بعد تحويلها إلى مسجد.. كنائس العالم تعلن الحداد من أجل آيا صوفيا
أثار قرار الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلي مسجد، غضب في الوسط المسيحي العالمي، حيث أطلقت بعض كنائس العالم يوم حداد علي هذه القضية.
وأعلنت كنائس الروم الأرثوذكس حول العالم حدادها، اليوم الجمعة، تزامنًا مع حشود أنصار اردوغان في وقت مبكر من صباح اليوم، لأداء أول صلاة جمعة بالموقع الأثري، الذي ظل يحظى بمكانة لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء على مدى 1500 عام.
خطة عاجلة:
فيما وضع كل من وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، ووزيرة الثقافة لينا ميندوني، خلال اجتماع تم عقده في مقر الخارجية اليونانية، اليوم، خطة عاجلة على تشكيل فريق عمل سيقترح في غضون عشرة أيام خطة عمل محددة بشأن قضية آيا صوفيا سيتم تنفيذها في المستقبل القريب.
وأكد وزير الخارجية اليوناني، أن اليونان أكدت مرارًا وتكرارًا بأن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد لا يشكل نزاعًا يونانيًا تركيًا.
ولفت إلى أن ايا صوفيا بالنسبة إلينا اليونانيون، فإن هذا المَعْلَم التذكاري له أهمية وقيمة خاصة.
وأوضح وزير الخارجية اليوناني، أن خلال الاجتماع قد قررنا إثارة القضية من خلال المبادرات الدولية التي سنتخذها، بصفتنا مواطنين أوروبيين ومواطنين في المجتمع الدولي نتحدث مع جميع المنظمات الدولية، مع كون اليونسكو، بطبيعة الحال، المنظمة الرائدة.
وأكد، أن هدفنا هو حماية هذا النصب ذو القيمة العالمية الى جانب ذلك، تم تسجيله على هذا النحو في اليونسكو. سلطت ردود فعل المجتمع الدولي الضوء على الطابع العالمي لمَعْلَم آيا صوفيا. لذلك، نريد إنشاء مظلة من الإجراءات المحددة التي ستسعى جاهدة من أجل الحماية الفعالة لهذا المَعْلَم التذكاري الذي يعود إلى قرون.
ومن جانبها قالت وزيرة الثقافة إن قضية آيا صوفيا ليست قضية تهم البلدين، أي اليونان وتركيا.
وأكدت أن آيا صوفيا هي واحدة من أهم انجازات البشرية، وهي واحدة من أهم المعالم الأثرية، وهي مثال على العديد من القيم المسكونية، لافته إلى أن هذه القيم العالمية هي في خطر الضياع من تحويل المَعْلَم التذكاري إلى مسجد ديني.
وقالت إن مستوى المناقشة كان من شأنه أن يخلق آفاقًا للحكومة اليونانية ككل للتعامل مع هذه القضية في المجتمع الدولي.
تنكيس الأعلام:
وأصدر بطريرك جميع الأرمن كاريكين الثاني، بيان إدانة الأسبوع الماضي قرار تحويل كاتدرائية آيا صوفيا التركية إلى مسجد، والذي عبر بقوة عن مشاعر الكنيسة كلها.
وفي نفس السياق، شدد المطران دانيال، مطران إيبارشية فلبادوفوروس الأمريكية، للروم الأرثوذكس، على ضرورة انضمام المؤمنين في الإيبارشية الشرقية وجميع أبرشياتها إلى إخوتهم المسيحيين الأرثوذكس، بروح من التضامن المُحب والدعم الأسري، خلال يوم الحداد تنديدًا على تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد.
وأكد، ضرورة لكل كنيسة أرمنية في الإيبارشية الشرقية أن تخفض أعلامها إلى نصف الصاري، في الساعة 3 مساء اليوم (حسب الأوقات المحلية)، ويجب أن تدق أجراسها لمدة دقيقة واحدة.
وقال مطران إيبارشية فلبادوفوروس الأمريكية إنه طالب من رجال الإكليروس استمرار دق الجرس خلال صلاة القداس الإلهي أمام مذبح ربنا، موضحا: "معظمنا لا يستطيع أن يجتمع معًا للصلاة الجماعية في ظل حالة الوباء الحالية، كما طالب أن يصلي كل أرمن مخلصين صلاة في المنزل في تلك الساعة".
وطالب خلالها بترتيل أنشودة التضرع للسيدة العذراء: "أكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبة، يا جُنديَّةً مُحامية، وأقدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقَذَةٍ منَ الشَّدائد، لكنْ بما أنَّ لكِ العزَّةَ التي لا تُحارَب، أعتقيني من صنوفِ الشَّدائِد، حتى أصرخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها".
وأكد أن كل كنائس اليونان وقبرص سوف ترفع اليوم الأعلام السوداء مع ترتيل مديح السيدة العذراء الكبير الذي لا جلوس فيه.
حداد عالمي:
كما أعلن رئيس أساقفة أثينا يورونيموس، أن يوم الجمعة القادم، هو يوم تحويل آيا صوفيا في القسطنطينية إلى مسجد، سيكون يوم حداد وألم لجميع الكنائس في اليونان ولجميع المجتمعات الأرثوذكسية والمسيحية.
وأضاف: في هذا اليوم سأترأس خدمة مدائح العذراء مريم في كاتدرائية العاصمة أثينا، أدعوكم جميعًا إلى ترديد المدائح بصوت واحد: "إلى والدة الإله الحصن الذي لا يقهر".
تضامن مصري:
وفى مصر، قال الأنبا نقولا انطونيو، مطران طنطا، والمتحدث الرسمي باسم بطريرك الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذكس، إنه تضامنًا مع دعوات رؤساء الكنائس الأرثوذكسية حول العالم من أجل كنيسة آيا صوفيا بأن ترتل اليوم الجمعة 24 يوليو أنشودة التضرع الخاصة بالسيدة العذراء، التي وُضعت لشكرها، التي حفظت مدينتها القسطنطينية ونَجَّتها من كوارث عديدة، فإننا نشاد جميع الكنائس الأرثوذكسية في مصر وخارج مصر، رفع هذه الصلاة التضرعية للعذراء مريم في القداس الإلهي الذي يقام اليوم الجمعة.
البيت الأبيض:
التقى إلبدوفورس رئيس أساقفة الولايات المتحدة الامريكية الروم الأرثوذكس وممثل البطريركية المسكونية في أمريكا، رئيس أساقفة أمريكا، أمس الخميس، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونائبه السيد مايكل بنس، في واشنطن، حيث اطلع بالتفصيل على قضية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
وتطرق اللقاء إلى بعض القضايا الأخرى حيث عرض رئيس الأساقفة على الرئيس الأمريكي بعض القضايا الأخرى المتعلقة بالبطريركية المسكونية، بما في ذلك ضرورة إعادة فتح مدرسة الهالكية.
يذكر أن محكمة تركية عليا قد أعلنت أوائل الشهر الجالي إبطال قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف، والذي صدر في ثلاثينيات القرن الماضي وفور صدور الحكم أعلن أردوغان إعادة المبنى، الذي كان في الأصل كنيسة تعود للعصر البيزنطي قبل 900 عام قبل أن يستولي عليه العثمانيون.