أردوغان يثير استفزاز الكنائس.. تفاقم أزمة تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد
أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد، غضب بين الأوساط المسيحية العالمية معتبرين إياه انتهاك للحريات الدينية وانه قرار اهوج لا يرتقي إلى قدر المسؤولية الوطنية والدولية، وترصد " الفجر" الأثار التي ترتبت عليها هذه الأزمة.
مطران الروم الأرثوذكس يستشهد بفتوى إسلامية حول أزمة كنيسة أيا صوفيا
استند المطران نيقولا أنطونيو، مٌطران طنطا؛ المتحدث الرسمي باسم بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، إلى تصريح صحفي لـ ERT هيئة الإذاعة اليونانية للشيخ هالي جهاد، مفتي كوموتيني، حول أزمة "آجيا صوفيا" في تركية.
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن الشيخ هالي جهاد صرح أن آجيا صوفيا هي كنيسة مسيحية، كما يدل عليها اسمها، وبالتالي فإن تحويلها إلى مسجد غير ضروري.
وأضاف أنه من الغريب أن تصبح آجيا صوفيا مسجدًا. القسطنطينية بها الكثير من المساجد. هذا الوضع يجب ألا يسبب صعوبات بين المسيحيين والمسلمين"، مضيفًا: "إذا حدث هذا فسيكون قرارا استفزازيا".
وأثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول تحويل آجيا صوفيا إلى مسجد قلقًا كبيرًا وتدخلًا في جميع أنحاء العالم.
كما استشهد نيافته للشيخ عمران نزار حسين، وقال إن عمران نزار حسين هو خريج معهد علمية في كراتشي ودرس في مختلف مؤسسات التعليم العالي مثل جامعة كراتشي وجامعة غرب الهند وجامعة الأزهر ومعهد الدراسات العليا للعلاقات الدولية في سويسرا.
وقال "عمران" إن آجيا صوفيا ستعود ذات يوم إلى المسيحيين الأرثوذكس، حيث يشير عمران نزار حسين إلى قضية آجيا صوفيا قائلًا: "بالنسبة لأولئك الذين يقتنعون بوجوب تحويل آجيا صوفيا إلى مسجد وأنهم انضموا إلى الحكومة التركية والشعب الآن، لتحويل آجيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى أشعر بالخجل منك! عار عليك!".
كما أكد عمران نزار حسين أن آجيا صوفيا ستعود ذات يوم إلى المسيحيين الأرثوذكس، قائلًا إن النبي محمد رسول الإسلام قد تنبأ بها.
بيان شديد اللهجة من البطريرك ثيوفيلوس بشأن أزمة كنيسة آيا صوفيا التركية
فيما أطق البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن بيانًا شديد اللهجة عبر خلاله عن قلقه إزاء الدعوات الأخيرة التي وجهها أعضاء الحكومة التركية لتغيير الوضع الحالي لكنيسة آجيا صوفيا من متحف إلى مسجد.
وأوضح ثيوفيلوس، أن هذه الكنيسة البيزنطية الرائع البناء والتي تأسر العالم حتى اليوم، لها تاريخ يمتد في العالم المسيحي لأبعد من القرن السادس.
وتابع: هذه المنطقة قد مرت علي أجيال وعلى شعبها بأوقات عصيبة تركت ذكريات مؤلمة، مؤكدًا أن تركيا كانت لما يقرب من 100 عام ضامنة لبقاء لكنيسة آجيا صوفيا كمتحف من أجل الحفاظ على قدر من الحياد على الموقع، وبالتالي، فإن الناس من جميع أنحاء العالم ومن جميع الخلفيات يمكنهم الاستمتاع بروعتها الروحية والمعمارية والتاريخية.
وأضاف أن منطقة آجيا صوفيا قد وضعت كمتحف، بدون ترتيب دقيق، قد ولد نتائج بأنه يمكن أن يكون هناك خلاف آخر، مؤكدًا أن آجيا صوفيا لا تزال اليوم رمزًا للتسامح؛ قد يجد البعض الانتعاش الروحي داخل جدرانها، البعض الآخر قد يستوحى من زمنها الإنجاز البشري، والبعض الآخر قد ينظر إليها من خلال مدلول بنائها الفريد.
وقال: إن هذه المجموعة من النتائج تحقق أفضل إنصاف ممكن للموقع، الذي بلا شك يهدف دائمًا إلى إلهام رائع وإلى تمجيد الله القادر على كل شيء.
وتابع: بصفتنا رعاةً للتراث المقدس في أورشليم والأراضي المقدسة، لمدة تقارب 2000 سنة متواصلة، في أرض يقيم عليها أتباع الإيمان الإبراهيمي الثلاثة على قدم المساواة. فإننا نشهد بقوة على أن إمكانية الوصول تعزز السلام والاحترام المتبادل، في حين أن مواقف التفرد تعزز الصراع والمرارة.
وختم: نأمل ونصلي، من أجل صالح جميع الناس ذوي النوايا الحسنة، ومن أجل تركيا كدولة لديها القدرة على التأثير على منطقتنا بأكملها على طريق النمو والتعايش المتبادل، ذلك باحترام الوضع الحالي لآجيا صوفيا والمحافظة عليها.
بطريرك رومانيا يدعم البطريرك المسكوني بشأن أزمة آجيا صوفيا التركية
بعث صاحب الغبطة دانيال، بطريرك رومانيا للأرثوذكس، رسالة إلى قداسة البطريرك المسكوني بارثولوميو، رئيس أساقفة القسطنطينية - روما الجديدة، حيث عبر عن دعم البطريركية الرومانية للحفاظ على الوضع الحالي لمتحف كاتدرائية آيا صوفيا في القسطنطينية.
موقف الكنيسة الكلدانية بمصر من قرار تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد
أعلنت إيبارشية الكلدان الكاثوليك في مصر، موقفها تجاه قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد.
وأعربت الكنيسة الكلدانية في بيان، عن حزنها وألمها تلقينا قرار الرئيس التركي بتحويل متحف (كاتدرائية) آيا صوفيا إلى مسجد وأكدت أن هذا المَعلَم المسيحي الاسلامي الذي يشهد للاخوّة والتضامن بين الديانتين.
وأضاف البيان: « في هذه الظروف وامام ما نعيشه اليوم من صراعات وتهديدات جائحة كورونا، نحتاج الى التضامن الانساني والحوار البناء للخروج من هذه الازمات ولا نحتاج الى مزيد من الاثارة. فمسلمو اسطنبول لا يحتاجون الى مسجد جديد، اذ هناك الآف المساجد».
وتابع: من المؤسف ان الرئيس التركي لم يأخذ بنظر الاعتبار احترام مشاعر 2.3 مليار مسيحي في العالم، وتنكَّر لاستقبال الغرب المسيحي لملايين المسلمين المهاجرين من بلدانهم، واعطائهم كنائس ليصلُّوا فيها.
واختتم البيان: نسأل الله ان يهدي الجميع وينيرهم لترسيخ الاخوّة وتوطيد قيم المحبة والتسامح بين الاديان وينجي البشرية من التطرف وتسييس الاديان.
مجلس كنائس الشرق الأوسط ينتفض ضد القرار
اعتبر مجلس كنائس الشرق الأوسط، في تعليقه على توقيع الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان على قرار المحكمة العليا في تركيا بتحويل كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد، أن هذا القرار هو اعتداء على الحريّة الدينيّة التي باتت بُّنيَة مؤسّسة في الضمير العالمي وكرّستها المواثيق والأعراف والقوانين الدوليّة.
وأضاف المجلس فى بيان له: وبالتالي يستدعي من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة موقفًا حاسمًا مع ترجمة لهذا الموقف باستئناف قانونيّ لقرار المحكمة العليا في تركيا لإحقاق العدالة بالاستناد إلى مبدئيّة الحرّية الدينيّة، كما إلى الرمزيّة التاريخيّة التي تمثّلها كنيسة "آيا صوفيا".
وأضاف البيان: "الأخطر أن هذا القرار يأتي خارج سياق مسار العيش معًا المسيحي - الإسلامي، والذي كانت أبرز تجلّياته في 4 فبراير2019 في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، والتي توّجت في لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطّيب، كما كل المبادرات المسكونية وحوار الأديان في العقود الثلاثة الأخيرة ما يجعل من هذا القرار تجاوزًا لمسيرة نقيّة من التلاقي على الخير العام والسلام في مواجهة العصبيّات والتطرّف".
وختم بيان الأمانة العامة: "إن العالم أجمع معنيّ بوقفة ضمير وموقف حاسم من هذا القرار، ويدعو القوى المجتمعيّة والدينيّة الحيّة في تركيا للتحرّك على كل المستويات لوضع حدٍّ لهذا الاعتداء والتجاوز بما يحافظ على حقيقة العيش معًا بعمقها".
بيان مشترك لليونان وقبرص بشأن أزمة آيا صوفيا
قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس إن تركيا من خلال تحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، تقطع علاقاتها مع العالم المتحضر، لأنها فضلت الانطواء، مؤكدًا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحاول أن يقدم خطوة مزيفة تشير إلى ضعف تحت عباءة زمن سابق. هذا كل ما يظهر".
جاء ذلك خلال بيان مشترك بين كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، ونيكوس أناستاسياديس، رئيس جمهورية قبرص، بشأن قرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا الي مسجد.
وأوضح" ميتسوتاكيس" أن "آيا صوفيا" مسارًا مسكونيًا. كانت بمثابة كنيسة أرثوذكسية، ثم كاتدرائية كاثوليكية، ومسجد، وأصبحت في النهاية نصبًا عالميًا، وهذا لا يتغير، لافتًا إلى أن أولئك الذين ينتهكون قدسيتها يسمونها باسمها البيزنطي: آيا صوفيا".
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني أن آيا صوفيا ترتفع فوقنا جميعًا. سنرى ما إذا كانت ستظل نصبًا تذكاريًا لليونسكو".
وفي نفس السياق تحدث رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس، عن انتهاك القانون الدولي من قبل تركيا بشأن قضية آيا صوفيا قائلًا: إننا نسعى للحوار من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، مضيفًا: نحن لا نَستفز، لكننا نُستفز. إنهم لا يثيرون اليونان وقبرص فقط بل أوروبا.
وأضاف، أن آيا صوفيا تنتمي إلى الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت في جميع أنحاء العالم الذين يحترمون التراث الثقافي. إنها شيء ثمين، تراث ثقافي، حيث لا تبرز هوية دينية، وكان رمزًا لتحفة من القرن السادس.
واختتم رئيس جمهورية قبرص قائلًا: إننا سنتخذ الإجراءات مع الأشخاص المتحضرين، للسياسيين والمواطنين في جميع أنحاء العالم لإرسال رسالة مفادها أنه من غير المتصور في العصر الحديث احتقار التراث الثقافي بمثل هذه العبثية.