تحت ستار الدين.. تعرف على أغراض أردوغان الحقيقية من تحويل آيا صوفيا لمسجد
في وقت يسعى فيه الرئيس التركي لتعزيزشعبيته الدينية، ويصور نفسه على أنه السلطان العثماني، الراغب في إعادة الامبراطورية العثمانية من جديد، تفضح التقراير العالمية متاجرته بالدين وقيامه بأعمال منافية لمبادئ وتعاليم الاسلام.
ويرى العديد من المحللين السياسيين أن “الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيجني من تحويل متحف آيا صوفيا لمسجد مزيد من الدعم خاصة من جانب المحافظين والقوميين داخل تركيا، وهو الرهان الذي يعمل عليه أردوغان مؤخرًا، وذلك بعد افتتاحه أكبر مسجد في تركيا (مايو 2019)، وكذلك قرب الانتهاء من أعمال التشييد في المسجد الواقع في ميدان تقسيموالذي وضعت نواته الأولى في عام 2017، حيث ظلت هذه المنطقة لأكثر من 50 عامًا دون وجود مسجد باعتباره ميدانًا للعلمانيين.
ويعتبر افتتاح الرئيس التركي، الجمعة الماضية لآيا صوفيا، له دلالة كبيرة، خاصة بعد تحدي التحذيرات الأمريكية والروسية والأوروبية التي رأت أن تحويل المتحف لمسجد يعتبر خطوة استفزازية وتعدي على حرية الأديان، فاختياره ليوم الجمعة، وتركيزه على توقيت خطاب محدد اليوم في تمام الساعة 20.53، له دلالات خطيرة، تؤكد مخططه على اعادة الدولة العثمانية وحلمه بأن يصبح امبراطور ذات يوم.
ويذكر يوم الافتتاح أردوغان العالم بأنه لن يتراجع مطلقا عن فكرة "الخلافة العثمانية"، ويشير التوقيت 20.53، إلى عام 2053، الذي بحلوله سيكون قد مر 600 عام على فتح محمد الفاتح للقسطنطنية، وهنا يذكر أردوغان الأذهان ويرسل رسالة قد تكون مشفرة للبعض، وهي أنه ما زال مصمما على حلم "الخلافة العثمانية".
ويؤكد المحللون السياسيون أن الجدل الدائر في تركيا حول قضية “آيا صوفيا” لن يكون المحطة الأخيرة في عهد النظام التركي ولكنها أحد مؤشرات التحول التي تشهدها تركيا تحت مظلة حزب العدالة والتنمية الحاكم، والنهج الدعائي في الترويج للعثمانية الجديدة التي يروج لها “أردوغان” وحزبه، والتي يتم توظيفها في الخطاب السياسي لاستقطاب تأييد شرائح من المؤيدين لتوجهات هذا التيار، الذي سينعكس بالتبعية على تأييد هذه الشرائح لسياساته الاستعمارية الخارجية كما في سوريا والعراق وليبيا التي يوظف فيها هذا الخطاب لتبرير سلوكه وسياساته الخارجية.
واستوقف خطاب أردوغان العديد من المحللين والمراقبين، والذين أكدوا أن له دوافع انتخابية، خاصة مع تراجع مكانة الحزب الحاكم في الشارع التركي، وخسارته لبلدية إسطنبول، مؤكدون أن اردوغان يسعى إلى مخاطبة ود شرائح جديدة، أبرزها المحافظون والقوميون.
وتعالت الاصوات المنددة بقرار تحويل "آيا صوفيا" لمتحف"، واعتبر البطريرك المسكوني برثلماوس، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم ويقيم في إسطنبول، أن تحويل الأثر "سيخيب آمال المسيحيين ويحدث شقاقا بين الشرق والغرب".
ودعا حزب "الحل اليوناني"، إلى تحويل مكان ولادة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في مدينة سالونيك اليونانية إلى متحف، لتخليد ذكرى الإبادة الجماعي اليونانية في منطقة بونتوس المطلة على البحر الأسود.
كما أكد الوكيل السابق للأزهر، عباس شومان، أن التوجه التركي لتحويل كنيسة آيا صوفيا لمسجد لا يتفق مع الإسلام، ويتنافى مع تعاليمه السمحة التي تحترم دور العبادة لكل الديانات، وأكد أن "الإسلام يحترم دور العبادة لمختلف الديانات، ولا يجوز تحويل الكنيسة لمسجد، مثلما لا يجوز تحويل المسجد لكنيسة، هذا المبدأ مرفوض في الفكر الأزهري، ويجب احترام دور العبادة لكل أتباع الديانات".