موجة من الانتقادات اجتاحت صفحات "السوشيال ميديا"، ومواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، خلال الأيام القليلة الماضية بسبب إزالات قامت بها محافظة القاهرة لعدد المقابر لتوسعة طريق قانصوه، والذي هو أحد مراحل محور الفردوس، وتصاعدت الاحتجاجات بسبب وقوع إزالات وهدم لبعض المقابر والأضرحة التراثية.
مناطق الإزالة
وكما اعتاد القارئ، تجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية في منطقة الهدم، وهي تحديدًا في منطقتين، الأولى على جانبي شارع قانصوه، وهو الواصل ما بين الأوتوستراد، وصلاح سالم وتتوسطه قبة قانصوه أبوسعيد الأثرية.
وهذا الشارع يتم توسعته على الجانبين بعمق ما يقرب من 6 أمتار، أي أنه يتم إزالة المدافن من الجانبين بهذا العمق، أما المنطقة الثانية التي فيها تتم الإزالات فهي الجزء الموازي لكوبري الفردوس المطل على شارع صلاح سالم حيث يتم إزالة المدافن بعمق يقترب من الـ 6 أمتار أيضًا.
وكان عدد من الصفحات قد تداول أسماء بعض المدافن الشهيرة التي تعرضت للهدم وللإزالة، لذا فكان شغلنا الشاغل هو رصد تلك القباب وحالتها وهل تعرضت للهدم أم لا.
قبة عبود باشا لم تهدم
وكانت أولى تلك القباب هي مدفن قبة عبود باشا، ويرجع تاريخ الإنشاء لعام 1933، والتي تتكون من حوش يحوي غرفتين عن يمين ويسار يتوسطهم كتلة مدخل بها باب من مصراعين يعلوها عتب عليه نص تأسيسي باسم صاحب المدفن، ثم مقرنصات على الطراز الإسلامي، والمدخل كله له طابع الآثار الإسلامية، ثم يلي المدخل عقد يشبه العقود الأندلسية ثم القبة التي تقف مرتفعة وقد التقت الفجر عدة لقطات للقبة من الداخل.
والقبة سليمة لم تمس فيما تم هدم سور الحوش، وكذلك جزء من إحدى غرفتيه، وقال أحد الترابية إن الهدم سيمتد لثلاثة أمتار أخرى مما يعني أن الإزالة ستطال حجرة كاملة من المدفن، فيما أكد التربي أن الهدم لن يطال القبة إطلاقًا.
مدافن تراثية سليمة لم تمس
ثم
التقطت الفجر عدد من الصور لعدة مقابر وأضرحة شهيرة أخرى، وهي سليمة أيضًا لم تمس،
منها قبر أحمد باشا سري، يعود لعام 1930م، والحوش والقبة على الطراز الإسلامي وهو
سليم لم يمس، وكذلك قبر أحمد عبد الوهاب باشا وهو عبارة عن قبة رائعة الجمال، بزخارف
إسلامية خالصة، ترجع لعام 1942م، وهي سليمة لم تمس، وكذلك مدفن محمد وعبد الحكيم
مرزوق وهو ذو طراز مصري قديم واضح يرجع إنشاؤه لعام 1935، ولمدفن سليم وتم هد سور
الحوش، وكذلك مدفن اللواء حسين شريف، وهو مدفن ذو طراز إسلامي واضح، وهو سليم أيضًا
وتم إزالة سور الحوش، فيما طال الهدم طال الهدم واجهة وسور مدفن أحمد لطفي السيد أحد
رؤساء وزراء مصر السابقين.
قبر صلاح الجارحي وتركيبتين على الطراز الإسلامي تجاوزهم الهدم
وكذلك التقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية تركيبتين على الطراز الإسلامي، أيضًا لم يمسهما الهدم، كما لم يتم هدم قبر صلاح الجارحي، أول شهيد يسقط في مظاهرات الطلبة ضد الإنجليز، ومدفن نظلة هانم، وكل ما سبق من مدافن حسبما أعلنت وزارة السياحة والآثار غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية.
الآثار الإسلامية المسجلة
أما فيما يخص الآثار الإسلامية المسجلة في هذه المنطقة فلم تمسها يد الهدم بالطبع، مثل مجموعة السلطان إينال، ومجموعة الأمير قرقماس، وغيرها من الآثار الإسلامية التي تخص الحقبة المملوكية والذي يبلغ عددها 64 أثرًا.
أوجه الاعتراضات على علميات الإزالة
وتعددت وجوه الاعتراض على عمليات الهدم تلك وكان أبرزها، أن تلك العمليات تمس النسيج العمراني للقاهرة التاريخية والتي هي مسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما تصاعدت عدة اعتراضات بخصوص ما تردد عن إنشاء كوبري في شارع قانصوه، وهو ما نفاه القائمين على أعمال الهدم للفجر، حيث أن المخطط المقرر، هو توسعة شارع قانصوه الذي يبدأ من الأوتوستراد، حيث سيكون في بدايته نزلة كوبري، ثم طريق متسع، وليس كوبري حتى يلتقي الشارع مع صلاح سالم مبتعدًا عن قبة قانصوه أبوسيعد الأثرية وبقية المدافن التي لم تتعرض للهدم، أي أن ما يتم هو توسعة الشارع وليس التمهيد لبناء كوبري.
تم إبلاغ الأهالي بالإخلاء وتعويضهم
وقال أصحاب المدافن والترابية في المنطقة، وبعض ساكنوا الأحواش، إنه تم إبلاغهم منذ ما يقرب من شهر ونصف بأمر الهدم والإخلاء، وقام أصحاب المدافن بنقل رفات ذويهم، إلى مناطق أخرى حيث تم تعويض كل صاحب مدفن بمدفن مقابل.
وكان العرض السابق، هو آخر ما رصدته كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، وسوف تعاود الفجر الذهاب مرة أخرى لمتابعة كافة ما يجري من لاطلاع القارئ عليها أولًا بأول.