نعينع: الأمير الحسن طالبني بعدم قراءة "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها"
كشف قارئ القرآن المصري أحمد نعينع أن الأمير الحسن شقيق ملك حسين العاهل الأردني الراحل؛ كان يطلب منه عدم قراءة سورة النمل، خاصةً الآية ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾.
ورفض القارئ الطبيب وصفه بأنه قارئ الرئاسة، مشيرًا إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك امتنع عن السلام عليه في آخر ولايته.
وأكد القارئ الطبيب، في حوار لصحيفة المصري ، اليوم الأحد 14 أغسطس/آب 2011م؛ أنه اعتاد خلال قراءته القرآن في المناسبات، أن يختار ما يناسبها من الآيات؛ فإذا قرأ القرآن في عيد العمال اختار آيات تحض على العمل، وإذا كانت المناسبة متعلقة بالعاشر من رمضان فهناك آيات تدل على النصر.
وقال في هذا السياق إنه في أحد الاحتفالات بليالي رمضان في الأردن، وقبل أن أفتتح الحفل، طلب منه الحسن بن طلال شقيق الملك حسين عاهل الأردن الراحل، ألا أقرأ الآية رقم 34 في سورة النمل التي تقول: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾، فقلت له إن هذه الآية جاءت على لسان بلقيس ملكة سبأ وهي تتحدث عن ملك هو نبي الله سليمان لا عن العاهل الأردني، فرد قائلاً: هو كده .
وردًّا على سؤال يتعلق برأيه في اتهام مجموعة من قراء القرآن إياه بأنه قارئ الرئاسة وكبار رجال الدولة؛ لأنه كان الوحيد الذي يقرأ في المناسبات الرسمية- قال أحمد نعينع: لا، إطلاقًا. أنا لم أَسْعَ إلى ذلك، ولكن إذا دعيت فلا بد أن ألبي الدعوة. وهي تأتي من الجهة المنظمة لا من الرئاسة؛ فعلى سبيل المثال احتفالات عيد العمال صاحب الدعوة لها اتحاد العمال، واحتفالات عيد الشرطة الداعي يكون وزير الداخلية. ورئاسة الجمهورية لم تدعني إلا في الاحتفال بثورة 23 يوليو. وفي السنوات الأخيرة اكتفى مبارك الرئيس السابق بإلقاء بيان له .
وأحمد نعينع قرأ القرآن على 3 رؤساء سابقين لمصر؛ هم: عبد الناصر، والسادات، ومبارك. وأكد أن جميعهم كان يسمع قراءته بتدبر، لكن السادات كان أكثر تشجيعًا له وإنصاتًا.
أما فيما يتعلق بمبارك، فقال القارئ الطبيب: كان يسلم علي عندما كان يصلي في الصفوف الأولى ويقول: كيف حالك يا دكتور؟ . وفي الفترة الأخيرة من ولايته كان لا يسلم علي؛ لأنه كان يصلي في الصفوف الأخيرة. يبدو أنها كانت تعليمات من أمن الرئاسة .
وكان نعينع يتمتع بعلاقة قوية بأنور السادات. ويقول عن تلك العلاقة: التقيته عدة مرات: الأولى على رصيف 9 في الإسكندرية، وكنت مجندًا في سلاح البحرية، في احتفال عيد الصيادين؛ حيث افتتحت الحفل بالقرآن الكريم، وقام الرئيس السادات وسلم علي وقال: برافو -3 مرات- ده صوت مصطفى إسماعيل ، علمت بعد ذلك أنه يعشق صوت القارئ الشيخ مصطفى .
وفي 19 مارس/آذار 1979، في الاحتفال بعيد الطبيب الأول، كان هناك حدث سياسي عظيم وقتها؛ هو اتفاقية كامب ديفيد. وفوجئت بحضور الرئيس السادات، وقرأت من الآية رقم 76 في سورة النمل من قوله سبحانه: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ * فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ * إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
وبعد أن انتهيت من التلاوة قال لي الرئيس السادات: أنا أول مرة أسمع هذه الآيات، ولم أسمعها من قبل، وكأنها نزلت الآن ، وأصدر قرارًا من فوره بتعييني في السكرتارية الخاصة به، وطلب مني إحياء العشر الأواخر من شهر رمضان في استراحته بوادي الراحة. وبعد تعييني تركت عملي في شركة المقاولون العرب. وبعد مقتل السادات عدت إلى عملي مرة أخرى بشركة المقاولون العرب .
وعن الشيخ الذي تعلم على يده تجويد القرآن، قال إن الشيخة أم سعد هي التي تتلمذ على يديها، وعلمته كثيرًا من علوم التجويد.