"وبدأ موسم الغرق".. شواطئ الموت بالعجمي تفتك بأرواح المواطنين
عاشت الإسكندرية على مدار الأسبوعين الماضيين حالات مؤسفة من غرق المواطنين وبالتحديد على شواطئ العجمي، ومنها شاطئي "النخيل والصفا"، وكان الضحية غرق (16) شخصا، بسبب عدم الالتزام بالتعليمات والنزول إلى الشواطئ فجرًا، وتسللهم مبكرًا قبل وصول الأجهزة التنفيذية.
"رجال الغوص ودورهم في انتشال جثامين الضحايا"
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين وقعت الحادثتين، وكان لرجال الإنقاذ "غواصين الخير" دورًا هاما في انتشال جثامين الضحايا، برغم خطورة الشاطئ، وارتفاع الأمواج وانعدام الرؤية في الأعماق، ولكن بكل عزم وإرادة استطاع الفريق البحث وتعريض حياتهم للخطر حتى استطاعوا انتشال (12) جثمان من شاطئ النخيل.
وكان أصعبهم خروج "أيمن وشادي"، إذ أنهم استمروا في البحث يوميا عنهم لمدة أسبوعين كاملين وتم العثور على أيمن في اليوم الثامن من الغرق، أما "شادي عبد الله" لم يتمكن الطب الشرعي من التعرف عليه حتى الآن، وهو الجثمان الأخير الذي ظهر على سطح البحر صباح يوم الأربعاء، والذي اكتشفه والد شادي طافيا أمام الصخور ولكن بلا رأس أو أطراف.
ولكن لم يمر 24 ساعة إلا وظهرت حالات غرق أخرى لمواطنين في "شاطئ الصفا" بالعجمي، وهي لأسرة أسرة مكونة من ثلاثة أشقاء وابن خالتهم، ولكن رجال الغوص، استطاعوا انتشال جثامين، وتبقى جثمانين.
"مخالفة تعليمات رئاسة مجلس الوزراء"
وبالرغم من خطورة الموقف، واتخاذ المحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف، لكافة الاستعدادات، إلا أن الحادث تكرر للمرة الثانية في "شاطئ الصفا"، الذي يبعد عن شاطئ النخيل بقليل، وبالتزامن مع خروج الجثمان الأخير الذي يرجح أنه "لشادي"، فتسللت فجر يوم الخميس أسرة مكونة من ثلاثة أشقاء وابن خالتهم ونزلوا إلى البحر مخالفين لتعليمات مجلس الوزراء، ولكن القدر اختارهم ليتكرر المشهد ويذهب ضحاياه كل من "غادة رجب حنفي" 19 عاما، وشقيقها "محمد رجب حنفي" 15 عاما، وجاري البحث عن جثتي حنفي رجب حنفي 30 سنة، و"السيد" ابن خالتهم.
"صراخ والآم أهالي الغرقى"
ومن أصعب المشاهد التي نراها أمامنا، كان صراخ أهالي الغرقى وتأثرهم برحيل أولادهم، وانتظارهم الطويل على مدار الأيام، بين الصراخ والسكون والدعاء والاستغاثة، ولكن كان التمسك بالأمل هو ما يريح قلوبهم وثقتهم في ربهم، فلا حل غير الانتظار لخروج ذويهم لدفنهم وابراد نار قلوبهم.
وأمام البحر تصدر المشهد صلاة والدة "شادي" غريق النخيل، والتوسل لله لإخراج جثمان ولدها من البحر، وانتفضت والدة "شادي" لتتوضأ من مياه البحر الذي يحتضن ابنها، متضرعة إلى الله في سجودها أن يخرج إليها جثمانه لتدفنه بجوار شقيقه، وابن عمته اللذان لقيا مصرعهما غرقًا بشاطئ النخيل.
وعلى "شاطئ الصفا" تركت "غادة رجب" ورائها طفلين مكة ذات العامين، وشقيقها بعمر 4 أشهر، لينتظر الطفلين خروج جثمان والدتهم على الشاطئ، وتعتني بيهم إحدى صديقتها وتنتظر امام البحر خروج صديقتها.
"دور هيئة مرفق الإسعاف في حوادث الغرق''
وكانت "هيئة الإسعاف" على أتم الاستعداد لنقل جثامين الضحايا، ونقلهم لمشرحة "كوم الدكة"، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتسلم المتوفيين لذويهم.
وصرح مصدر بهيئة مرفق الإسعاف، أنهم لن يتأخروا عن تقديم المساعدات اللازمة، والدفع بسيارتهم لموقع الحادث، ومواساة أهل المتوفين، ومحاولة التخفيف عنهم، فأي شخص قد يتعرض للموقف نفسه.
"دور وتعليمات المحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف"
صرح اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف أنه برغم من التعليمات المشددة والتحذيرات التي ناشدت بها محافظة الإسكندرية، إلا أنه لا يزال البعض يصر على التسلل ليلًا أو فجرًا إلى الشواطئ، برغم من اغلاقها وعدم وجود خدمة المواطنين.
وتابع "رشاد"، أن سبب تسللهم مبكرًا هو النزول قبل وصول الأجهزة التنفيذية ومفتشي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لإخلائهم، مضيفًا أنه توجد لافته كبيرة على "شاطئ الصفا" تمنع من نزول البحر وبها تعليمات مشددة تحذر من خطورة الشاطئ.
وأضاف رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف: "نحتاج مزيد من التوعية والمناشدات لإيقاف عملية الانتحار الجماعي لبعض المواطنين، وضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة بشأن منع ارتياد الشواطئ حرصًا على حياتهم".
وكان قد تلقى قسم شرطة العامرية أول بلاغا صباح الخميس يفيد بغرق 4 أشخاص بشاطئ الصفا على بعد أمتار من شاطئ النخيل المعروف بـ"شاطئ الموت" بحي العجمي.
وانتقل ضباط مباحث القسم وقوات الإنقاذ النهري وحكمدار غرب الإسكندرية، وقوات إدارة الحماية المدنية، وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ.
وكانت قد شهدت محافظة الإسكندرية، فجر الجمعة الماضية، غرق 12 شخصًا بشاطئ النخيل بحي العجمي غرب الإسكندرية، وحشد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، رجال قوات الإنقاذ البحري لانتشال، وذلك رغم ارتفاع الأمواج وكثرة الدوامات بالمنطقة، وطالب المحافظ الجهات المعنية، بتوفير كافة المعدات اللازمة لمساعدة الغواصين والإنقاذ البحري وحمايتهم من الارتطام بالصخور.