الكنيسة الكلدانية تعلن موقفها من قرار تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد
أعلنت إيبارشية الكلدان الكاثوليك في مصر، موقفها تجاه قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد.
وأعربت الكنيسة الكلدانية في بيان، اليوم الاثنين، عن حزنها وألمها تلقينا قرار الرئيس التركي بتحويل متحف (كاتدرائية) آيا صوفيا إلى مسجد.
وأكدت أن هذا المَعلَم المسيحي الاسلامي الذي يشهد للاخوّة والتضامن بين الديانتين.
وأضاف البيان: « في هذه الظروف وامام ما نعيشه اليوم من صراعات وتهديدات جائحة كورونا، نحتاج الى التضامن الانساني والحوار البناء للخروج من هذه الازمات ولا نحتاج الى مزيد من الاثارة. فمسلمو اسطنبول لا يحتاجون الى مسجد جديد، اذ هناك الآف المساجد».
وتابع نعيمًا: من المؤسف ان الرئيس التركي لم يأخذ بنظر الاعتبار احترام مشاعر 2.3 مليار مسيحي في العالم، وتنكَّر لاستقبال الغرب المسيحي لملايين المسلمين المهاجرين من بلدانهم، واعطائهم كنائس ليصلُّوا فيها.
واختتم البيان: نسأل الله ان يهدي الجميع وينيرهم لترسيخ الاخوّة وتوطيد قيم المحبة والتسامح بين الاديان وينجي البشرية من التطرف وتسييس الاديان.
وفي سياق آخر، اعتبر مجلس كنائس الشرق الأوسط، في تعليقه على توقيع الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان على قرار المحكمة العليا في تركيا بتحويل كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد، أن هذا القرار هو اعتداء على الحريّة الدينيّة التي باتت بُّنيَة مؤسّسة في الضمير العالمي وكرّستها المواثيق والأعراف والقوانين الدوليّة.
وأضاف المجلس فى بيان له: وبالتالي يستدعي من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة موقفًا حاسمًا مع ترجمة لهذا الموقف باستئناف قانونيّ لقرار المحكمة العليا في تركيا لإحقاق العدالة بالاستناد إلى مبدئيّة الحرّية الدينيّة، كما إلى الرمزيّة التاريخيّة التي تمثّلها كنيسة "آيا صوفيا".
وأضاف البيان: "الأخطر أن هذا القرار يأتي خارج سياق مسار العيش معًا المسيحي - الإسلامي، والذي كانت أبرز تجلّياته في 4 فبراير2019 في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، والتي توّجت في لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطّيب، كما كل المبادرات المسكونية وحوار الأديان في العقود الثلاثة الأخيرة ما يجعل من هذا القرار تجاوزًا لمسيرة نقيّة من التلاقي على الخير العام والسلام في مواجهة العصبيّات والتطرّف".
وختم بيان الأمانة العامة: "إن العالم أجمع معنيّ بوقفة ضمير وموقف حاسم من هذا القرار، ويدعو القوى المجتمعيّة والدينيّة الحيّة في تركيا للتحرّك على كل المستويات لوضع حدٍّ لهذا الاعتداء والتجاوز بما يحافظ على حقيقة العيش معًا بعمقها".
وآيا صوفيا هي الكاتدرائية البطريركية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية السابقة التي بنيت في القرن السادس في القسطنطينية والتي أصبحت الآن إسطنبول، في تركيا، وتم تحويلها إلى مسجد إمبراطوري عثماني في عام 1453، بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية، وهي الآن متحف، فهو المبنى، المشهور بقبته الضخمة، هو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن التلفزيون قوله: "إذا تم اتخاذ قرار تحويل المتحف إلى مسجد، فسيسبب حزن ضخم بين المسيحيين الأرثوذكس في جميع أنحاء العالم، وآيا صوفيا هي موقع مقدس للمسيحيين"، مضيفا: "لا يمكننا العودة الى العصور الوسطى الآن، نحن نعيش في عالم متعدد الأقطاب، نعيش في عالم متعدد الطوائف ونحتاج إلى احترام مشاعر المؤمنين".
وفي مؤشر على القلق الذي تثيره هذه القضية في الخارج، حثت الولايات المتحدة تركيا إلى عدم المساس بوضع آيا صوفيا وكتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "نحث السلطات التركية إلى أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، بوصفه تجسيدًا لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني، التي ساهمت (في بناء) الجمهورية التركية، وأتاحت لها البقاء منفتحة على الجميع".
وأضاف بومبيو "تعتبر الولايات المتحدة أي تغيير في الوضع (...) بمثابة تهميش لإرث هذا المعلم الرائع".