حقوقي عن تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد: قرار أهوج
قال جوزيف ملاك، زميل المفوضية السامية لحقوق الأقليات بالأمم المتحدة ورئيس المركز المصري للدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان، تعليقا على القرار التركي بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد: إن هذا القرار قرارًا أهوج لا يرتقي إلى قدر المسؤولية الوطنية والدولية.
وشدد "ملاك"، على احترامه إلى الديانة الإسلامية وتقديره للمجتمع الإسلامي، لافتًا إلى أن هذا القرار بمثابة تأجيج للمشاعر الطائفية بين المسيحين والمسلمين والذين يعيشون في سلام وحب وتأخي.
وأكد ورئيس المركز المصري للدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان، على أن هذا القرار يخلق نوعا من الإشكاليات الطائفية وعدم السلم المجتمعي، ويدعم كل مساعي السلام التي تسعي إليها الدول والمنظمات الأممية على مدار العقود الماضية، حتى لا تكون هناك أي صراعات او حروب أهلية.
وأضاف، أن مثل هذه القرارات العشوائية لا تخص مصدرها وشعبه فقط بل يمتد أثرها لجميع الدول شرقها وغربها، وقد يعتبرها البعض فكرًا يمثل عقيدة واتجاهات جديدة نحو خطاب كراهية ضد الآخر.
وطالب جوزيف ملاك الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات القانونية لإنهاء هذه الأزمة.
بطريرك القدس يدين تحويل آيا صوفيا إلى مسجد
وفي سياق منفصل، عبر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، عن قلقه إزاء الدعوات الأخيرة التي وجهها أعضاء الحكومة التركية لتغيير الوضع الحالي لكنيسة آيا صوفيا من متحف إلى مسجد.
وأوضح ثيوفيلوس، في بيان له، الأربعاء، أن هذه الكنيسة البيزنطية الرائع البناء والتي تأسر العالم حتى اليوم، لها تاريخ يمتد في العالم المسيحي لأبعد من القرن السادس.
وتابع: هذه المنطقة قد مرت على أجيال وعلى شعبها بأوقات عصيبة تركت ذكريات مؤلمة، مؤكدًا أن تركيا كانت لما يقرب من 100 عام ضامنة لبقاء لكنيسة آجيا صوفيا كمتحف من أجل الحفاظ على قدر من الحياد على الموقع، وبالتالي، فإن الناس من جميع أنحاء العالم ومن جميع الخلفيات يمكنهم الاستمتاع بروعتها الروحية والمعمارية والتاريخية.
وأضاف أن منطقة آجيا صوفيا قد وضعت كمتحف، بدون ترتيب دقيق، قد ولد نتائج بأنه يمكن أن يكون هناك خلاف آخر، مؤكدًا أن آجيا صوفيا لا تزال اليوم رمزًا للتسامح؛ قد يجد البعض الانتعاش الروحي داخل جدرانها، البعض الآخر قد يستوحى من زمنها الإنجاز البشري، والبعض الآخر قد ينظر إليها من خلال مدلول بنائها الفريد.
وقال: إن هذه المجموعة من النتائج تحقق أفضل إنصاف ممكن للموقع، الذي بلا شك يهدف دائمًا إلى إلهام رائع وإلى تمجيد الله القادر على كل شيء.
وتابع: بصفتنا رعاةً للتراث المقدس في أورشليم والأراضي المقدسة، لمدة تقارب 2000 سنة متواصلة، في أرض يقيم عليها أتباع الإيمان الإبراهيمي الثلاثة على قدم المساواة. فإننا نشهد بقوة على أن إمكانية الوصول تعزز السلام والاحترام المتبادل، في حين أن مواقف التفرد تعزز الصراع والمرارة.
وختم: نأمل ونصلي، من أجل صالح جميع الناس ذوي النوايا الحسنة، ومن أجل تركيا كدولة لديها القدرة على التأثير على منطقتنا بأكملها على طريق النمو والتعايش المتبادل، ذلك باحترام الوضع الحالي لآجيا صوفيا والمحافظة عليها.