريقيا الوسطى، وذلك حتى وصل لمنطقة براو، وهناك حدث خلل بعد أن اعتقله مكتب شرطة صغير، في منطقة براو وفي هذا الوقت تم تسريع العملية خوفا من أن يسلمه هذا المكتب إلى السودان وبالفعل تسلمته القوات الأممية الموجودة في إفريقيا الوسطى والتي تكفلت بنقله إلى لاهاي.
هل يوجد وثائق مع كوشيب تثبت تورط متهمين جدد في جرائم دارفور؟
يمتلك كوشيب عدد من الوثائق التي تكشف جانبا خطيرا من حوادث الإبادة الجماعية وتدين بعض مرتكبي تلك الإبادة المتواجدين علي قمة هرم السلطة، وهي عبارة عن أوامر عسكرية صدرت لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية، وهناك عدد من الشخصيات الهامة التي ساهمت في الإبادة المذكورة داخل تلك الأوامر وأبرزهم القائد الميداني للعمليات وكان آخر توقيع على الأوامر وتتضمن الأوامر أسماء لم يصدر بحقها أمر قبض بعد مثل إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني السابق، بصفته أحد أعضاء اللجنة الأمنية، وكان دوره نقل الأوامر من الخرطوم إلى مسرح العمليات في دارفور وأسماء أخرى، مثل أحمد هارون وعبدالرحمن محمد حسين وزير الدفاع، ونائب الرئيس علي عثمان طه، وكانت الأوامر تنتقل من وزير الدفاع إلى إبراهيم غندور، كما ذكر كوشيب أن لديه أوراق عن بعض نوابه الذين ارتكبوا مجازر لم يعلم هو نفسه شيئا عنها مثل محمد أبوشنب وأحمد بابكر.
كيف وصلت تلك المستندات لمحكمة الجنايات الدولية؟
خشي كوشيب أنه إذا تم اعتقاله في السودان، أن تطمس تلك الوثائق ولذلك أخفاها مع أحد المقربين له، وعندما بدأ في ترتيبات تسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية أصدر أوامره بتحريك الوثائق ليتسلمها في إفريقيا الوسطى حتي وصلته الأوراق قبيل منطقة براو وعندما اعتقل كانت الوثائق مع أحد المرافقين الذي لم يعتقل مع كوشيب وقام بالاتصال بالأمم المتحدة وبعد نقل كوشيب إلى بانجي عاصمة إفريقيا الوسطى سلمت الأوراق إلى القوات الأممية التي أوصلتها بدورها إلى لاهاي.
هل توجد صفقة بين كوشيب والمحكمة للإبلاغ عن أسماء معينة مقابل تخفيف الأحكام عنه؟
لا توجد صفقة أو مساومة من محكمة الجنايات الدولية بتخفيف العقوبات علي كوشيب مقابل الإدلاء عن آخرين، ولكن تواصل مع كوشيب محامي يحمل الجنسية الفرنسية منذ وصوله إلى عاصمة إفريقيا الوسطى.
ما هي آخر كلمات ووصايا كوشيب لكم قبل تسليمه للمحكمة؟
كانت آخر كلمات كوشيب نقلت عبر مراقيقه إلى جديد هي رسالة قال فيها: "نحن والنافذين في السلطة وقتها قتلنا سويا وهم يريدون أن يغتالوني لكي يقولوا إن الفاعل والمجرم تم الانتهاء منه، ولكنني ذاهب إلى الجنائية وسآخذهم معي إلى هناك".